الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبني اضطراب الدورة الشهرية نفسيا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 18 سنة، غير متزوجة، أعاني من اضطراب في الدورة منذ سنة، فهي تنزل شهرا، وشهرين لا تنزل، كما أنها عندما تنزل فإنها تنزل بصعوبة، أي بعد مرور 48 إلى 64 يوما.

أجريت تحاليل شاملة منذ فترة، وكانت سليمة، والغدد أيضا كانت سليمة، ولكن هذه التحاليل منذ 6 أشهر، فذهبت إلى طبيب الأعشاب، لخوفي من المستشفيات من أن يصفوا لي حبوب منع الحمل، فأنا لا أريدها، وأخاف منها، وأخذت عدة أعشاب، فنزلت الدورة، وهذه تواريخ الدورات الأخيرة:
فقد نزلت في تاريخ: 12/ 5، وفي شهر 6 لم تنزل، ونزلت في تاريخ: 10/ 7، والأخيرة نزلت في تاريخ 22/ 8، والآن مضى عليها 38 يوما ولم تنزل.

لقد أتعبني اضطراب الدورة الشهرية نفسيا، فأرجو منكم الرد.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تظل الدورة الشهرية مضطربة وغير منتظمة في السنوات الثلاث الأولى التي تلي سن البلوغ، لاعتماد الدورة في تلك الفترة على هرمون واحد وهو هرمون الأستروجين، فتأتي كيفما شاءت، ولكن بعد انتظام التبويض، وخروج بويضات في اتجاه الرحم، فإن الجراب الذي خرجت منه البويضة يقوم بإفراز نوعين من الهرمونات: الأستروجين، وتكون نسبته أعلى في النصف الأول من الشهر، وهرمون آخر مهم جدا لاستكمال بناء وضبط سماكة بطانة الرحم، وهو هرمون البروجيستيرون، وتكون نسبته أعلى في النصف الثاني من الدورة الشهرية، وبالتالي فإن الدورة الشهرية نتاج أو محصلة تفاعل وتعاون بين الغدة النخامية التي تفرز هرمونات لتحفيز المبايض على النمو، وبين المبايض التي تخرج منها بويضة كل شهر، فمرة من المبيض الأيمن ومرة من المبيض الأيسر، وبالتالي عدم انتظام الدورة الشهرية يشير في الغالب إلى اضطراب منظومة الهرمونات، وفي الغالب السبب هو متلازمة التكيس على المبايض PCOS، وفيها لا تخرج البويضات من المبيض، وتظل حبيسة داخله، مما يؤثر على الهرمونات، ويؤثر بالتالي على الدورة الشهرية، ويؤدي إلى عدم انتظامها حتى ولو كان الوزن طبيعيا أو قريبا من الطبيعي.

ويمكنك في الشهور القادمة، العمل على فقد 5 كجم من الوزن من خلال ممارسة الرياضة، وخصوصا المشي، مع تنظيم الغذاء، إضافة إلى تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا لمدة 6 شهور، لأن هذه الحبوب تساعد على تحسين التبويض، وتنظيم حرق وتخزين السكر في الدم، من خلال تأثيرها على هرمون الأنسولين.

مع عمل فحص هرمون الحليب البرولاكتين، وفي حالة زيادته، يجب أخذ العلاج المناسب له، لأن ارتفاعه يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، مع عمل صورة كاملة للدم، لبيان هل هناك ضعف في الدم أم لا.

وقد يفيدك في المرحلة القادمة تناول شاي أعشاب البردقوش، والمرمية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه والخضروات، لأن كل ذلك يحسن التبويض، بالإضافة إلى تناول حبوب الفوليك أسيد، والحديد، وهناك كبسولاتTOTAL FERTILITY قد تفيد في تقوية المناعة والجسم، وتحسن التبويض - إن شاء الله -، وبالتالي ينعكس ذلك على انتظام الدورة الشهرية.

وللعلم فإن حبوب تنظيم الدورة أو منع الحمل تعتبر جزءا مهما للعلاج، ولك أن تكتفي بالأشياء السابقة، وتلاحظي النتيجة خلال الشهور الثلاثة القادمة ولك أن تبدئي في تناولها، وهذا أفضل، لأنها في الواقع عبارة عن هرمونات تشابه الهرمونات التي يفرزها الجسم وتفرزها المبايض.

وهناك بديل جيد لذلك، وهي: حبوب تسمى دوفاستون 10 مج، تؤخذ في اليوم ال16 من بداية الدورة، وحتى اليوم ال 26 من بدايتها، وهي تحتوي على هرمون البروجيستيرون لضبط بناء بطانة الرحم، وعند التوقف عن هذه الحبوب؛ سوف تنزل الدورة - إن شاء الله تعالى -.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً