الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو العلاج المناسب للجلطة الدماغية الخفيفة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تبلغ أم زوجي ( حماتي ) من العمر 53 سنة، ومنذ سنتين بدأت تفقد التركيز، كانت تنسى أن تطفئ الغاز أو تضع الملح على الطعام، فاعتقدنا أنه بسبب تناولها ( الكورتوزون ) حيث أنها كانت تعاني من الروماتيزم.

تطور الوضع الآن، لم تعد تعرف أن تطبخ، ولا تنظف بيتها، وأحيانا تكون شاردة الذهن، ولا تستطيع أن تركب جملة كاملة، ولا تستطيع أن تستحم لوحدها، أو تحضر لنفسها الطعام.

هي بكامل صحتها وقواها الجسدية.

عملنا لها صورة طبقية، فقال الطبيب أن السبب هو جلطة دماغية خفيفة أدت إلى ضمور خفيف في القشرة الأمامية للدماغ.

سؤالي: هل من الممكن أن تشفى؟ وما هو العلاج؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدة زوجك العافية والصحة، ونشكرك على الاهتمام بأمرها.

من الواضح أن هذه السيدة لديها علة أساسية في التركيز وفي ذاكرتها، وافتقدت مكونات أساسية لما يسمى بالمقدرات المعرفية. قطعًا من المفترض أن يتم تقييمها إذا كانت تعاني من علة الخرف أو ما يسمى بالعته أم لا؟ والخرف أنواع، أهمها: ما يسمى بالخرف الوعائي، وهذا قد يحدث من الجلطات الدماغية، أو من علة الزهايمر، وهي علة معروفة.

وإذا كان هناك طبيبًا نفسيًا مقتدرًا أو طبيبًا متخصص في طب كبار السن يستطيع أن يعطيكم التقييم العلمي الصحيح لحالتها، المؤشرات تدل أنها تعاني من عجز أساسي في قوتها المعرفية، نتمنى أن يكون السبب أحد الأسباب التي يمكن علاجها، مثلاً عجز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى هذا، كذلك نقص فيتامين ب12 قد يؤدي إلى مثل هذا الاضطراب، لكن ليس بهذه الكيفية.

ما ذكره الطبيب بعد أن أجرى الصورة الطبقية أنها تعاني من جلطة خفيفة، ولديها ضمور خفيف في القشرة الأمامية للدماغ: هذا قطعًا أمر يجب التوقف عنده، وربما يكون هو السبب في العلة التي تعاني منها، لكن لا بد أن تقيم الأمور بصورة أوسع، هنالك اختبارات معروفة جدًّا للذاكرة، هنالك اختبارات معروفة للتذكر المعرفي، وقطعًا الفحوصات الطبية مهمة.

الحمد للهِ – تعالى - توجد الآن أدوية تحسّن الذاكرة، لا أقول لك أنها تعالجها علاجًا قاطعًا، لكن على الأقل عندنا ثلاثة أدوية أحدها يعرف باسم (Aricep) والثاني يعرف باسم (EBIXA) والثالث يعرف باسم (Reminul) هذه أدوية تساعد الكثير من مرضى العته والخرف وافتقاد الذاكرة، خاصة إذا تم بداية العلاج بصورة مبكرة.

فأرجو أن تتخذوا الخطوات اللازمة من إكمال الفحص، ومن ثم يُعطى العلاج حسب نوعية العلة التي تعاني منها، والأدوية إذا لم تؤدي نتائج لمدة ستة أشهر، بعد ذلك لا أرى أن هنالك داعي لاستعمالها، وقطعًا هذه السيدة تحتاج لما يسمى بالتعلم الذي يؤدي إلى الارتباط بالواقع، مثلاً: أن نذكرها بالأشياء الأساسية في الحياة، ولا نسألها عن أي شيء، لأن سؤالها يزيد من قلقها، لكن حين تُعلَّم، حين تُعطى اسم اليوم والتاريخ والأخبار العامة، وأن نذكّرها بصلاتها، ونتحدث معها في الأمور التي تحبها سابقًا، وجد أن هذه الطريقة تحسن من الذاكرة، أو على الأقل تمنع التدهور.

هذا هو الذي أنصح به، وأسأل الله – تعالى - لها العافية، وعليك أنت وزوجك بالاجتهاد في رعايتها، و- إن شاء الله تعالى - لكما أجري الدنيا والآخرة

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً