الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الزواج أصبحت أعاني من اضطراب في الدورة، ولم يحصل حمل حتى الآن، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوجة منذ 3 أشهر، وأعاني من عدم انتظام الدورة بعد الزواج، فآخر دورة طبيعية كانت في تاريخ: 29/7، وبعد ذلك 18/8، و12/9، ولكن دورتي ضعيفة جدا، كما أني أعاني من مغص حاد قبلها، وخصوصا في وقت الجماع، وأشعر بألم في الثدي.

أجريت سونارا عند الطبيب، وأخبرني أن عندي تكيسا في المبايض، ولكن نسبته صغيرة ولا تؤثر على حدوث الحمل، ولكن مع ذلك لم يحدث لي حمل حتى الآن، فما نصيحتكم؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تولين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الدورة الشهرية في المتوسط 28 يوما، ولكن قد تكون الدورة الشهرية طبيعية إذا كانت 21 يوما، أو إذا كانت حتى 34 يوما، وهي نتاج منظومة هرمونية تفرز من الغدة النخامية أسفل المخ، وهذه الغدة تفرز هرمون LH FSH، والهرمون الأول يكبر وينمي البويضات حتى تصل إلى حجم من 18 إلى 22 مم، وعند ذلك وفي منتصف الشهر يقوم الهرمون الثاني بتفجير البويضة وإخراجها من المبيض ومن جرابها في اتجاه الرحم، لتتقابل مع الحيوان المنوي السليم في قناة فالوب الواصلة بين المبيض والرحم لتخصيبها، ثم الإنزراع بعد ذلك في بطانة الرحم السليمة، ويقوم جراب البويضة بزيادة إفراز هرمون: ESTROGEN و PROGESTERONE، وتكون نسبة الهرمون الأول أعلى قبل التبويض، أي في النصف الأول من الشهر، وتكون نسبة الهرمون الثاني أعلى بعد التبويض، أي في النصف الثاني من الشهر، وتفرز الغدة النخامية أيضا هرمون الحليب PROLACTIN، والذي عند زيادة نسبته على الحد المعروف يؤثر على التبويض ويمنعه، وبالتالي تتأخر الدورة الشهرية، وأي خلل في هذه المنظومة يؤدي إلى تأخر الدورة واضطرابها.

نزول الدورة بهذه الكمية البسيطة جدا يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسئولة عن الدورة الشهرية، ومن الواضح أنك تحتاجين إلى إجراء بعض التحاليل للهرمونات، ولكن قبل إجراء التحاليل يمكنك السير على هذا البرنامج العلاجي حتى تتحسن الدورة لمدة 3 إلى 6 شهور، ثم عمل التحاليل المطلوبة بناء على التواريخ المحددة، والبرنامج كالآتي:

- استخدام حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة، ولوقف التبويض مؤقتا، وعلاج التكيس الموجود والأكياس الوظيفية أيضا إن وجدت بتناول حبوب منع الحمل مثل حبوب الياسمين؛ لأنها هرمونات تنظم الدورة، وتقلل من هرمون الحليب في حالة ارتفاعه، وذلك لمدة ثلاثة شهور، ثم التوقف عنها واستبدالها بحبوب دوفاستون 10 مج، وتؤخذ من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، والتوقف عنها حتى تنزل الدورة، وتستمرين على هذه الحبوب لمدة ثلاثة شهور أيضا، وهذه الحبوب لا تمنع التبويض، ولكن تساعد على عمل التوازن بين هرمونات الدورة، وتساعد في بناء بطانة رحم جيدة قابلة لانزراع البويضة المخصبة، وهذه الحبوب تساعد أيضا في التخلص من آلام الدورة الشهرية.

- استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج؛ لأنها تساعد في علاج مشكلة مقاومة الخلايا لعمل هرمون الأنسولين، خصوصا وأن وزنك 72 كجم، وهو أقرب للسمنة، والسمنة تؤثر في التبويض، وتؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني، وخلل في الدورة، وبالتالي هذا الهرمون يعمل بشكل جيد، ويقلل من إفراز هرمون الذكورة الذي يؤدي إلى ظهور الشعر وحب الشباب، مع الحرص على ممارسة الرياضة، وعمل حمية غذائية، والتقليل من النشويات والسكريات، وزيادة السلطات في الطعام.

أما بالنسبة لآلام الثدي: ربما لها علاقة بارتفاع هرمون الحليب البرولاكتين، وهذا الهرمون يجب أن تجري له تحليلا الآن، فإن كان مرتفعا، فهناك حبوب دوستينكس ربع مج، تأخذينها مرتين أسبوعيا حتى تصل قيمة هرمون الحليب إلى الصفر لثلاث تحاليل متوالية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة، مثل: total fertility، وتحسن حالة الدم، مع تناول حبوب الفوليك أسيد، وفيتامين د، وحبوب الكالسيوم والحديد، إذا كان فحص الدم يشير إلى وجود أنيميا مع التغذية السليمة.

ولذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي؛ لأن بها مواد تساعد على علاج التكيس، وهناك أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي، وهي آمنة، ويمكن شربها مرتين يوميا، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير، ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد للمناعة، ولعلاج الإمساك، والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، وفي نفس الوقت آمنة طبيا.

التحاليل المطلوبة هي:
FSH
LH
TSH
FREE T4
PROLACTIN
ESTROGEN
TESTOSTERONE

وذلك ثاني أيام الدورة الشهرية، ثم عمل فحص لهرمون PROGESTERONE في اليوم ال 21 من بداية الدورة، وعرض هذه التحاليل على الطبيبة، مع متابعة المبايض والرحم بالسونار للوقوف على حالة التبويض، وهل هناك تكيس على المبايض أم لا، وما هي حالة بطانة الرحم، وهل هي سميكة جدا أو ضعيفة جدا، أم طبيعية؟

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن خلود

    جزاكم الله الخير

  • الجزائر نانا2015

    شكرا لكم

  • الجزائر الدراجي

    شكرا

  • العراق عراق

    جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع الذي كان قد وفر الكثير من المعلومات القيمة

  • ليبيا زهرة اللوتس

    شكررررررررررررررا علي المعلومات القيمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً