الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثقتي بنفسي ضعفت بسبب انتقاد الناس لي.. كيف أقوي ثقتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لدى مشكلة في الثقة، فبسبب كلام الناس وتوجيههم الكلام الجارح والحاد لي أدى ذلك إلى عدم الثقة بنفسي.

وعندي خوف من مواجهة الناس، أو المناسبات وكثرة التلعثم في الكلام، ويوجد لدي قلق وخوف إذا أحد وجه لي سؤالا يظهر علي الخجل وتؤلمني بطني، وأتعرق نوعا ما.

أرجوكم أفيدوني كيف أعالج هذه المشكلة؟ جزاكم الله خيرا لخدمة الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان الجبوري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم الثقة في النفس والتشكك حول المقدرات، وأن يكون الإنسان حساسًا حيال انتقاد الآخرين، هذا غالبًا يكون جزءً من البناء النفسي للشخصية، فشخصيتك قد تكون حساسة، ولديك الجوانب السلبية في التفكير.

فإذًا العلاج هو تغيير المفاهيم، لكي تغيّر مفاهيمك (أولاً) أنت لست أقل من الآخرين، أنت إنسان فعال، أنت شاب، لديك طاقات، لديك توجهات، لديك هوية، لديك انتماء، تفكر في المستقبل، اجتهد في دراستك. اجعل لحياتك معنىً من خلال هذا النوع والنسق من التفكير، وبعد ذلك انزل للتطبيقات العملية.

التطبيقات العملية المطلوبة منك هي أن تحدد كيف تدير وقتك في أثناء اليوم، منذ الصباح الباكر، منذ صلاة الفجر، لا بد أن تكون لك خارطة ذهنية متكاملة، تحدد فيها كل الأنشطة التي من الواجب أن تقوم بها، وكذلك تخصص وقتًا للراحة، ووقتًا للقراءة، ووقتًا للرياضة، ووقتًا للترفيه عن النفس (وهكذا).

الأمر يتطلب منك شيئا من الاعتماد على النفس والشعور بأنك فعلاً يمكن أن تقدم لنفسك وللآخرين كل ما هو إيجابي ونافع.

ومن الضروري أن يكون لك وجود حقيقي في أسرتك: أن تكون شخصًا جيدًا مفيدًا فعّالاً، تبر والديك، تساهم مع الأسرة بالأفكار الطيبة والإيجابية، هذا يجعلك تحس بوجودك الحقيقي.

انضمامك لجمعيات ثقافية أو اجتماعية يعطيك دفعًا اجتماعيًا كبيرًا جدًّا، أرجو أن تحرص على ذلك تمامًا.

أيضًا يمكن أن تستفيد من قراءة بعض الكتب، مثلاً (التغيير من الداخل) للدكتور أيمن أسعد عبدو، مفيد جدًّا، كتاب (لا تحزن) للشيخ عائض القرني أراه دائمًا أحد المراجع الممتازة ليساعد الإنسان في تصحيح مسار حياته، ولأن يُصبح أكثر إيجابية.

قطعًا أنت أيضًا سوف تستفيد من أحد الأدوية المحسنة للمزاج، والمزيلة للخوف، وأعتقد أن عقار (سيبرالكس Cipralex) والذي يسمى علميًا باسم (إسيتالوبرام Escitalopram) سيكون مفيدًا جدًّا لك، وتحتاجه بجرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف بعد ذلك عن تناول هذا الدواء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر bahi salma

    انا ايضا اعاني من نفس المشكلة و لكن بوجود من يساندك تتخطى مصاعب الحياة

  • المغرب زينب

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا واسالكم وكل من مر من هناالدعاء لي لاني اعاني نفس المشكلة تقريبا واتمنى اصبح قوية من الان حتى

  • الأردن ياسمين وافتخر

    والله انا ما اقدر اقوي شخصيتي احسها ضعيفة وما اقدر اتصرف في المواقف الصعبة او مرات اما احد يتكلم عني او ينتقدني ابكي

  • السعودية منيرة

    ايضا انا اعاني من نفس المشكله

  • ميمي السودان

    وأنا أيضا أعاني من نفس المشكله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً