الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت مدمنا لعقار الترامادول هل أستطيع الاستمرار على تركه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أشكركم شكرا جزيلا، وأدعو الله أن يجزيكم خيرا في أنفسكم وأهليكم على ما تقدمونه من منفعة لا يعلم مداها إلا الله لإخوانكم.

حكايتي باختصار: كنت مدمنا لعقار الـ (ترامادول Tramadol)، بجرعة تقارب ثمانمائة ملج يوميا, ثم توقفت عن تناول هذا الشيطان بعد سنة من التعاطي لأسباب قهرية، وهي أدائي للخدمة العسكرية، وكانت بداية التوقف ذهابي إلى طبيب نفسي، وصف لي بعض الأدوية النفسية التي ساعدتني على تخطي أعراض الانسحاب.

المشكلة هي: أنه بعدما تخطيت مرحلة الرقابة القوية على الجنود عدت إلى تناوله بنفس الجرعة تقريبا، حتى زادت جدا، فوصلت إلى ألفين يوميا أو أقل بقليل، حتى توقفت عن تناوله منذ نحو ثمانية أيام توقفا تاما، وبمساعدة إخوتي.

هي ذات الأدوية التي وصفها لي الطبيب، ولم يتبق الآن من أعراض الانسحاب إلا عدم القدرة على النوم، ولكن بطريقة يمكن تحملها، ولله الحمد.

هل أستطيع أن أظل متوقفا عن تعاطي هذا الشيطان؟ فأنا خائف فعليا، وبشدة من العودة إلى تلك الأيام السوداء، بطريقة تدريجية كما حدث في المرة الثانية.

علما بأن زواجي سيكون خلال ثلاثة أشهر بمشيئة الله، عاجز عن التعبير عن مدى امتناني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي أعجبني في رسالتك أنك تعرف الداء وتعرف الدواء، وأنا أقول لك وبدون أي مبالغة وبكل أمانة علمية الـ (ترامادول Tramadol) يمثل مصيبة كبيرة كما تفضلت وذكرت، إذا أخذناه بالمقاسات العلمية قطعًا هو مدمر لخلايا الدماغ، يؤدي إلى حالة (تَسَمُمية) دائمة، أعراض أمراض الكلى والكبد شاهدناها، وفوق ذلك هو دواء استعبادي، بمعنى: أنك تلهث حتى تتحصل عليه ليس محبة فيه، إنما خوفا من أعراضه الانسحابية.

نحن الآن نجري دراسات كبيرة عن هذا العقار، والمؤشرات تدل على أنه هو البوابة الضخمة التي تفتح على بقية المخدرات، هو يهيئ خلايا الدماغ بصورة خطيرة جدًّا لتناول المخدرات الأخرى بجانب خطورته، وما يسببه من كوارث صحية ونفسية واجتماعية، وقطعًا اقتصادية.

أنت - أيها الفاضل الكريم – يجب أن تكافئ نفسك إيجابيًا؛ لأنك قد أفلحت بالتوقف عنه، فما الذي يجعلك ترجع إليه؟ الحياة فيها أشياء كثيرة يمكن أن يُدمنها الإنسان، أدمن حب والديك، وقبل ذلك أدمن حب الله وحب نبيك -صلى الله عليه وسلم-.

كن على الطريق المستقيم، مارس الرياضة، أدمن قراءة القرآن والذكر والدعاء، اجلس مع الصالحين، طور ذاتك، أنت مُقدم على الزواج - بفضل الله تعالى – فليس هنالك ما يدعوك لأن تكون مستعبدًا، ومستعبدًا هي الكلمة الصحيحة في حالة المخدرات والترامادول.

ما دام هناك قرار من جانبك وعزيمة وإصرار وسؤال ودعاء بالتوفيق والسداد لا أعتقد أنك سوف ترجع لتعاطيه أبدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً