الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ابني الذي لا يحب اللعب مع الأطفال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي لدي طفل عمره 6 سنوات، في البيت تصرفه طبيعي جداً، ولكن مجرد أن نذهب نزور بيت أي أحد من أقاربنا مباشرة يذهب ابني ويختفي عن الأنظار، وينعزل، ولا يلعب مع الأطفال، ويتعصب بسرعة من أي كلمة مزاح بين الأطفال، ويتصور أنهم لا يحبونه، ويظل يصرخ ويضرب بقوة كل واحد أزعجه، وتصير عنده حالة هستيرية!

علماً أنه لا يغلط على أحد ولا يبدأ بأذية أي أحد، هو جداً مسالم، ولديه أخ وأخت في البيت يلعب معهم بصورة طبيعية، ولكن لا يحب أن يبدأ باللعب، هو يحب أن ينظر إلى أخيه وهو يلعب، وهو يجلس بقربه.

أرجوكم ساعدوني، كيف أتعامل معه؟ وهل فيه أي مشكلة أم هو طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مصطفى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا على هذا الموقع.

من الواضح أن هذا الطفل حساس بعض الشيء، وعلينا هنا أولاً أن لا نجعل من مشكلته مشكلتين، وهذا يعني أن لا نوبخه أو نلومه أو ننتقده على طبيعته هذه، وإلا، فنحن نعزز عنده هذه الصفة، وندفعه للمزيد من الارتباك والانسحاب والتوقع.

عاملوا هذا الطفل وكأنه أشجع الناس، وأكثرهم اختلاطاً ولعباً مع الأطفال الآخرين، وإذا كان هناك من أمل أو فرصة لأن يتغيّر بهم سيتغيّر من خلال هذا الطريق، ولا طريق سواه.

كثير من الآباء والأمهات من حيث يريدون "إصلاح" الطفل فإنهم يضغطون عليه ليتكلم إن كان قليل الكلام، أو ليلعب مع الأطفال الآخرين إذا كان قليل اللعب، أو ... وهم بذلك يدفعونه لسلوك الشيء المعاكس لما يريدون.

سأدلكم على طريقة مضمونة، وقد جربت الكثير من المرات، ولها أساس في علم التربية والسلوك، وهي، أن تحاولوا الانتباه ومن ثم تعزيز أي عمل إيجابي يقوم به، مهما كان العمل صغيرا.

مثلا إن لعب مع طفل آخر لمدة خمس دقائق، فأشعروه بأنكم قد لاحظتم هذا، واشكروه على هذا.

والعجب أنكم ستلاحظون وخلال وقت قصير أن الطفل قد أصبح أكثر جرأة، وأكثر رغبة بالاحتكاك بالآخرين، وفي نفس الوقت غضوا النظر عن أي تردد أو إحجام عن اللعب مع الآخرين.

وفقكم الله في التعامل الحسن مع هذا الطفل، وأقرّ عيونكم بأطفالكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً