الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني صعوبة في البلع، وصحتي ليست على ما يرام.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة وعمري 26 سنة، أعاني من مشكلة صعوبة البلع، ولا أعرف كيف أصف حالتي، فمنذ عام حدثت لي غصة في حلقي، وكان المخاط قد علق بحلقي (أكرمكم الله)، وأصبحت في حالة وكأني سأتقيأ بسبب تعلقه بحلقي، وبالتدريج أصبحت لا آكل جيدا.

أجريت كشفا ولكن لم يظهر معي شيء، ولكني أصبحت عند تناولي للطعام أمضغه كثيرا حتى يتحول إلى سائل كي أبلعه، لأنني عندما لا أمضغه كثيرا أشعر بصعوبة في نزوله، وأحيانا عندما أنشغل عن التفكير بالبلع آكل بسهولة.

أرجو منكم مساعدتي، فصحتي ليست على ما يرام، فأنا دائما أشعر بالتعب، وأتحرك بصعوبة للعمل في بيتي، وأشعر وكأن قلبي ثقيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك هذه هي من الحالات (النفسوجسدية)، أو ما يسمى (السيكوسوماتية)، والمقصود بها أن العرض في ظاهره جسدي أو عضوي، ولكن منشأه منشأ نفسي.

بدأت معك الحالة بشعور بغصة حقيقية، وبعد أن زال السبب كان من المفترض ألا تحسين بأي شيء بعد ذلك، ولكن الذي حدث أن ما يسمى بالأثر الإيحائي ظل موجودًا، لأن هذه التجارب -أي تجارب الغصة وصعوبة البلع- حين يمر بها الإنسان كتجربة تظل عالقة وملتصقة، وأحد المكونات الرئيسية لمشاعره الداخلية على مستوى ما يعرف بالعقل الباطني.

الحالة بسيطة -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأنت كما تفضلت وذكرت أن انتباهك حين يُصرف وتكونين مشغولة يكون البلع بسهولة، وهذا دليل قاطع على عدم وجود أي علة عضوية، وهذا يجب أن يكون مُشجعًا ومحفزًا لك من أجل تجاهل تجربة البلع هذه، لأنها في الأصل نفسية وليست عضوية.

أضف إلى التجاهل: أريدك أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هي تمارين ممتازة، معروفة، ذات فائدة كبيرة جدًّا في علاج مثل هذه الحالات، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم 2136015، أرجو أن ترجعي إلى هذه الاستشارة وتتصفحيها وتقومي بتطبيق ما ورد بها من إرشاد، وسوف تجدي فيه -إن شاء الله تعالى- نفع كبير جدًّا.

أعتقد أن تناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق سيكون مفيدًا لك، عقار (موتيفال) أراه عقارًا جيدًا وبسيطًا ومثاليًا، ورخيص التكلفة جدًّا، وهو متوفر في مصر، والجرعة هي حبة واحدة ليلاً، تتناولينها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبة واحدة في المساء لمدة أسبوع آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الشعور بالتعب والإرهاق غالبًا ما يكون في بعض الأحيان مرتبط بشيء من عسر المزاج البسيط أو القلق، وهذا يمكن تجاوزه من خلال ممارسة التمارين الرياضية البسيطة والتي تناسب المرأة المسلمة، وفي ذات الوقت تنظيم وقتك وأخذ قسطًا كافيًا من الراحة والنوم المبكر، أعتقد أن ذلك كله سوف يساعدك كثيرًا.

قطعًا إجراء فحوصات طبية عامة أيضًا هو أمر ننصح به، فقابلي أي طبيب من أجل إجراء هذه الفحوصات إذا لم تكوني قد أجريتها من وقت قريب، والذي يهمنا هو التأكد من مستوى الدم، وكذلك مستوى الفيتامينات ووظائف الغدة الدرقية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً