الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب علي استئصال اللوزتين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة عمري 22 سنة، أعاني من عدة مشاكل - منذ سن المراهقة - منها: التنفس عن طريق الفم أثناء النوم، والشخير المزعج، ووجود بلغم مستمر لونه أبيض، أو أصفر، ونادراً يكون مخلوط بدم قليل، وسيلان اللعاب والبلغم أثناء النوم بكميات كبيرة، وتجمع الأوساخ في الأنف عند الاستيقاظ، وكثيراً ما أصاب بالتهاب وتضخم وصديد باللوزتين.

أجمع الأطباء على حاجتي إلى استئصال اللوزتين، لكنني مترددة.
أما بالنسبة للأنف، فقد تم تشخيص الحالة أنها اعوجاج في الحاجز الأنفي، وذكر طبيب آخر، أنها حساسية بالأنف، خاصة أنني أعطس بشكل يومي.

سؤالي: ما هو تشخيصكم للحالة؟ وكيف أتعالج من هذه الحالات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روزا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك تعانين من انسداد مزمن بالأنف، مما يسبب لك الشخير أثناء النوم، وكذا سيلان لعابك.

قد يكون سبب انسداد الأنف إما لوجود حساسية مزمنة بالأنف – سبب العطاس المستمر-، أو بسبب اعوجاج بالحاجز الأنفي، أو لوجود السببين معا مما يزيد من حدة الانسداد، والتي ينتج عنها تجمع وانحباس إفرازات الأنف، فتتجمع عليها البكتيريا وتتكاثر، مسببة التهاب بالجيوب الأنفية.

قد تنزل إفرازات الأنف إلى الخلف عن طريق البلعوم الأنفي، لتسبب التهابا مزمنا باللوزتين، ولذا لا يجب التسرع بإجراء استئصال للوزتين، حيث أنها خط الدفاع الأول عن الجسم، ولكن نبدأ في علاج سبب الانسداد:

أولاً: إذا كان اعوجاج الحاجز الأنفي شديداً وواضحاً بحيث أنه يسبب انسدادا بالأنف، مع وجود صداع مستمر، فننصح بإجراء جراحة بسيطة لتقويم اعوجاج الحاجز الأنفي.

ثانياً: إذا كان سبب الانسداد وجود حساسية الأنف، مع وجود عطاس مستمر، مع رشح، وحكة بالأنف، فيجب البعد عن مهيجات الحساسية، وأشهرها: التراب، الدخان، العطور، البخور، المناديل المعطرة، معطرات الجو، المنظفات الصناعية، المبيدات الحشرية، وبر الصوف، زغب الطيور، رائحة الطلاء، الوقود، وبعض المأكولات مثل: البيض، السمك، الموز، الفراولة، المانجو، الشوكولاتة، الحليب، وغيرها من المهيجات والتي تتفاوت من شخص لآخر.

كذلك يجب تناول مضادات (الهيستامين)، مثل: حبوب (كلارا Clara) أو (كلاريتين Claritine)، حبة كل مساء مع استخدام بخاخ (فلوكسيناز Flixonase) مرة يومياً، أو (رينوكورت Rhinocort)، أو (رينوكلينيل RinoClenil) مرتين يومياً، للتغلب على أعراض حساسية الأنف.

ولعلاج التهاب الجيوب الأنفية - خاصة مع تجمع افرازات ملونة بالأنف - يجب استخدام غسول قلوي لتنظيف الأنف، والتخلص من هذه الإفرازات عن طريق الاستنشاق والاستنثار عدة مرات يومياً، فتخرج تلك الإفرازات عن طريق الأنف ولا تنزل إلى الخلف على البلعوم الأنفي.

وكذلك تناول مضاد حيوي قوى - إذا كانت الإفرازات ملونة - للوصول إلى داخل هذه التجاويف العظمية، مثل: (تافانيك Tavanic) حبة واحد يومياً، أو (سيبروسين Ciprocin)، أو (سيبروباي Ciprobay) 500 ملغ - حبوب - مرتين يومياً، لمدة سبعة إلى عشرة أيام متواصلة، للقضاء على الالتهاب بصورة جيدة.

فإذا تم التغلب على أسباب الانسداد، وقل الشخير، ووجود إفرازات بالأنف والبلعوم الأنفي، ولا زالت هناك التهابات متكررة باللوزتين أكثر من أربع مرات سنوياً، فيمكننا وقتها استئصالها، حيث أنها تمثل في تلك الحالة بؤرة صديدية بالجسم، ويكون ضررها أكثر من فائدتها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً