الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكون مؤمنا حقيقيا وأتخلص من المعاصي ومشاكلي النفسية؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في الثانية والعشرين من العمر، لقد قمت بقياس السكري وأنا سليم منه، قبل سنتين تعرضت لعملية تجسس من طرف جهات لا أعرفها، كيف عرفت ذلك؟ كل الكلام الذي كان يقال في بيتنا كنت أسمعه من طرف الناس يتداولونه بينهم، وكنت أشعر بحرج شديد، خاصة وأنني كنت أشاهد المواقع الإباحية، والشخص الذي كان يتجسس على حاسوبي كان يخبر الناس أنني كنت أشاهد المواقع الإباحية، فكنت أصاب بحرج شديد وضيق من الأمر.

وكنت أتساءل كيف يعرف الجميع أنني أشاهد المواقع الإباحية، علما أنني أجلس وحيدا في البيت، ولا أحد يراني سوى الله عز وجل، والذي كنت أستهين به، على أثر ذلك ذهبت إلى طبيب نفساني، فوصف لي دواء الميديزابين، وقال لوالدتي إنني مصاب بالفصام، لكن بعد مرور سنتين على شرب ذلك الدواء الذي يدعى ميديزبين، لاحظت أنني فقدت مشاعري، وفقدت أيضا القدرة على البكاء، كما فقدت الرغبة الجنسية، ولم يعد يحدث لي انتصاب، لا أعرف إن كان ذلك من الدواء أم ذلك جراء ممارستي للعادة السرية الخبيثة؟ والتي جعلت قضيبي يمتلأ بالعروق الدموية، وأنا محرج من قول هذه الأشياء لكم، كما أن ضميري يعذبني؛ لأنني مارست العادة السرية لعشر سنوات، وشاهدت المواقع الإباحية الخبيثة.

أنا أريد أن أعود الى الله، وأريد أعيش حياة هنيئة، وأريد استعادة قدرتي الجنسية؛ لأنني قرأت عدة استشارات حول ضعف الانتصاب، وأخاف أن أكون مصابا به، كما أنني عدت إلى طبيبي النفساني، فوصف لي فيتامينات جيفامين التي ساعدتني بنسبة قليلة؛ حيث أنني بدأت أحس برغبة جنسية قليلة، ولا أعرف إن كان حالي سيتحسن مع الأيام، أم لا؛ لذلك أتمنى أن تساعدوني على إيجاد حل لمشكلتي.

علما أن حالتي النفسية تحسنت بشكل كبير، ولم أعد أهتم لما يقوله الناس عني، لكن مشاكلي الجنسية تؤرقني بشكل كبير، ولا أعرف ما الذي سأقوله لزوجتي حينما أتزوج، هل أصارحها وأقول لها أنني كنت أمارس العادة السرية، فأنا محرج من هذا الأمر؟!

أمنيتي الوحيدة هي أن أصبح مسلما حقيقيا، ساعدوني لكي أحقق أمنيتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالظاهرة التي مررت بها وهي أن شعورك أن هناك أناسا يتجسسون عليك: مع احترامي الشديد لتفكيرك ولآرائك، لكن من خلال ما ورد في رسالتك وحسب ما تحدثت عنه: هذه التجربة التي مررت بها ربما تكون تجربة نفسية أو في الغالب هي تجربة نفسية، حيث ما كنت تسمعه يأتي في نطاق الهلاوس السمعية، والتي كانت مرتبطة بحالة من حالات الظنان التي عانيت منها.

عقار (ميديزبين) قد يكون أفادك كثيرًا، لكن كما تفضلت في ذات الوقت ربما يكون قد سبب لك بعض التبعات النفسية البسيطة.

المهم أخي الكريم الآن حالتك النفسية قد تحسنت، وأن هذه الظاهرة قد اختلفت – أي ظاهرة الهلاوس السمعية الظنانية – وهذا الجانب يهمني جدًّا – جانب صحتك النفسية والعقلية – حيث إن هذه الأعراض نعتبرها أعراضًا جوهرية في الطب النفسي، وعلاجها ليس بالصعب، لكن يتطلب الالتزام التام من جانب الطبيب وكذلك من جانب الشخص الذي يُعالج ليلتزم بجرعته الدوائية، وكذلك مقابلة الطبيب حسب المواعيد التي تم تحديدها سلفًا.

هواجسك الآن هي حول مقدراتك الجنسية، وهذه الهواجس مُقدَّرة، ونحن لا نهملها، لكن خطوة العلاج الأولى هي ألا تهتم بها، يجب أن تتجاهلها، يجب أن تحقر هذه الفكرة تحقيرًا تامًا، والسبب في ذلك أن مجرد القلق الشديد عن الأداء الجنسي يؤدي إلى الكثير من الصعوبات الجنسية، هذه خطوة أولى يجب أن نتفق عليها.

الخطوة الثانية: قطعًا ممارستك للعادة السرية لها آثار سلبية كثيرة، ومشاهدتك للمواقع الإباحية يؤدي إلى نوع من التواؤم النفسي السلبي جدًّا، خاصة بالنسبة لشاب مثلك، شاب من شباب الإسلام حين يقوم بمشاهدة هذه الأشياء القبيحة والمفضوحة، لا بد أن تتأثر نفسه، لا بد أن يراجع نفسه، لا بد أن يأتيه شيء من الشعور بالذنب، وهذا الشعور بالذنب لهو أمر طيب وطيب جدا، لكن في نهاية الأمر قد يؤدي إلى بعض التأثيرات النفسية.

عمومًا الذي أؤكد لك هو أن إزالة الأسباب من جوهر العلاج، والأسباب هنا واضحة وجلية، وهي هذه الممارسات التي تمارسها من عادة سرية ومشاهدة المواقع الخلاعية، يجب أن تجفف هذا المصدر تجفيفًا كاملاً، وبفضل الله ونعمته أنه يقبل التوبة، بل إنه يفرح بتوبة عبده، وهذا محفز عظيم، فعليك أن تثبت في توبتك، أن تكون يقظًا، أن تكون قويًّا، أن تكون ضابطًا لنفسك، وقطعًا أداؤك الجنسي سوف يتحسن تمامًا.

وموضوع الأداء الجنسي يجب أن نربطه دائمًا بالزواج، هل هناك صعوبة أو هناك احتمال لأن تكون هنالك صعوبة عند المعاشرة الجنسية؟
الإجابة بالنسبة لي قطعًا في حالتك لا، إن شاء الله تعالى سوف تعيش حياة طيبة مع زوجتك.

الجنس يتطلب الاستثارة، ويتطلب انفعالات وجدانية، ويتطلب أخذا وعطاء، ويتطلب تبادل المشاعر، وهذا لا يتوفر إلا في الحياة الزوجية، كل الممارسات القبيحة والمحرمة لا تتوفر فيها هذه الأمور، عملية حيوانية بحتة لا تحمل أي عاطفة أو وجدان تنتهي بالخسارة والخسران والشعور بالذنب، وربما استجلاب بعض الأمراض، لكن موضوع الزواج أمر مختلف تمامًا؛ لأنه يقوم على المحبة، على الاحترام، على السكينة، على المودة.

فيا أيها الفاضل الكريم: ابعد عن هذه المقارنات، ليس لديك أي مشكلة جنسية، الذي لديك هو هذه الشوائب وهذه الصعوبات وهذه المحرمات التي اقترفتها، لكن كما ذكرت لك أن رجوعك هو المطلوب، وهو سهل، وباب التوبة عظيم، وسوف تحس أن عواطفك ووجدانك أصبحت تتجه اتجاهات صحيحة.

أنت ليس لك حاجة في علاج دوائي، فقط لا تشغل نفسك بهذا الموضوع، وحاول أن تمارس الرياضة بصورة منتظمة، حاول أن تتغذى غذاءً متوازنًا، أن تكون مسترخيًا، أن تنام مبكرًا، أن تشغل نفسك بالمفيد... هذا يكفي تمامًا ليصير الأداء الجنسي في وضع وصورة صحيحة.

أما بخصوص علاجك النفسي فيجب أن تراجع الطبيب وتراجعه بانتظام، ولن تكون لديك أي مشكلة في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا nadia

    السلام عليكم توكل على الله وتقرب اليه واكثر من استماع الى القران ففيه شفاء لما في الصدور عن تجربة شخصية والله يشفيك

  • الجزائر الزهرة

    انا اطلب لك الشفاء من كل قلبي

  • hosein lsmaeil



    كل شخص عليه ان يطيع الله الواحد أحد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً