الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أحب شيئاً، والانعزال عن العالم يريحني!

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 21 سنة، منتسبة في الجامعة.

مشكلتي أنني لا أشعر بالحب، ولا أحب شيئاً، ولا أشعر أنني أحب أهلي، والآن فقدت أغلب صداقاتي بسبب إهمالي وتقصيري في السؤال، أحب أن أكون بمفردي، وأشعر أن وضعي المعزول عن العالم مريح، وفي نفس الوقت أخاف أن أندم على عدم تجاوبي مع من حولي، وعلى هدوئي.

سؤالي: هل ممكن تفيدوني في وضعي؟ وهل أنا طبيعية؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا في هذا الموقع.

الناس شخصيات وطباع مختلفة ومتنوعة، وكما يقال "معادن"، فمنهم من يميل للاختلاط بالآخرين، ويعطي أفضل ما عنده في هذا الجو، وهناك من يفضل بعض العزلة، ويجد نفسه في مشاعر إيجابية وهو في هذا الحال، ويبدو أنك من النوع الثاني، ولا حرج في هذا، وفي كل خير.

وطبعا خير الأمور وبشكل عام أوسطها، فكيف يستطيع الإنسان أن يعيش على طبيعته، وفي نفس الوقت يقوم بالدور الاجتماعي والأسري المطلوب منه، وكيف يوازن الأمور، بحيث يشعر بالإيجابية والنشاط فيما يصنع، وفي نفس الوقت، ويقوم البعض بالجهد الإضافي، طبعا كلنا يحتاج لبعض الوقت ليختلي بنفسه، ويحقق بعض ما يريد القيام به.

ومما لا شك فيه أن ما وصفت من أنك لا تشعرين بالحب للأهل أو لغيرهم، ومن أنك ربما لا تشعرين بشيء، فلا شك أن هذا نتيجة تجارب الحياة التي مررت بها، ونتيجة طبيعة الرعاية التي تلقيت في طفولتك وتربيتك، وليس لسوء فيك، فالله -تعالى- خلقك، ككل الناس، على الفطرة السليمة، إلا أن تجارب الحياة تعيد صياغتنا بطريقة دون أخرى.

وهذا لا يعنى أن الإنسان لا يمكن تغيير هذه الطبيعة، التي تربى عليها، فدوما هناك متسع للتغيير والتعديل، وبما يريد الإنسان، والعادة أنه كلما كانت مساعي التغيير مبكرة كلما سهل الموضوع، ولكن ربما يفيد أن لا تشغلي بالك كثيراً الآن، في موضوع تغيير بعض جوانب طبيعتك، فهذا سيأتي وبشكل طبيعي مع مرور الأيام والسنين، وربما الأفضل أن تركزي على ما بين يديك من العمل والاهتمامات.

ربما يفيد أن تبدئي بالنظر بعين جديدة لكل ما هو حولك، الأمور الصغيرة قبل الكبيرة، العصفور الذي أمامك أو الذي يطير بعيدا في منتهى الحرية، الشجرة الخضراء الوارفة التي أمامك، أو حتى الشجرة التي تعرت من ورقها في هذا الشتاء، الطفل الصغير الذي يلعب بكل براءة ولطف، وكما تقول الشاعرة الأديبة "حروف اللطف مع حروف الطفل تتماثل"، هكذا فالحياة من حولنا جميلة، بالرغم من بعض الجراح والآلام هنا وهناك، فرؤية الجمال في الحياة يعطينا الحب الذي نحتاج لعبور هذه الحياة.

وفقك الله، وكتب لك النجاح والحب والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً