الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل البقع السوداء والتهاب أصابع القدم بسبب الأكزيما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عمرى 32 عاماً، ومصابة بالأكزيما منذ صغري، حيث كانت تظهر على شكل تسلخات مؤلمة على جلدي عامة، وعلى يدي ورجلي، وحول فمي بشكل أخص في الشتاء، وصف لي الطبيب مرهم ديرموفيت للاستعمال، واستعمال الفازلين بدله عند تحسن الحالة، مع تقدمي بالعمر أصبحت أصاب بهذه التسلخات بشكل أقل، وأحياناً أتغاضى عن استعمال مرهم ديرموفيت، وأضع الفازلين فقط، لأني أصبحت أخشى من استعمالي المتكرر لمرهم الكورتيزون، ذات مرة غطت شفتي طبقة سوداء، مع وجود التسلخات المؤلمة، فوصف لي الطبيب مرهمين: بيتازون ولوكاسلين، وشفيت.

مؤخراً -قبل 3 شهور- أصبحت المنطقة حول إصبع رجلي الكبير سوداء وخشنة، أصبحت أرطبها فقط بالفازلين، ولم أستعمل أي مرهم، لكن مع مرور الوقت لم تتحسن بل التهبت المنطقة حول إصبعي، فأصبحت تنز ماء أصفر قد تخالطه حمرة، وانتشرت بقع السواد والخشونة على رجلي الاثنتين، وبين الأصابع، استعملت مرهماً مضادا للالتهاب لعدة أيام دون وصف من الطبيب، فتوقف نز الماء الأصفر، لكنه عاد مرة أخرى، فاستعملت المرهم نفسه المضاد للالتهاب ثانية لعدة أيام، حتى توقف نز الماء الأصفر مرة أخرى. هل أعتبر ظهور هذه البقع السوداء بسبب الأكزيما؟ وأرجع لاستعمال مرهم ديرموفيت ثانية؟ أم أن هذا مرضا آخر لا أعلمه يحتاج مني أن أذهب للطبيب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -أختنا الكريمة- لوصفك لحالتك بشكل واضح ومحدد، وبالنسبة لمرض الأكزيما، فتوجد أنواع متعددة له، والنوع الذي تعانين منه هو نوع مزمن ومتكرر، بمعنى أنه قد يختفي أو يقل في بعض الأحيان، ثم يعاود الظهور مرة أخرى، ويختلف في شدة الإصابة من مجرد جفاف بسيط وتشققات، إلى التهاب حاد مصحوب باحمرار، وحبوب بها حكة، أو فقاعات أو إفرازات وقشور، وربما يكون مصحوباً بزيادة في سمك الجلد، إذا لم يتم العلاج بصورة فعالة.

من خلال وصفك أتصور أن الأكزيما التي تعانين منها الآن أصبحت محددة بشكل واضح في اليدين والأرجل وحول الشفتين، والبقع السمراء، وسمك الجلد على الأرجل والأصابع، أتصور أنه جزء من الأكزيما التي تعانين منها، من الأمور المهمة التي يجب الانتباه لها في علاج الأكزيما، وبالأخص أكزيما اليدين: تجنب التعرض للماء بصورة مبالغ فيها، حيث أن وضع الأيدي في الماء لفترة طويلة، ومرات متعددة، يؤدي إلى جفاف الجلد، وسهولة إصابته بالأكزيما عند التعرض للمثيرات المتعددة، ولا بد أن تستخدمي مرطباً باستمرار لتليين الجلد وحمايته، وبالأخص بعد غسل الأيدي أو الاستحمام أو الوضوء، وبعد التجفيف مباشرة ويداك ما زالت رطبة، حتى يحتفظ الجلد بالرطوبة، والفازلين الذي تستخدمين من المرطبات القوية والجيدة إذا كان مقبولاً ومحبباً بالنسبة لك.

ذلك بالإضافة لتجنب الأسباب المؤدية إلى ظهور الأكزيما، أو تهيجها مثل تجنب المواد المثيرة قدر المستطاع مثل: المنظفات والمذيبات، وتجنب استخدام الأيدي، واحتكاكها المستمر بالأشياء الخارجية الصلبة مثل الحديد وغيره بدون حماية، مثل ارتداء قفاز مناسب، وكذلك تجنب التعرض للأتربة، ويمكنكم استخدام صابون مرطب لا توجد به مواد عطرية لغسل الأيدي بدلاً من الصابون العادي، على أن يتم ترطيب الجلد مباشرة بعد الغسل باستخدام المرطبات كما ذكرت سابقاً، وارتداء قفاز مبطن بنسيج قطني عند أداء الواجبات المنزلية ولفترة قصيرة، والترطيب لبقية الجسم وبالأخص الأطراف بالأسلوب نفسه من العناصر العلاجية المهمة، واتبعي التعليمات السابقة لاستخدام المرطبات كما شرحت بالنسبة للأيدي.

لا تقلقي، فيمكنكم السيطرة على المشكلة التي تعانين منها باتباع التعليمات السابقة، ويمكنكم استخدام المستحضرات الطبية الموضعية والتي تحتوي على كورتيزون، وتوجد أنواع كثيرة ومتدرجة القوة من هذه المستحضرات، ويختار الطبيب النوع المناسب حسب شدة المرض، لكن لا بد أن لا تزيد مدة الاستخدام عن أسبوعين، ولا بد من استخدام هذه المراهم أو الكريمات بصورة متقطعة، وتحت الإشراف الطبي حتى نتجنب أي آثار جانبية –إن شاء لله-، ولا تقلقي من استخدام المستحضرات التي تحتوي على الكورتيزون الموضعي، لكن استخدميها بحكمة، وبالأسلوب المتقطع الذي ذكرته، وتحت الإشراف الطبي لاختيار النوع الملائم والمناسب لحالتك، أما حالة النز أو وجود الإفرازات الصفراء، فيمكن إضافة كريم أو مرهم مضاد للميكروبات البكتيرية، مثل: الميبروسين أو الفيوسيدين، إلى جانب كريم أو مرهم الكورتيزون.

كريم أو مرهم الدرموفيت يعتبر من أقوى المستحضرات الموضعية التي تحتوي على الكورتيزون، ولا أنصح باستعماله إلا في أضيق الحدود لمدة لا تتعدى الأسبوع أو أكثر قليلاً، وعلى اليدين والقدمين فقط، وإذا كان هناك سمك بالجلد، ولا يجب أن يستعمل على الوجه، وحول الشفتين، ومن النصائح المهمة التي يجب اتباعها في علاج مشكلة الأكزيما حول الشفتين، تجنب تلامس هذه المنطقة مع المواد المثيرة مثل: رغوة معجون الأسنان، وكذلك بعض الفواكه الحمضية، ويفضل تقطيعها لقطع صغيرة، ووضعها بالفم مباشرة بواسطة شوكة، وتجنب قضمها، ومن المهم تجنب التلامس مع اللعاب باستمرار، وبالأخص إذا كنت تعانين من عادة عض الشفتين، لأن هذا يؤدي إلى بلل المنطقة، ثم جفافها بصورة متكررة، مما يزيد من الأكزيما والجفاف، ويمكن استبدال كريم الدرموفيت بكريم مثل الهيدروكورتيزون 1% أو Mometasone fuorate، لأنهما أكثر أماناً للاستخدام في تلك الأماكن، على أن يكون لفترة بسيطة وبشكل متكرر، وأفضل أن يكون المرطب في تلك الأماكن أقل سمكاً من الفازلين، ويسهل امتصاصه بالجلد مثل المرطبات التي على هيئة كريم مثل Atoderm or Ictyane أو غيرهم.

وفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا شدى

    ربي يشفيني ويشفيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً