الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهوى التصوير الفوتوغرافي، كيف أجعل هوايتي فيما يرضي الله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أهوى التصوير الفوتوغرافي وأريد نصيحتكم، كيف أجعل هذه الهواية نفعا للدين، وكسبا للحسنات، في غير تصوير ذوات الأرواح؟ ما هي آرائكم؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونؤكد لك أن هذه المهارة أو هذه الموهبة يستطيع الإنسان أن يستخدمها في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، ولو أنك حاولت أن تصور: الأشياء، والسماء، والجبال، والشمس في خروجها وعند غروبها وفي حركتها، وهذه الأفلاك التي تدل على قدرة القدير {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه}

لو أنك أحسنت تصوير هذه المناظر الطبيعية، وذكرت تحتها بخالقها سبحانه وتعالى، فلو أنك صورت الشمس وكتبت تحتها {والشمس تجري لمستقر لها}، وصورت البحار وكتبت عندها آيات، وتُرجمت هذه الآيات، فإن هذا سيؤثر في كثيرين، هذه المناظر التي بكل أسف يشاهدها الإنسان بتبلد ولا يلتفت إلى جوانب العظمة فيها، قد يُعجب الإنسان من صنعة صغيرة أو من جهاز صغير، ولا تعجبه الشمس في ضحاها، ولا يلفت نظره القمر إذا تلاها، والقرآن دائمًا يدعونا إلى أن ننظر: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}.

هذا الجانب – جانب التأمل والتدبر في كون الله تبارك وتعالى، وتسليط الأضواء على هذه الكائنات وهذه الأكوان التي خلقها الخالق القدير سبحانه وتعالى - مما يزيد في الإيمان، ومما يفتح الآفاق، ومما يصحح الكثير من المفاهيم، ولو أنك أحسنت التصوير بهذه الموهبة ووجدت من يكتب الآيات ثم يترجم معانيها بعدد من اللغات، ثم تستخدم الإنترنت في نشر هذه الصور، فسيكون لها أثر كبير جدًّا، ستوقظ الكثير من النائمين من المسلمين فضلاً عن غيرهم، الذين لا يتأملون في كون الله تبارك وتعالى، والإسلام دعوة إلى أن ننظر في هذه الأكوان لتربطنا بخالقها سبحانه وتعالى، وبقدرة العظيم سبحانه وتعالى.

فاستخدم هذه المهارة بهذه الطريقة، واستخدمها كذلك في كل أمر يُرضي الله تبارك وتعالى، وستجد عند كل موقف وعند كل مشهد أمورًا تستحق أن يصورها الإنسان، وأن يسجلها لتكون في ذلك عبرة وعظة، ونحن في زمان الصورة، في زمان الاهتمام بالصور والاهتمام بهذه الأشياء، ولعلك تشاهد بعض القنوات الفضائية وهي تعرض أسماء الله الحسنى تلاحظ أنها تستفيد من صورة السماء، صورة السُّحب، صورة البحار، حركة الشمس، حركة الأفلاك، وهذا كله معبر جدًّا ويبعث على الإيمان؛ لأنها تذكر بقدرة القدير سبحانه وتعالى.

ونتمنى كذلك أيضًا أن تكون لك مواهب أخرى وقدرات أخرى تخدم بها هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونكرر شكرنا لك على هذا السؤال، ونريد أن نقول: إن الذي يريد الخير ويريد الطاعة سيجد أبوابًا كثيرة في الخير يستطيع أن يستثمر فيها هذه المواهب التي وهبها الوهاب.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونرحب بك في الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية حسن

    جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد العظيمة و سوف نطبقها ان شاء الله تبارك و تعالى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً