الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من الوسواس والخوف من الموت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

السنة التي فاتت صار لي حادث، وبعده بعشرة شهور تقريباً صار لأخي حادث، وبعده بأيام صار لأخي الثاني حادث، ومن بعد حادث أخي الثاني صرت أخاف من الحوادث أكثر من قبل، وكنّا قررنا أن نسافر قبل شهر من الآن، وكنت قبل السفر بفترة أغلب وقتي أفكر أنه سيحدث لنا شيء، وليلة السفر كنت جالسة مع أهلي وأحس بعدم ارتياح، وفجأة اختنقت وأطرافي بردت، وأحسست بالموت، وبقيت أستفرغ ونمت وأنا خائفة أن أموت.

واليوم الثاني صحوت بخوف من الذي صار لي بالليل، وأجّلت السفر لأني تعبت ولأني خائفة أن يصير لنا حادث وأموت، ومن بعدها صار فيّ خوف وقلق وتوتر بشكل كبير، لا أقدر أن أخرجه من رأسي، مثلاً لو اتصلت على أخي أو أحد من أهلي وجواله مقفل، دقات قلبي تزيد، وأحس بضيق وكأني سأموت حتى يرد علي وأرتاح، مع العلم أني ذهبت لشيخ وقال في حسد.

وقرأت كثيراً عن الوساوس وأن علاجها التجاهل، لكن كلما تجاهلت شيئاً طلع لي شيء ثان، مثل اضطراب الآنية، بقي معي لأسبوعين متواصلين وتجاهلته –والحمد لله-، خف لكن رجع لي وسواس الموت، وضيق التنفس وزيادة ضربات القلب، وأتعب من أي مجهود وأتكاسل، وفقدت شهيتي، وأخاف من أخبار الحوادث والموت، وأحياناً إذا جلست أتكلم مع شخص يأتيني ضيق التنفس وكأني سأموت، وهذا ما كان بي من قبل، وأوقات يأتيني تفاؤل وأشجع نفسي لكن لا يستمر هذا التفاؤل، لي يومين ورقبتي مشدودة وأسفل رأسي، ولا أقدر أن أطيل الجلوس.

ما تفسير حالتي؟ وهل الخوف والتوتر الذي بي من الحسد أو وسواس؟ وكيف أقدر أتعالج تماماً من الوسواس واضطراب الإنية من دون الذهاب لدكتور نفسي؟ وهل فيه احتمال أن يؤثر الوسواس على دراستي؟ لأني خائفة من هذا الشيء، ساعدوني لأني تعبت، أريد أن أرجع مثل قبل.

الله يجزيكم الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت شخصية لها مكونات نفسية معظمها تدور حول الحساسية في شخصيتك، وسرعة الانفعالات الوجدانية ورقة القلب، وهذا دفعك نحو التأثر ببعض الحوادث الحياتية التي لا نقلل من شأنها، لكن تفاعلك معها لم يكن تفاعلاً عاديًا، نتج عنه تبعات ما نسميه بـ (قلق المخاوف)، فتشخيص حالتك وتفسيرها هو أنك تعانين من (قلق المخاوف)، وهذا سببه أن شخصيتك حساسة كما ذكرت لك، ولديك ميول للقلق، ونفسك أيضًا فيها الكثير من سمات الطيبة والمودة، وهذا شيء طيب.

قضية الحسد هي من الأمور التي نؤمن بوجودها، لكن لا أعتقد أن هنالك حسد في حالتك، مع احترامي لما قاله الشيخ، لكن الذي يهمني هو أن تكوني حريصة على تحصين نفسك.

بالنسبة للوساوس، لا أعتقد أنه لديك وساوس، لكن لديك مخاوف، ولديك قلق توقعي، وهذا يعطيك صورة من صور ما يشبه الوسوسة.

العلاج هو أن ترفضي هذه الانفعالات السلبية، وتقولي لنفسك (أنا أقوى من ذلك)، نعم أن يكون الإنسان عطوفًا، أن يكون الإنسان ودودًا، أن يكون الإنسان رقيق القلب، هذا كله جيد، لكن ليس بالدرجة التي يُسيطر فيها الخوف عليك، فاستعيني بقواك الداخلية، وقبل ذلك طبعًا تستعيني بالله تعالى، وتنظري للحياة بصورة إيجابية، واشغلي نفسك، ولا تدعي أي مجال للفراغ، لأن الفراغ يتلاعب بوجدان الإنسان، ويجعله في كثير من الوسوسة.

ستستفيدين جدًّا من أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وأعتقد أن ذهابك إلى الطبيب النفسي سيكون أيضًا مفيدًا، شاوري أهلك في هذا السياق، وأنت محتاجة لأحد الأدوية الفعالة والسليمة، ومن هذه الأدوية العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا (إستالوبرام)، سيكون جيدًا ومفيدًا جدًّا لحالتك.

بارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً