الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل طفلتاي مصابتان بالتوحد؟ أفيدوني أرجوكم

السؤال

السلام عليكم.

نفع الله بكم، وكتب ما تقومون به في ميزان حسناتك.

أخي الكريم: معاناتي مع ابنتيّ التؤام، وعمرهما الآن (السنتين وثمانية أشهر) ترتيبهما من بين إخوتهم الخامس والسادس، علما أن إخوتهم الأربعة تحدثوا في سن مبكرة حتى أن الكثير من أقاربي ذهلوا.

بدأت معاناتي منذ أن بلغ عمرهما السنتين ونصفا عندما شاهدت أنهما متأخرتان لغويا عن أقرانهم الذين في نفس أعمارهم.

ذهبت بهما إلى دكتورة أطفال، ورأت أوزانهما (13 كيلو ونصف) لكل طفلة، وقالت: نموهما جيد، وقالت أيضا: مستحيل لا يوجد عندهما توحد، ولكن دربوهما وأبعدوهما عن التلفاز؛ لأنهما بصراحة مدمنتان لقناة "طيور الجنة".

لم أقتنع وذهبت إلى طبيب آخر للكشف عن عيوب خلقية، ومشاكل في اللسان، وفحص الطبيب عليهما، وطلب مني تحاليل للغدة الدرقية، وكانت النتيجة ممتازة (ضمن المعدل الطبيعي)، وتوأماي تخافان جدا من الأطباء والممرضين لارتباط ذهنهما بالإبر والأدوية، وقال لي: الدكتور: "لو لم يكن عندهما استجابة لما أعاراني أي اهتمام، ونصحني بتدريبهما، وعملت اختبارا للسمع، ومراجعة طبيب التخاطب، وكانت النتيجة ممتازة.

بعد ذلك توجهت إلى طبيب التخاطب، ونصحني بتدريبهما ووصف لي دواء (هايبل اوميجا 3) بمقدار 3 ملي في اليوم لمدة شهرين.

ملاحظاتي عليهما لخصتها كالآتي:

1- تلعبان بألعابهما بشكل صحيح، ودون رتابة، ودون أن أجبرهما على لعبة معينة، وتغيران في ألعابهما.

2- تنظران بأعينهما في عيني وعين والدتها وتحاولان التفاعل مع تعابير فمي عند الكلام.

3- لاحظت أنهما بدأتا تستجيبان في أكثر الأحيان إلى أسمائهما، وخاصة عندما لا تكونان مشغولتي الذهن.

4- لا تحبان العزلة وأجدهما تسحبان إخوتهما للعب معهما، فواحدة تحب من يركض خلفها، وواحدة تحب من يدفعها بالسيارة.

5- لا تظهران نوبات من الغضب، ونومهما جداً طبيعي، وتعرفان المخاطر، فعندما أحملهما في مكان مرتفع ترتعبان، وعندما أذهب بهما إلى الطبيب تخافان، عندما أضع شيئا حارا بجوارهما تنفران منه.

6- حركتهما متزنة بشكل ملفت، فتنزلان سلم الدرج منذ أن كان عمرهما عامان بثقة وتوازن.

7- إحداهما تستطيع فتح الباب بمسك المقبض.

8- إحداهما تعشق المرايا بشكل ملفت تحب أن تتواصل مع المرآة، وتتحدث بهمهمة، وتحب أن تركض لترى ظلها.

9- تنطقان أكثر الحروف، ولكن غير مركبة ولا مفهومة.

10- إحداهما تتماشى مع الحان طيور الجنة كهمهمة وتظهر أصوات.

11- لا تؤشران إلى الشيء الذي يريدانه، بل تمسكان بيدي، أو أي أحد في العائلة وتذهبان به إلى الشيء المراد.

12- إحداهما تضع يدها أحيانا في إذنها إذا تفاعلت مع أنشودة فقط، والأخرى ترفرف بيدها عند الفرح فقط.

14- تحبان أن تتعاملا مع مفتاح الكهرباء فتنيرانه، ثم تطفئانه، ثم تنيرانه، وهكذا، ولكن ليس لوقت طويل قد لا يستغرق بضع دقائق.

15- أرى عندهما تآزرا حسيا حركيا من خلال وضع مصاصة العصير داخل فتحة العلبة الصغيرة، ومن خلال ربط المكعبات، وتستخدمان فرشاة الأسنان في فمهما.

16- لا تركزان إذا نظرنا أو أشرنا لشيء ما.

17- إحداهما عندما أقول لها: شعري، تجعل يدها على شعري.

دكتور أنا محتار ومهموم، وأتمنى منك ألا تتجاهل رسالتي؛ لأن ردك بالنسبة لي مهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد القحطاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك أخي الفاضل على الكتابة إلينا، ولماذا ظننت أننا قد نتجاهل رسالتك، فكل رسالة تصلنا نهتم بها؛ لأن وراءها إنسان يبحث عن حل أو علاج.

هناك بعض المشكلات السلوكية والتربوية عند التوأم، لا لخلل أو اضطراب وإنما لكونهما توأم، ومنها مثلا تأخر الكلام عند بعض التوائم، بسبب أنهما تتطوران في أسلوبهما الخاص و"لغتهما" الخاصة بالخطاب والحوار، بسبب أنهما مع بعضهما طوال الوقت.

هذا لا يعني أن أي تأخر لغوي عند التوأم هو هذا، فهناك حالات قد يكون فيها شيء آخر، ولذلك من الحسن أنك ذهبت بهما لطبيب الأطفال وأخصائي التواصل وغيرهما، للتأكد من عدم وجود ما يقلق.

ربما يفيد التفريق قليلا بينهما، وبحيث يكون كل منهما مع شخص راشد يتحدث معهما، وبحيث يساعدها على تطوير لغة الراشدين، والخروج من لغتهما الخاصة التي تتواصل بها مع أختها، ولكن لا نبالغ في هذا التفريق، كي لا نخلق مشكلة أخرى تتعلق بالقلق والابتعاد عن أختها.

ما ورد في سؤالك المفصل يكاد ينفي وجود التوحد، أو فرط الحركة، وتشتت الانتباه، ولكن هل هناك قرابة بينك وبين زوجتك، فإذا كان هناك قرابة، فربما يكون هناك حالات نادرة جدا من تغيّر في كروموسومات ومورثات التوأم، فربما يفيد القيام بفحص مختبري للمورثات والكروموزومات، وإن كان الفحص المطلوب ربما غير متوفر في الكثير من المختبرات العادية.

ولا بد من الحديث مع مسؤول المختبر في وصف سلوك الطفلتين وخصائصهما النفسية مما يساعده على تحديد الاختبار المطلوب، ويمكن أن يسأل مسؤول المختبر أن يبحث عن أي اضطراب في الجينات، ولو كان من التبدلات النادرة.

ولكن ما يطمئن أنه مهما كانت نتيجة الفحص الوراثي، فإن التعامل مع الحال يكاد يكون واحدا، وهو مساعدة الطفلتين على تطوير لغتهما، وتطورهما النفسي الحركي.

ولا بد من عرض الطفلتين على طبيب نفسي مختص بالعمل مع الأطفال، ليقوم بالفحص النفسي والحركي الأساسي، ومن ثم يتابع نموهما وتطورهما خلال السنتين القادمتين.

طمأنك ربي بحال طفلتيكم وبقية أطفالكم، وأعانكم على تجاوز هذه المرحلة الحرجة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً