الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من عسر المزاج ومن الشعور بالدونية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب عمري 23 سنة, أشكو من أشياء كثيرة, ومؤخراً لم يعد لدي الرغبة في الحديث مع أحد, أشعر بصعوبة في النطق, أو أتنهد وأنا أتحدث, وأشعر بثقل في صدري يمتد للرقبة, ودائما يلازمني وجع بمنتصف الصدر وثقل, وأيضا أشعر بالإرهاق وعدم التركيز والدوخة.

وهناك بعض الأعراض الجديدة وهي حركة لا إرادية تفعلها قدمي كأنها تنتفض, وأشعر أيضا بأعراض كثيرة في جسدي, كرعشة اليد, وبرودة الأطراف, وسرعة ضربات القلب, وبعض الأعراض المتناقضة في جسمي.

ذهبت لطبيب الباطنية مراراً, ويخبرني كل مرة أنني أعاني من القولون, وأن بقية الأعراض ما هي إلا توتر وقلق نفسي, فتزداد حالتي سوء, وأشعر باليأس, وأن الحياة ليست لها قيمة, وأني فشلت في حياتي, ولم أحقق شيئا, وأشعر أنني لست قادرا على فعل أي شيء, ودائما أحتاج لأحد بجانبي, حتى لو ذهبت لأتفه الأشياء أتمنى لو أنني أصاحب أحدا.

أشعر بالضيق والزهق والوحدة, أشعر أنه لا قيمة لحياتي, أشعر أن لا رغبة للناس في وجودي, لو ذهبت لمكان عام أشعر أنني مراقب, حتى أنني أتصرف بحذر كي لا يراني أحد, وأيضا أشعر أنني منبوذ, ولا أدري ماذا أفعل.

فكرت كثيرا أن أذهب لطبيب نفسي, لكن الوقت ضيق؛ لأنني في الفترة القادمة سوف أقضي مدة خدمتي العسكرية, وأخشى أن تتضاعف الأعراض, خصوصا أنني في الفترة الأخيرة أشعر بالعصبية من أتفه الأفعال, وأشعر أنني أصبحت عدوانيا ومستعدا للهجوم على من يستفزني.

شعرت ذات مرة بألم في ظهري, وتطور إلى أن أصبحت لا أستطيع أن أمشي لمدة أسبوعين لأسباب عصبية ونفسية.

وجهي دائماً متجهم إلى أن أصبح مرسوماً هكذا, فأنا ساخط على كل شيء, حتى على شهادتي الجامعية, وعملي أكرهه، ساخط على كل شيء وأنتقد ولا يعجبني أحد.

أتمنى مساعدتكم, وعدم إهمال رسالتي, فأنا حتى لا أستطيع حصر الأعراض التي أشعر بها, فهي كثيرة ومرهقة جدا ومؤلمة, شيء آخر إذا خرجت للجلوس مع الأصدقاء يصيبني الحزن, ولا أضحك معهم, كأن ما يقولون لا يثير, وأنه تافه, أو أفكر في الموت, وأشعر أنه قريب مني, وأخشى أن أصاب بمرض ما ينهي حياتي.

علما أنني أعاني من (الارتيكاريا) وأخشى تناول الأدوية خوفاً من أن تسبب لي شيئا آخر؛ لأنني مصاب بحساسية ضد الأسبرين، وأشعر بالخوف من كل شيء!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك أعراض قلق وتوترات مما أدى إلى ما نسميه بعسر المزاج الثانوي، وهو نوع من الاكتئاب النفسي البسيط, لديك أيضًا شعور بقصور الذات أو ما يسمى بـ (الدونية) وهذا هو الذي يجعلك تعتقد أنك مراقب من قبل الناس أو أنك مستهدف, لا تعاني من أفكار ظنانية حقيقية، إنما هو الشعور بالدونية كما ذكرت لك.

بالنسبة للـ (ارتكاريا): قطعًا هي مرتبطة بحالتك النفسية، دراسات كثيرة أشارت أن الـ (ارتكاريا) يلعب القلق والتوتر دورًا كبيرة فيها، فهذا يجب أن يكون مدعاة لك لتتناول الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، وهي كثيرة جدًّا ومتوفرة في مصر، وسهلة الحصول.

بالنسبة لحساسية الأسبرين: نعم هي موجودة، وإطلاعك لنا بهذا الأمر هو أمر جيد، فتُشكر عليه.

لا بد أن تُقلل من اندفاعيتك، أنت تؤدي الخدمة العسكرية، فحاول أن تكون صبورًا وتستفيد منها، عبّر عن ذاتك، لا تحتقن، أكثر من الاستغفار والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم– هذا كله يؤدي إلى متنفس نفسي داخلي كبير وكبير جدًّا.

الحياة طيبة، أنت شاب، كن بارًا بوالديك، تواصل مع أصدقائك، ما الذي يدعوك للتوتر وللقلق؟ وإن تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي أعتقد أنه سوف يقدم لك كل المساعدة اللازمة، وإن لم تستطع هنالك دواء بسيطًا جدًّا، لا تتحسس حوله، لا ترفضه، وسوف يفيدك كثيرًا، وهو عقار (موتيفال) متوفر في مصر، وغير مكلف أبدًا.

الجرعة التي تحتاجها هي حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ويوجد دواء بديل للموتيفال، وهو (دوجماتيل) والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد) أيضًا هو دواء رائع جدًّا لعلاج مثل حالتك، وإن أردت أن تستبدل الموتيفال بالدوجماتيل فجرعة الدوجماتيل هي كبسولة واحدة في اليوم، تتناولها ليلاً، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجرامًا، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تمارس الرياضة، وحاول أن تستفيد من الخدمة العسكرية في هذا السياق، فالرياضة فيها متنفس عظيم جدًّا للإنسان، تزيل التوترات والقلق، وتحسّن المزاج، وذلك بجانب تقوية الأجسام -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً