الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جربت كل الحلول في المحافظة على صلاتي لكن دون جدوى، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 17 سنة.

لدي مشكلة في الصلاة وهي: أنني أقطع صلاتي، فتجدني فترة أحافظ على صلاتي، ثم تجدني فترة أخرى وقد تركتها، ولقد جربت كل الحلول، ولكن دون جدوى، وخائفة من عذاب ربي أن أموت وأنا على هذه الحال.

فكيف أحافظ على صلاتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shosho حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، وقد أصبت عين الحقيقة حين تخوفت من قطعك للصلاة، وتخوفت من الموت على هذه الحال، فإن قطع الصلاة أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى، بل قد عدَّه كثير من العلماء كُفر بالله، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقط كفر) يعني الحد الذي بيننا وبين الكفار الصلاة.

هذا التخوف لا يكفي وحده - أيتها البنت الكريمة - حتى يدفعك إلى العمل، والصلاة أمرها سهل بسيط - بإذن الله تعالى –، فهي صلوات قليلة، وفي أوقات متباعدة، ولن تكلفك شيئًا كثيرًا من الوقت، وتحتاج منك أن تدركي أهميتها، وعظيم الثواب الذي أعده الله تعالى ورتّبه عليها، وفي المقابل عظيم الجُرم وعظيم العقاب في حال تركها.

الصلاة تكفير للذنوب والخطايا التي يرتكبها الإنسان خلال يومه وليلته، كما جاءت في ذلك الأحاديث الصحيحة، فإذا قام يُصلي وُضعتْ ذنوبه على عاتقه، فكلما ركع أو سجد تساقطتْ عنه ذنوبه.

والصلاة حماية من عذاب القبر، فإذا وُضع الإنسان في قبره كانت الصلاة عند رأسه، فإذا جاء العذاب إليه قالت الصلاة: (ما قِبلي مدخل).

والصلاة يتمايز الناس بها يوم القيامة على عرصات الحشر، فإن أهل الإيمان من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم – يأتون غُرًا محجلين من آثار الوضوء، ومن حافظ على هذه الصلاة كانت له نورًا ونجاة وبرهانًا يوم القيامة – كما قال صلى اللهُ عليه وسلم –، ومَن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا نجاة ولا برهانًا يوم القيامة، وكان يوم القيامة مع هامان وفرعون وقارون وأُبي بن خلف.

أنت بحاجة - أيتها البنت الكريمة – إلى أن تتعرفي على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، فإنهنَّ عون لك - بإذن الله تعالى – على العمل الصالح، فالإنسان ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، سيذكرنك وقت الغفلة والنسيان، ويرغبنك وقت الضعف، فحاولي أن تتعرفي على الفتيات الطيبات، وتتواصلي معهنَّ.

استمعي إلى المواعظ التي تذكرك بأهمية الصلاة وعظيم فضلها، واقرئي الكتب في الموضوع ذاته، ومن أحسن ما كُتب في هذا كتاب (لماذا نصلي؟) وهو موجود على شبكة الإنترنت، وبإمكانك أن تقرئيه.

نحن ندعوك إلى المسارعة بالتوبة قبل فوات الأوان، فإن الموت يأتي فجأة، وقد يندم الإنسان حين لا يفيد الندم.

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى الخيرات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً