الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني خوف شديد جدا وقلق وتوتر، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية المشكلة كنت أحاول أن أنام، وفجأة وجدت صعوبة في التنفس واختناقاً، وشعرت أنه الموت، أصابني خوف شديد جدا، وانتابني هذا الخوف يوميا لمدة ستة أشهر، ذهبت إلى عدد من الرقاة لكن دون جدوى، وأشار لي أحد أصدقائي بالذهاب إلى طبيب نفسي.

ذهبت وشرحت له الوضع وما كان منه إلا أن قال: موضوعك بسيط، وصرف لي دواء لا أتذكر اسمه، وقبل أن أستخدم الدواء استشرت أحد الأشخاص العزيزين إلي، وقال لي: لا تأخذ الدواء واصبر.

فعلا لم آخذ الدواء لعدم ارتياحي للأدوية النفسية، وبقيت صابرا لمدة ستة أشهر تقريبا، وبعدها تلاشى هذا الخوف والفزع و-الحمد لله-، لكن بعد أن تلاشى هذا الخوف والهلع أصابتني حالة من الخمول والكسل بل وفقدان الطاقة إن صح التعبير، علما أنه لا يوجد سبب عضوي لذلك، وتصيبني برودة في الأطراف، ونوم متواصل، قد يصل إلى قلق وتوتر وحساسية في ردود الأفعال، مع توهم المرض، وأشعر بحزن وندم على أمور قد ترونها لا تستحق ذلك.

أصبحت شخصا جبانا مترددا كثيرا منذ سنة تقريبا، وأنا أفقد السعادة، حتى الأمور التي كانت تسعدني لم تعد تعني لي شيئا، والحزن يضيق علي حياتي، فكم هو سيئ ذلك الشعور، وأسأل الله أن يجعل شفائي هنا.

أرجو منكم تشخيص حالتي وبعض النصائح والتوجيهات بدون ذكر أدوية نفسية، فأنا لست مقتنعا بفكرة الأدوية، وهل أعراض القولون العصبي نفس هذه الأعراض؟ لأنني مصاب بالقولون.

أسأل المولى التوفيق لي ولكم، شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوبة التي أصابتك هي ما يعرف بقلق المخاوف، وهي بالفعل نوبات حادة ويحس الإنسان فيها بدنو أجله، مع شعور بالاختناق في التنفس، ومن ثم يبدأ الإنسان يوسوس حول هذه الحالة، وبعد أن تختفي تظل هذه الوسوسة موجودة حتى على مستوى العقل الباطني، مما قد يُدخل الإنسان في نوبة من الانقشاع أو الضعف النفسي الذي يظهر في شكل اكتئاب توتري، وهذا هو الذي حدث لك.

بالنسبة لأعراض القولون العصبي: يُقصد به العُصابي، والعصابي يعني الناتج من القلق والتوتر، وهو قطعًا يكون مرتبطًا في كثير من الناس بوجود قلق وتوتر، وهو في حد ذاته أيضًا يسبب القلق والتوتر حين يشتد، فهو ظاهرة منتشرة جدًّا ولا نعتبره علة أساسية.

من أفضل وسائل علاجه تمارين الاسترخاء، والإكثار من تمارين الرياضة، والانضباط في إدارة الوقت، أعتقد الذي تحتاج إليه هو هذه الثلاثة، إذا حرصت عليها سوف تستفيد جدًّا في موضوع الكسل والخمول وبرودة الأطراف، وإن شاء الله تعالى يحدث لك انتعاش جيد.

إذًا الرياضة، تمارين الاسترخاء، إدارة الوقت بصورة طيبة، التفاؤل، التصميم، محاولة الإبداع في كل شيء، صلة الرحم، الصلة الطيبة، النموذج الجميل، يجب أن يكون متواجدًا في حياتك، من خلال اختيارك لصداقاتك، وعليك أن تبني مستقبلاً رائعًا دون خوف ولا وجل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً