الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير مزاجي، فتغيرت حياتي، وأريد أن أعود لحياتي الطبيعية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...

أوجه شكري وتقديري إلى كل القائمين بهذا الموقع، والرجاء منكم مساعدتي، ولثقتي في موقعكم بعثت استشارتي متمنية من المولى -عز وجل- أجد عندكم الحل.

أنا سيدة متزوجة، قبل سنة رزقت بطفلة، وفي نهاية الشهر الثالث، وفجأة دون سابق إنذار شعرت بالتدريج بتذبذب في المزاج، ما بين خفيف ومتوسط، وتنميل خفيف في بعض الأحيان في منطقة الأرداف، وسرعة الغضب لأتفه الأسباب، ولا أستطيع الفرح بالصورة التي اعتدت عليها، وأحيانا أخرى أشعر كأنني أعيش في حلم، وصرت أكره الزيارات ولا أشعر بالراحة فيها، برغم مشاركتي في الحديث مع الناس، والأنس معهم، وأكون متوترة إلى أن تنتهي الزيارة، ولكنني أستمتع نوعا ما إذا خرجنا في مكان عام ملاهي مثلاً، مع زوجي وأولادي، ولا أشعر بالحياة كما كنت سابقاً، ولكنني متمسكة بها، لأن ثقتي في الله أكبر، وأقوم بجميع واجباتي اتجاه زوجي وأولادي -الحمد لله-، وأمارس حياتي بصورة شبه طبيعية، برغم معاناتي الشديدة من تلك الأعراض المزعجة، ولكنني أخاف أن تفلت مني زمام الأمور يوما ما، نتيجة لتلك الأعراض، لقد تعبت من هذا الوضع. .

حاليا أتناول (ميرتازابين بجرعة 15ملغ) ليلاً، منذ أربعة أشهر، وعندما زدت الجرعة إلى (30 ملغ)، بأمر الطبيب، شعرت بأن حالتي أسوأ، ورجعت إلى جرعة ( 15ملغ ) مرة أخرى، أيضاً بأمر الطبيب، وليس عندي السكري ولا ضغط الدم.

سؤالي: وهل أحتاج إلى تغيير الدواء أم أستمر على جرعة (15 ملغ) رغم معاناتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك نعتبرها نوعًا من عسر المزاج الذي لم يصل –الحمد لله تعالى– لدرجة الاكتئاب المطبق، وأنت اتخذت الخطوة الصحيحة وهي أنك ذهبت إلى الطبيب، والطبيب وصف لك العلاج الدوائي، وهو (الميرتازبين)، من أقل العلاجات، فهو متميز جدًّا، ويحسّن النوم على وجه الخصوص، وبالفعل من الأشياء الغريبة حول هذا الدواء أنه بجرع صغيرة يكون أفضل من الجرعات الكبيرة، فجرعة نصف حبة ليلاً، أعتقد أنها سوف تكون كافية جدًّا بالنسبة لك، الشيء الوحيد في أنه قد يزيد الشهية نحو الطعام، فإذا كان لديك قابلية للسمنة، أرجو أن تتخذي المحاذير التي لا تزيد من وزنك.

إذًا استمرارك على هذا الدواء هو قرار إيجابي، ويمكن أيضًا أن تدعميه بدواء بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول)، وهو متوفر في السودان، وإذا أردت أن تتواصلي مع طبيبك لتستشيريه في هذا الأمر فهذا أيضًا موضوع جيد جدًّا، مجرد مقترح أود أن أقدمه لك، حيث إن (الفلوناكسول) من التجارب العملية يزيد من فعالية الأدوية الأخرى، خاصة مضادات الاكتئاب، كما أنه يزيل الشعور بالملل والضجر، والجرعة المطلوبة هي (نصف مليجرام) – أي حبة واحدة – يتم تناولها صباحًا وليس ليلاً، لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناوله، وتستمري على (الميرتازبين) كما هو. هذا من ناحية.

من الناحية الأخرى: أنت -بفضل الله تعالى- لديك أشياء جميلة وطيبة وإيجابية في حياتك، -الحمد لله- لديك الحياة الزوجية المستقرة، رزقك الله -تعالى- بالذرية، من الواضح أنك إنسانة إيجابية، فهذا كله يُشجع كثيرًا، ويعتبر ركيزة أساسية للتحسن، و-إن شاء الله تعالى-زمام الأمور لن يفلت منك أبدًا، حالتك بسيطة، اتخذتِ الإجراءات العلاجية الصحيحة، فاستمري على هذا المنوال، وطبقي المبادئ الإيجابية المطلوبة من أجل أن تجعلي حياتك أكثر فعالية وتفاؤل.

كوني أيضًا معبرة عن ذاتك، هذا مهم جدًّا، الاحتقانات النفسية كثيرًا ما تؤدي إلى سرعة الغضب، كما أن معالجة الغضب وإدارته من خلال ما ورد في السنة النبوية المطهرة، سيكون أمرًا مفيدًا جدًّا لك، فأرجو أن تطلعي على العلاج النبوي بخصوص كيفية مواجهة الغضب، هذا فيه خير كثير لك جدًّا.

هذا الاكتئاب الذي تعانين منه –وهي درجة بسيطة من الاكتئاب كما ذكرنا – منذ الشهر الثالث بعد ولادة الطفلة – حفظها الله – ربما يكون مرتبطًا بفترة النفاس، وهي علميًا نعتبرها حتى ستة أشهر، وهذه الحالات تستجيب للعلاج، خاصة العلاج الدوائي بصورة ممتازة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً