الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت لا أحب اللقاء والاختلاط بالناس، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على هذا الموقع، وجزاكم ربي كل خير عليه.

أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري، ومشكلتي تكمن أنني دائماً منذ أن كان عمري ثمان سنوات انتقلت أنا وعائلتي إلى بيت جديد، وحاولت وقتها أن أتعرف على الأطفال الموجودين، فسخرت مني إحداهن، ومن وقتها وأنا اعتزلت الناس تماماً، وتوجهت إلى مشاهدة الرسوم المتحركة.

من بعدها أصبحت كلما أردت أن أتكلم مع أي أحد ولا أستطيع أتخيل هذا الشخص وأتكلم معه أياً كان رسوماً متحركة أو أشخاصاً عاديين.

أريد أن أتخلص من هذا الآن فلا أستطيع، وبدأت أشعر دائماً أن هناك من يراقبني، في كل وقت، وهذا بدأ يخنقني حقاً، فأنا لا أستطيع أن أتصرف على طبيعتي أبداً، وذلك لأنني أشعر أن هناك في عقلي من يكلمني وباستمرار، ويوجهني إلى أن أفعل هذا أو هذا.

لا أعلم هل هو عقلي الباطني أم هو وسواس قهري؟ كما أنني أعاني بشدة من كلام الناس، أي أنني لدي (فوبيا) كلام الناس، وهذا أيضاً لا يجعلني أتصرف على طبيعتي.

إنني لا أريد أن أكون خائفة هكذا وضعيفة الشخصية هكذا، فحياتي أصبحت لا تطاق، وأتمني الموت كل يوم، أريد أن أتخلص من كل تلك الوساوس، ولا أريد أن أشعر أن هناك من يراقبني دائماً.

أرجوكم أجيبوني وأفيدوني، فأنا أريد أن أتصرف بشكل طبيعي.

وجزاكم ربي كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التجربة التي حدثت لك في عمر الثامنة كان لها تأثير نفسي كبير بالرغم من بسطاتها، وهكذا دائمًا الحوادث بسيطة كانت أو كبيرة التي تحدث في سن الصغر يكون لها بعض التبعات النفسية السلبية، نتيجة لهذه التجربة بدأت تظهر عندك المخاوف، وقلَّت ثقتك بنفسك، وأصبحت أكثر انعزالاً، لكن بعد ذلك ظهرت أعراض تعتبر مهمة، وهو شعورك أن هناك من يراقبك دائمًا، وهذا قد يعطيك فكرة أنك مستهدفة من قبل الآخرين.

نقطة أخرى مهمة أوضحتها، وهي هذا الإحساس الذي يأتيك بأن هناك من يكلمك باستمرار، ويوجّهك أن تفعلي كذا وكذا، هذا نعتبره عرضًا رئيسيًا، وكذلك عملية الشكوك، وهي قد تكون نوعًا من الوساوس، لكن في ذات الوقت قد تكون نوعًا من الشكوك الظنانية، وكلها سوف تعالج -إن شاء الله تعالى- إذا كانت شكوكًا ظنانية سوف تعالج، وإذا كانت وساوس قهرية سوف تعالج، فأرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تذهبي مباشرة وتقابلي الطبيب النفسي.

حالتك تتطلب تدخلا طبيا نفسيا مباشرا، وأنت بالفعل محتاجة لأدوية خاصة، وأنا على ثقة تامة أن هذه الأدوية سوف تساعدك بشكل ممتاز، -وإن شاء الله تعالى- في أربعة إلى ستة أسابيع من بداية تناول الدواء سوف تحسين أن الأفكار الشكوكية قد تلاشت، وكذلك شعورك بأن هناك من يكلمك، هذا كله سوف ينتهي، وبعد ذلك سوف ينشرح صدرك، وتزول حالة الاختناق، والشعور باليأس والكدر.

الحالة علاجها سهل وسهل جدًّا، لكن تتطلب المتابعة المباشرة مع الطبيب النفسي، فأرجو أن تذهبي وأرجو أن تفيديني مرة أخرى بعد أن تكوني قد قابلت الطبيب، لأنني أود أن أعرف نوعية الأدوية التي صرفها لك، وكيف أحوالك العامة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية الشمري

    كلام جميل لكن لو تلتزمي بالدين والصلاة أفضل حل ( وشكرا

  • السعودية lena

    نصيحتي انك تقرين القران وتصلين بوقتها دائما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً