الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أخلص نيتي لله في مذاكرة الدروس؟

السؤال

السلام عليكم..

النظام التعليمي فاشل؛ فعلى ماذا أتعب نفسي في المذاكرة، وإن كنت سأحتسبها أجرًا عند الله؛ فكيف أخلص نيتي لله فيها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خلاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك مجددًا –أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك لما فيه مصلحتك في دنياك وأخراك.

أما عن استشارتك - أيها الحبيب – فإنك أطلقت حكمًا كُليًّا حكمت فيه بفشل النظام التعليمي كله، وهذا بلا شك يحمل الكثير من المجازفة والمبالغة، فإن الواقع يرد هذا الإطلاق، صحيح أن النظام التعليمي فيه عيوب وقصور، ولكن الحكم عليه بالفشل الكلي مما لا يكاد يقبله منك أحد.

ونحن نخاف عليك – أيهَا الحبيب - من أن يكون تشاؤمك من الواقع الذي تعيشه، ومبالغتك في هذا التشاؤم؛ نخشى أن يكون ذلك سببًا في أن تُحجم عمَّا ينفعك، ويتطور فيك جانب السلبية فتُحرم أشياء كثيرة أنت قادر على أن تنفع بها نفسك ومجتمعك.

لذا نصيحتنا لك أن تبحث عن أقرب التخصصات إلى قلبك ونفسك، وإذا ما اجتهدت في التعلم والدراسة فإنك ستجد أنك تُحصل قدرًا لا بأس به من العلوم ينفعك في دنياك إن كنت تطلب علمًا دنيويًا، وإن أحسنت النيَّة بعد ذلك بأن كنت تقصد بذلك تحصيل ما تنتفع به وتتقوى به على طاعة الله تعالى فإننا نرجو الله تعالى أن يكون لك فيه الخير الكثير.

فالخلاصة - أيها الحبيب – ألا تستسلم لمثل هذه الأفكار التي تعرض لك، واحرص على أن تتعلم، وأن تنال من هذا النظام التعليمي ما فيه صلاح لك في دينك أو دنياك، وحاول بعد ذلك أن تستعين بالصالحين من رجال التعليم ومن المتخصصين في المجال الذي تدرسه، حاول أن تستعين بهم في تكميل نفسك وترقيتها والاستزادة مما قصَّر فيه النظام التعليمي، وستجد نفسك - بإذن الله تعالى – تطور ذاتك وتحسن من أدائك، وتنفع نفسك ومجتمعك، ستجد نفسك شخصًا إيجابيًا نافعًا.

أما عن النيَّة: فإن كانت علوما دنيوية فإن الإخلاص فيها: أن تقصد بها الانتفاع بها فيما يعينك على طاعة الله، ونفع أمتك وأهلك، وإن كانت علومًا أخروية: فيتعين عليك أن تقصد بذلك رضوان الله، ورفع الجهل عن نفسك، والاشتغال بتعلم دين الله تعالى وتعليمه للناس.

نسأل الله تعالى أن يرزقك النية الصالحة، وأن ييسر لك العمل الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً