الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي لا تتواصل مع الأطفال ولا تستطيع تكوين الجمل، أفيدوني بحالتها.

السؤال

ابنتي عمرها ثلاث سنوات ونصف، في أول سنتين من عمر ابنتي كنا منعزلين عن العالم في الغربة، لا نرى أحدا، ولا يزورنا أحد إلا في شهر الإجازة.

ومشكلتي معها: أنها لا تستطيع التواصل مع الأطفال في عمرها، ولكنها تتواصل جيدا مع الكبار، وأيضاً تأخرت في الكلام؛ حيث نطقت أول كلماتها في عمر السنتين، وعندما تجاوزت الثلاث سنوات أصبحت تتكلم أكثر، وتسمي جميع الحيوانات والأشكال والألوان والأرقام والأحرف، طبعا بعد أن كررت تسمية كل شيء أمامها إلى أن أصبح لديها مصطلحات وكلمات كثيرة لا تعد، ولكنها إلى الآن ضعيفة في تكوين الجمل، ولا تفهم كل شيء، ورغم الأشياء الكثيرة التي تعرفها وتعرفني أنا، وأباها، ولكنها لا تنادينا إلا بصيغة الغائب.

عرضتها على دكتورة نفسية، وأجرينا لها تخطيط دماغ، وكانت النتيجة أن كل شيء سليم -والحمد لله- وقالت: إن لديها سمات توحد بسيطة، ووصفت لها فيتامين وأوميغا ٣، وقد بدأنا بإعطاء ابنتي منه، ولاحظنا أن شهيتها انفتحت، وأكلها تحسن، وأيضاً وصفت لنا دواء اسمه ريسبيريدال ربع مل في اليوم لمدة شهرين.

أنا في حيرة هل ابنتي محتاجة فعلا لهذا الدواء أم لا؟ مع العلم أنها في وقت الحمل والولادة كان نموها وكل شيء طبيعي، الرجاء الرد أفيدوني، وإذا كان أحد على علم بدكتور لمثل حالة ابنتي في جدة، فرجاءً أعلموني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما ورد في رسالتك أستطيع أن أقول: إن التطور الارتقائي لهذه الطفلة في حدود الطبيعي، وتطور الأطفال فيه بعض التفاوتات، وتلعب العوامل الوراثية دورًا، وكذلك العوامل البيئية.

هذه الطفلة -حفظها الله، كما ذكرت وتفضلت- لم تتح لها الفرصة الكاملة للتفاعل مع الأطفال، حيث إن الطفل يتعلم أكثر من الطفل الآخر.

وموضوع وجود سمات الذواتية -أو التوحد- هذا تشخيص ليس بالسهل، لكن قطعًا الطبيبة التي قالت: إن الطفلة لديها هذه الأعراض لا بد أن يكون لديها مسانديها من خلال ملاحظتها، ومناظرتها للطفلة وفحصها.

والذواتية أو التوحد الآن تعتبر طيفًا واسعًا جدًّا، هنالك حالات بسيطة تستجيب استجابات سريعة، لكن العلاج التأهيلي ربما يكون أهم من العلاج الدوائي.

أعتقد أن التواصل مع الطبيبة مهم، وإذا كان بالإمكان أيضًا أن تعرضيها على طبيبة أو طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال، ولديه معرفة متسعة وخبرة في موضوع الذواتية، هنا قطعًا سوف تطمئني أكثر، وفي بعض البلدان -وأحسب أن المملكة العربية السعودية واحدة منها- هنالك مراكز أو فرق متخصصة لمرض التوحد.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: إن أتيحت لك فرصة لتعرضيها على أحد هذه المراكز فهذا أمر جيد، والاهتمام بالطفل في هذه المرحلة مهم.

من وجهة نظري -كما ذكرت لك- أنا أرى أن هذه الطفلة طبيعية لدرجة كبيرة، وإن وجد شيء من الذواتية أو التوحد قطعًا سيكون على مستوى بسيط جدًّا -كما ذكرت- الطبيبة، لكن رأي الطبيبة يجب أن نعطيه وزنه الطبيعي في هذه الحالة، وهو أنه الرأي الأفضل من رأيي؛ لأنها قامت بفحص الطفلة ومناظرتها.

عمومًا تواصلي مع أي طبيبة أو مركز متخصص في الذواتية، وأنا متأكد أن جدة بها مختصين وبها متميزين، والخدمات الطبية فيما أعرف أنها ممتازة جدًّا، لكن بكل أسف لا أعرف طبيبًا بالاسم له خبرة كبيرة أو تخصصه ينحصر في متلازمة التوحد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً