الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة الصحيحة لتربية الطفل العنيد الغيور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله...

أنا سيدة عمري 27 سنة، متزوجة وأم لطفلين، ابني كثير الحركة والمشاغبة، أخاف عليه حتى مــن نفسه، أحياناً يلعب ألعاباً خطيرة ولا يعي ذلك، ومهما أحاول أن أفهمه فلا يتقبل مني؛ لأنه عنيد ويفعل ما يريد، أحاول التودد إليه بالكلام اللطيف، وهو متعلق بي جداً، ويشعر بالغيرة من أخته الصغيرة التي عمرها شهران، لا أستطيع تحمل تصرفاته، ولا أريد أن أقسو عليه، لكنه يفقدني أعصابي.

سؤالي: كيف أتصرف معه؟ وما هي الطريقة الصحيحة لتربيته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا مجدداً، وكنت أتمنى لو ذكرت لنا عمر الطفل، فتربية الأطفال تختلف بحسب المرحلة العمرية التي هم فيها.

والأمر الثاني الذي خطر في ذهني بأننا إذا افترضنا أن الطفل في عمر صغير، فالأصل في طفل في هذا العمر اليافع، أن يسهل علينا تربيته، وحسن توجيهه بالطريقة التي نريد، وكالعجينة، وذلك من خلال حسن الفهم للمهمة المطلوبة منا، بالإضافة إلى الاستيعاب والتدبر والمعرفة، في عصر أصبحت العلوم فيه متيّسرة للجميع. وأريد أن أطمئنك أن هناك أمل كبير ومضمون من حسن تدبير التعامل مع طفلك، ولكن لابد لهذا من أمرين مطلوبين.

الأول: أن نتعلم مهارات تربية الأطفال، والتعامل معهم، وما هي احتياجاتهم في كل مرحلة، وكيفية تلبية هذه الاحتياجات، وسواء تم هذا التعلم من كتب تربية الأطفال، أو من خلال دورات تدريبية متخصصة للآباء والأمهات في مهارات التربية والتعامل معهم، أو ما نسميه "تدريب الوالدية" وقد أصبحت مثل هذه الدورات متوفرة في كثير من البلاد العربية.

والثاني: التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الأطفال، والابتعاد عن الشدة والتعنيف، فهذا لا يزيد الطفل إلا عنادا وصعوبة، وقد يصعب عليك هذا، حيث لاحظت في سؤال سابق لك أنك تعانين من الاكتئاب، وقد أجبتك عليه في حينها، فإذا كان هذا الاكتئاب لا يزال موجودا، فستجدين صعوبة كبيرة في تربية الطفل، مما يتوجب عليك العمل على علاج هذا الاكتئاب عن طريق الطبيب النفسي.

وطبعا من الصعب جدا أن نشرح هنا كل شيء في مهارات تربية الأطفال، فهي كثيرة جدا، وبدل من أن أقدم لك سمكة، كما يقول المثل الصيني، فالأفضل أن أدلك على طريقة صيد السمك، بمعرفة أين تتعلمين عن تربية الأطفال من خلال هذه الكتب أو الدورات المتخصصة، ومن الطبيعي في هذه العمر أن يحاول الطفل التهرب من أي طلب يُطلب منه، كالدراسة وتعلم القرآن، ليس لمشكلة سمع عنده، وإنما لأنه يريد أن يأخذ حريته، فيما يفعل أو لا يفعل.

من المفيد أن نعرف أن السبب الأكبر للمشكلات السلوكية عند الأطفال هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، انتباه الكبار من حوله وخاصة الوالدين.

والتحدي الكبير هنا، أن قواعد التربية وعلم النفس تقول: أن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء، وبحسن القصد، بدل أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون السلوك السلبي كعناد الطفل، لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، والنتيجة الطبيعية هي تكرار هذا السلوك، وهذا العناد؛ لأنه يأتي للطفل بالكثير الكثير من الانتباه، ولو حتى رافقه الضرب أو العتاب أحيانا، بينما يتجاهلون، وبنيّة حسنة أيضا، السلوك الجيد، كأن لا يلاحظوا مثلا بأن طفلهم يتعاون معهم أحيانا ولا يكون عنيدا، ولذلك يقلّ عنده هذا السلوك مع مرور الأيام، مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.

وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحا ما هو المطلوب منكم، من أجل تعديل سلوك طفلكم، وهو تعزيز السلوك الحسن والمقبول، وصرف النظر كليا عن السلوك السلبي وغير المقبول.

حفظ الله طفلك من كل سوء، وأعانك على حسن تربيته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Saeed Mahyoub

    السلام عليكم
    أعجبت كثيراً بالإجابة المستنرية من قبل المختص. بارك الله فيكم وسدد خطاكم.

  • لبنان نوال

    والله اعجبتني جدا هزه النصائح وساحول تنفيزها مع ابنتي العنيدة جدا جدا ججدا مما يسبب لها الضرب ااعنيف جدا مني وارد عليكم تجربتي انشاء الله

  • الجزائر فاروق

    انا اشكركم على التوضيح..

  • مصر مني عبدة

    انا ابني عنيد جدا وعودة فرط في الحركة ومش بيتكلم وعندة سنتين ونصف

  • الجزائر مريا ملاك

    لاجديد

  • الجزائر سارة أم ريتاج

    اجابة مفيدة لكن قلة الصبر لدى الوالدين على ابنهما يزيدمن عناده اتجته السلوك السلبي

  • كينيا baseer

    شكرا للمعلومات القيمة وجزاكم اللة خير الجزاء

  • فاطمة الزهراء

    شكرا والله معلومات بسيطة لكنها غاية في الاهمية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً