الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو العلاج السلوكي لمريض الفصام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أخي الصغير يُعاني من الفصام الزوري منذ ثلاث سنوات، وقد بدأ العلاج منذ شهر، وهو -والحمد لله- في تحسنٍ ملحوظ على الأدوية، ولكن أردت أن أسأل عن العلاج السلوكي متى يبدأه؟ حيث إننا في منطقةٍ لا يوجد بها مراكز للعلاج السلوكي، فماذا نصنع؟

هو حالياً يحاول أن يغير من نفسه، وصار يخرج تدريجياً من عزلته.

قرأتُ الكثير من ردودك، وتعلمت الكثير، واستنتجت أنه لا يجب أن نناقش مريض الفصام الزوري في أوهامه؛ حتى لا تترسخ، ونحن في البيت نحاول أن ننسيه أنه مريض، وأصبحنا لا نسأله عن الشكوك والأوهام، وأصبحنا لا نتركه لوحده، وبقدر الإمكان نحاول أن نُشغله، وألا نضغط عليه في شيء لا يريده، وسأحاول أن أجعله يشترك في نادٍ رياضي، خصوصاً وقت الإجازة، فهل من نصائح أخرى؟ وما هو العلاج السلوكي بالتفصيل؟

جزاك الله عنا خير الجزاء، وجعله في موازين حسناتك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Seeema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكر لك اهتمامك بأمرِ أخيك، ونسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

أولاً: هنالك أسسٌ مهمة جدًّا بالنسبة لعلاج الفصام، وهوأن يكون التدخل الطبي النفسي مبكرًا، وأن يكون هنالك التزامٌ قاطع بتناول الأدوية، ومتابعة العلاج، والمقابلات مع الطبيب، وإن شاء الله تعالى سوف يكون من جانبكم هذا الالتزام، فشجعوا هذا الأخ -حفظه الله- بأن ينتظم في علاجه.

من الأشياء الإيجابية: يُعرف أن الفصام الزواري يستجيب للعلاج بصورةٍ ممتازة جدًّا، وها هو هذا الأخ بدأ العلاج منذ شهر، وهو الآن في تحسنٍ ملحوظٍ بفضل الله تعالى.

أنا أرى أن أهم علاج سلوكي هو أن نجعل هذا المريض يشعر ويعرف ويقتنع بأن حالته هذه يمكن أن تُعالج، وأهم وسيلة للعلاج هي اتباع الإرشاد الطبي، خاصةً فيما يتعلق بتناول الأدوية كما ذكرتُ.

ثانيًا: أن نعطيه الشعور دائمًا بأنه سوف يعيش حياة طبيعية، وهذا بالفعل ممكن، أي أنه من الممكن أن يكون طبيعيًا جدًّا؛ وذلك بأن يعمل ويتزوج، وأن يتواصل اجتماعيًا، وأن يقوم بدوره ومسؤولياته كاملة.

الهدف الرئيسي من العلاج السلوكي هو أن نُساعد المريض على التأهيل، أو إعادة التأهيل، والتأهيل هو أن يتعلم الإنسان مهاراتٍ ومعارف جديدة، وهذا التأهيل هو: أن نعيد تعليمه وتدريبه على ما افتقدته من مهارات ووظائف حياتية؛ لأن المرض يخل من أداء الإنسان، خاصةً إذا كان المرض مزمنًا.

ومن الأشياء التأهيلية المهمة ما ذُكر في رسالتك، وأنا أقر وأؤيد تمامًا موضوع إشراكه في النشاط الرياضي، ونُساعده كذلك بأن يتواصل اجتماعيًا -هذا مهم جدًّا-؛ لأن معظم مرضى الفصام ينسحبون اجتماعيًا، لذا يجب أن يُشارك الناس في مناسباتهم، وأن يكون له أصدقاء، وأن يهتم بنظافته ومظهره الشخصي -هذه مهمة جدًّا-.

وأهم تأهيل هو: تأهيله عن طريق العمل، أي عمل يناسبه سوف يُفيده كثيرًا؛ بشرط أن يكون ملتزمًا بالأداء الوظيفي، وأن يتطور مثل الآخرين.

تعليمه وتدريبه على تنظيم الوقت أيضًا هذا نوعٌ من العلاج السلوكي، ودائمًا نحاول أن نشجعه ونحفزه، هذا أيضًا علاج سلوكي مهم، وقطعًا الحرص على صلواته وتلاوة القرآن، وتوسيع معارفه الإسلامية، وأن تكون له الصحبة الطيبة، هذ أيضًا من أهم العلاجات السلوكية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبدالرحمن

    جزاك الله خيرا
    انا كنت مريض فصام وشفاني الله وانا مستمر على العلاج

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً