الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مضادات التعرق تسبب سرطان الثدي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً، أشعر بثقل وتحجر في الثدي الأيمن، يصاحبه ألم في الثدي والإبط وممتد إلى الذراع، أما الثدي الأيسر لم يحدث فيه أي تغير، مع العلم أن الدورة عندي غير منتظمة، وقد شعرت بنفس هذه الأعراض قبل آخر دورة لي، مع وجود كتل، وكانت هي المرة الأولى التي أشعر فيها بألم في الثديين، وحالتي النفسية بدأت تتدهور.

حين قرأت عن أسباب سرطان الثدي، وجدت أن من أسبابها مضادات التعرق، وأنا استخدم مضاد تعرق وليس مزيل رائحة.

سؤالي: هل من الممكن أن أكون قد أصبت بورم خبيث؟ وهل من الممكن أن يكون هذا المضاد للتعرق سبباً لإصابتي به؟ ولماذا حصلت هذه التغيرات علي؟ ما نصيحتكم لي، هل أقوم بعمل فحص للثديين؟

أرجوك أفدني، حالتي النفسية بدأت تتدهور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي- ولك العذر في ذلك، فسرطان الثدي هو أكثر سرطان يصيب النساء، وقد أصبح يشخص بنسبة عالية في هذه الأيام، وهذا بسبب زيادة الوعي والثقافة الصحية عند النساء، وأيضا بسبب تحسن وسائل التشخيص التي بين أيدينا، وفي البدء أحب أن أوضح لك بأن سرطان الثدي -على عكس ما يظن- نادراً ما يسبب حدوث الألم، وغالبا ما يكون غير عرضي، أي لا يسبب أية أعراض، بل يكتشف صدفة عند التصوير الروتيني للثدي.

كما أحب أن أطمئنك، بأنه ومن النادر جداً ظهور سرطان الثدي في مثل عمرك، حتى لو كان في العائلة إصابات، فالسرطان الثدي ينتقل بالوراثة لا يشكل أكثر من ( 6% ) فقط من كل حالات سرطان الثدي.

وما يسبب الألم في الثدي هي غالباً حالات سليمة، وليست سرطانية، وهي ناجمة عن تأثير هرمونات المبيض على نسيج الثدي؛ لأن الثدي يعتبر من الناحية الوظيفية تابعاً للجهاز التناسلي الأنثوي، وهو يتأثر بنفس الهرمونات.

وإن كنت قد شعرت بكتلة في الثدي، فهي غالباً أما كيسة بسيطة، أو كتلة شحمية، أو ورم ليفي غدي، أو ورم ليفي كيسي، هذه هي أكثر الاحتمالات في مثل عمرك، وكلها تعتبر حالات سليمة وليست سرطان.

لكن ومع ذلك, يجب عمل تصوير للثدي، وقد يلزم أن يتم سحب عينة من الورم أو الكيسة بإبرة رفيعة، وهذا ليس لأننا نشك بسلامة الكتلة، بل من أجل تحديد طبيعة الكتلة، وتحديد طريقة العلاج.

وبالنسبة لمضادات التعرق، فلم يثبت لغاية الآن بأنها تسبب السرطان، ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية ( FDA)، والتي تشرف على مثل هذه الأشياء، تسمح ببيعها في أمريكا، ولو تبين بأنها تسبب السرطان، لما تم السماح بذلك.

لذلك اطمئني، ولا داعي للقلق من استخدام لمضادات التعرق، لكن بالطبع يجب الاعتدال عند استخدام أي شيء، وأؤكد على ضرورة التوجه للطبيبة المختصة، لعمل الكشف على الثدي، فهذا سيطمئنك أكثر -إن شاء الله-.

نسأل الله -العلي القدير- أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • زينب

    شكراا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً