الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الرهاب الاجتماعي الذي يدمر علاقاتي؟

السؤال

السلام عليكم...

أنا فتاة عمري 22 سنة.

أعاني منذ طفولتي من الرهاب الاجتماعي، لا أستطيع مواجهة الناس، ولو كانوا من الأقارب والأصدقاء.

أشعر بارتباك، ويحمر وجهي، وأرتجف، وأتلعثم، رغم أنني جامعية، ولطيفة الشكل والمظهر.

هذا الرهاب أفقدني الكثير من حقوقي، حيث فقدتها في الجامعة وأثرت على مستواي الدراسي، وفقدتها في حياتي الاجتماعية فأصبحت أرفض كل خاطب خشية أن يمل مني بعد الزواج لشخصيتي الكتومة الضعيفة.

علاقتي بأخواتي وأهلي ضعيفة فلا أستطيع التفاعل معهم، أو حتى سرد حكاية كاملة حيث أنني أصاب بتوتر وتعرق.

أتمنى أن أكون مفيدة في المجتمع، وأشارك في الأعمال التطوعية، فأنا لدي أفكار تطويرية كثيرة، لكن خوفي يجعلني على هامش الحياة.

أبكي قهراً، فلا أقدر على التفاعل مع الأحداث سواء بالفرح أو بالحزن.

أتكلم مع نفسي حوارات كثيرة، وأجادلها، ولكنني أمام الآخرين أفقد كل الكلمات، لذا صداقاتي محدودة، ولا أشارك بالأنشطة الجامعية.

قررت أخذ ( زيروكسات 20 ) بدون استشارة طبيب.

سؤالي: هل تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة يحافظ على الوزن لأن الزيروكسات يسبب السمنة؟ وما هي الجرعة المناسبة؟ وكم المدة التي أستمر عليه؟ وهل له تأثير على الذاكرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Saudi Girl حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أنت تعانين من ( قلق المخاوف )، وتجسد لديك في صورة خوف اجتماعي، مع مشاعر نفسية سلبية حول مقدراتك الشخصية، وهذا كله ناتج من قلق المخاوف.

أيتها الفاضلة الكريمة: الإنسان في مثل حالتك من الضروري أن لا يقبل مشاعره السلبية. الإشكالية الرئيسية أنه تأتيك هذه الرسائل السلبية حول مقدراتك وحول عجزك الاجتماعي وأنك لن تستطيعي أن تتواصلي، وأنك لن تستطيعي أن تتحدثي مع الزوج، هذه كلها رسائل سلبية جدًّا. ما الذي جعلك تستقبليها وتقبليها بهذه الصورة؟ لا، هذا فكر مرفوض، الفكر يجب أن يُفلتر، ويجب أن يُصفَّى، ويجب أن ينُقَّى، ونقبل منه ما هو إيجابي، ونرفض ما هو سلبي، ونستبدل السلبي بالإيجابي.

هذا هو المطلوب منك، وتذكري أنك صاحبة مقدرات، أنك صاحبة إيجابيات. مفاهيمك تحتاج إلى تغيير، تغيير كبير، خاصة فيما يتعلق بهذا الخوف الاجتماعي.

من الضروري أن تعرفي أنه لا أحد يقوم بمراقبتك، أن مشاعرك السلبية هذه هي مشاعر خاصة بك، مشاعر داخلية، لا أحد يطلع على كيانك الداخلي.

وهنالك نوع من التواصل الاجتماعي الذي إذا جعلته منهجك في حياتك سوف يسهل عليك كثيرًا: المشاركات في قناعة الدراسة مهمة جدًّا، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن مهمة جدًّا، يعطيك فرصة لتوسيع آفاقك الاجتماعية وتواصلك. أنت ذكرت أنه لديك اهتمام بالعمل التطوعي، هذه فرصة عظيمة جدًّا لك لتتخلصي من هذا الخوف والرهبة من خلال هذا العمل الرائع.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات دواء طيب، دواء ممتاز، دواء سليم، وليس هنالك ما تُخفيه، فلذا أخبري أسرتك، وأنا متأكد أنهم سوف يقبلون أن تذهبي إلى طبيب نفسي، مرة أو مرتين.

أما بالنسبة للزيروكسات فأنا أطمئنك حوله، وموضوع زيادة الوزن هو أمر نسبي يحصل في حوالي عشرين بالمائة من الناس، خاصة الذين لديهم تاريخ أسري لزيادة الوزن، وزيادة الوزن تكون في الأربعة أشهر الأولى، بعد ذلك تختفي.

عمومًا المحاذير المطلوبة إذا كان هناك زيادة في الوزن فهي التحكم في الغذاء وممارسة الرياضة.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، تبدئي بنصف حبة، تتناولينها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلاً، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضًا، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً