الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انحصار البول وعدم القدرة على الصيام!!

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولًا: أحب أن أهنئكم على هذه الخدمات التي تقدمونها للناس, فكم من شخص يتمنى لو كان مكانكم ليقوم بها, كما أود أن أشكركم على هذا الموقع الطيب, وأسأل الله أن يجزيكم عليه خير الجزاء.

ثانيًا: أنا عمري ثماني عشرة سنة ونصف، ووزني 41 كيلو تقريبًا وربما أقل، وطولي 167 سنتمترا, فما هو الوزن المناسب لي؟

ثالثًا: معلومٌ فضل الصيام ومزيته, وأنه وجاء للشاب الذي لا يجد مؤنة الزواج, ولكني لا أستطيع الصوم إلا إذا نمت نصف النهار أو أقل بقليل, ورغم أني أتسحر ولا أعمل أعمالًا متعبة؛ إلا أنني أجوع بسرعة, وبشدة, مما يجعلني عند الإفطار بل قبله أتقيأ -أكرمكم الله- مع حرارة في المعدة, وصفار في القيء, وهذا الأمر أتعبني جدا, ولم أستطع بسببه ما يلي:

1) استثمار يوم عرفة -قبل سنة- بشيء يذكر لشدة الجوع وعدم القدرة على فعل شيء سوى الصلوات الخمس ورواتبها -إن أمكن-.

2) عدم صيام يوم عاشوراء أكثر من سنة.

فما العمل -رحمكم الله-؟ وهل هو بسبب ضعفي؟

رابعًا: أشعر بصداع شبه دائم, وهو كالطوق لرأسي, ويشتد في الجبهة.

خامسًا: أعاني من البلغم بشكل دائم، فما علاجه؟

سادسًا: ما علاج ضعفي الشديد, ونومي الكثير بسبب الصداع؟

سابعًا: أنا في كثير من الأحيان بعد قضاء الحاجة والذهاب للصلاة يأتيني انحصار جديد -أكرمكم الله- فأعود وأخرجه وهو أبيض, ويتكرر بعض الأحيان أكثر من مرة, وبعض الأحيان يأتيني هذا في الصلاة عندما أريد الركوع أو السجود، أشعر وكأن شيئا قد خرج وهو قسري لا اختياري, فما المشكلة؟

وآسف على الإطالة وتداخل المشاكل, وأتمنى أن تشخصوا حالتي وتشيروا عليَّ بما يلزم.

وجزاكم الله خيرًا ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوزن المناسب لك هو أن يكون بين (53-70) كيلو, وهو الوزن الطبيعي لمن في مثل طولك.

أما الصداع الذي تشكو منه فهو صداع التوتر، وهو أكثر أنواع الصداع شيوعاً، ويميل إلى التكرر من آن لآخر، ويستمر الصداع ما بين 30 دقيقة إلى بضعة أيام متواصلة، ويظهر هذا الصداع بشكل دوري متقطع من فترة لأخرى (مرتين أو ثلاثا في الشهر أو بشكل يومي مزمن).

ويصف المريض بهذا النوع من الصداع -كما هو عندك- بأنه أشبه بحزام ضاغط على الرأس، وتتراوح شدته في أغلب الحالات بين خفيف إلى متوسط، وقد يكون شديدا لدى البعض، وقد تمتد فترة الصداع من نصف ساعة إلى عدة ساعات، وربما أيام، ويبدأ عادة خفيفا ثم يتدرج في شدته، وأكثر ما يحدث في ساعات النهار.

ولا يعرف سبب محدد لصداع التوتر, وليس هناك سبب واحد يعزى إليه صداع التوتر، وهو لا يتأثر بالعوامل الوراثية, غير أن بعض الأمور تزيد من صداع التوتر، ومن ذلك:

- قلة الراحة، وزيادة المجهود البدني والانشغال الذهني.

- الضغوط النفسية والذهنية (في الدراسة والامتحانات، والعمل.. وغيرها).

- الجلوس والنوم بطريقةٍ غير مريحة.

- التعرض لصعوبات اجتماعية أو عائلية أو وظيفية.

قد يترافق مع صداع التوتر أعراض أخرى، مثل الإجهاد والكسل، واضطراب النوم، والتوتر النفسي، وسرعة الانفعال، وضعف التركيز, وقد يفسر هذا ما تعانيه أنت من الأعراض التي ذكرتها.

يتم علاج هذا الصداع بالمسكنات مثل (الباراسيتامول) و(بنادول) و(تايلنول) أو (فولتارين)، أو مرخيات العضلات مثل (ميوجيسيك) أو (مصكادول) ثلاث حبات في اليوم حتى يختفي الألم.

هناك وسائل أخرى لعلاج صداع التوتر، منها: ممارسة تمارين الاسترخاء، وعلاج المشكلات النفسية والاجتماعية.

أما بالنسبة للبلغم فقد يكون بسبب التهاب جيوب مزمن, ونزول المخاط من الجيوب إلى الحلق في الصباح, أو يكون بسبب ارتجاع في حموضة المعدة, أو يكون بسبب التدخين إن كنت مدخنا, والعلاج يكون بعلاج السبب.

أما سؤلك عن الانحصار فأحيله إلى استشاري المسالك البولية.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة المستشار الدكتور محمد حمودة أخصائي الأمراض الباطنية والروماتيزم
وتليها إجابة المستشار الدكتور أحمد محمود عبد الباري أخصائي جراحة المسالك البولية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادة ما يكون الإحساس بانحصار البول في الشباب بسبب احتقان البروستاتا الذي ينتج عن كثرة الاحتقان الجنسي, أو كثرة تأجيل التبول, أو التهاب البروستاتا, أو الإمساك المزمن, أو التعرض للبرد, حيث إن احتقان البروستاتا يؤدي إلى شعور غير مريح في منطقة العجان (بين الخصية وفتحة الشرج) والأماكن المحيطة بها بسبب امتلاء البروستاتا بالدم, كما أن احتقان البروستاتا يؤدي إلى حجز قطرات من البول في عنق المثانة, وبالتالي يكون هناك شعور بعدم الإفراغ الكامل, بالإضافة إلى نزول البول على شكل خطين, ويمكن أن تنزل هذه القطرات في أوقات غير مناسبة, أو تسبب الشعور بالرغبة المتكررة للتبول, كما أن احتقان البروستاتا يؤدي إلى زيادة إفراز المذي والودي؛ مما يؤدي إلى نزولهما في أي وقت, كذلك يزيد الاحتقان من سرعة القذف.

فلا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة, والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك, وتفادي التعرض للبرد الشديد أو الإمساك, ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: (Peppon Capsule) كبسولة كل ثمان ساعات, أو (البورستانورم) أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا, مثل الـ (Saw Palmetto) والـ (Pygeum Africanum) والـ (Pumpkin Seed) فإن هذه المواد طبيعية, وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تماما, والابتعاد عن الاستمناء ليس كافيا, ولكن لا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً