الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام المعدة واضطرابات بالجهاز الهضمي

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر40 عاماً، بدأت مشاكلي الصحية من شهر يناير 2013م عندما سافرت بعيداً عن أولادي، وكنت دائم التفكير بهم، وبعدها بدأت معي مشاكل بالمعدة، واضطرابات بالجهاز الهضمي، وكنت كل يوم في زيارة لمستشفى وطبيب، فكانوا يقولون لي: إنه قولون عصبي: و كنت غير مقتنع بكلامهم، وانتابني كثير من الخوف، وقلة النوم، لدرجة أني كنت لا أنام يومين متواصلين، وظللت على هذا الحال مدة ثلاثة شهور، وبدأت الحالة تزداد بتعرق اليدين والرجلين، وقلة النوم إلى أن ذهبت إلى مصر، وذهب لطبيب مخ وأعصاب، وقال لي إنها حالة اكتئاب وتوتر، ووصف لي علاج زيروكسات وموتيفال وترتيكو ولكن لم أتناول الزيروكسات والموتيفال لأنها تسبب لي دوخة.

الآن مستمر على التريتيكو آخذ حبة قبل النوم، حتى تساعدني على النوم، فأرجوكم أنا أعيش حالة من العذاب المستمر طول اليوم والليل، أحس بحرارة في جسمي مع نغزات ودوخة ودوار، وصداع ورعشة في اليدين والرجلين، ومكتئب طول اليوم، ولا أقدر على عمل أي شيء، ويمتلكني خوف شديد وتوتر وتعرق في اليدين والرجلين، وفقدان للشهية، ولا أدري ماذا أفعل؟!

أرجوكم صفوا لي علاجاً يخلصني من هذه الحالة التي أثرت على نفسيتي جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: حالتك بدأت بعد أن سافرت بعيدًا عن أولادك، ولا شك أن الرابط الوجداني القوي قد أثّر عليك، وهذه - إن شاء الله تعالى – رحمة في قلبك، القلب الرحيم أفضل من القلب القاسي.

أنت تأثرت وجدانيًا وحدث لك ما يمكن أن نسميه بعدم القدرة على التكيف – أي عدم القدرة على التواؤم – مع وضعك الجديد، ومن ثم أتاك ما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي من الدرجة البسيطة إن شاء الله تعالى، واكتئابك بجانب المكون النفسي – وهو شعورك بعسر في المزاج وشيء من الكدر – أتتك أيضًا أعراض جسدية كثيرة، من الواضح أنها شغلتك وأثرت على أدائك ووظائفك الحياتية.

هذه الحالات نسميها بالنفسوجسدية، لأن الأعراض الجسدية هي المسيطرة (أعراض الجهاز الهضمي، الشعور بالحرارة في الجسم، الدوخة، فقدان الشهية) هذه كلها أعراض حقيقة ناتجة من القلق الاكتئابي، وأنا أؤكد لك أن العلاج ليس بالصعب أبدًا.

فيما يخص الأدوية: الـ (ترتيكو) دواء لا بأس به، إن كنت تتناوله مثلاً بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً فهو دواء جيد، وأنا أقره تمامًا، لكن هنالك دواء ربما أراه أفضل يستعمل يساعد كثيرًا في علاج مثل حالتك، الدواء هو (برسيتج) والذي يعرف علميًا باسم (دسفلافاكسين Desvenlfaxine) والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة تتناولها ليلاً، يضاف إليها عقار آخر يعرف باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) تناول منه كبسولة واحدة في الصباح – وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا – استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

أما البرستيج فتتناوله كما ذكرت لك جرعة حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – وهذه جرعة كافية جدًّا، تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

قطعًا إذا كان قرارك هو أن تبدأ البرستيح فيمكن أن تتوقف عن الـ (ترتيكو).

أيها الفاضل الكريم: كن إيجابيًا في تفكيرك – هذا مهم جدًّا- ابعد الأفكار التشاؤمية، كن حريصًا على ممارسة الرياضة، رياضة المشي مهمة جدًّا في حياتك، وهي تقوي النفوس كما تقوي الأجسام. اجعل حياتك ذات نمط ونسق صحي، هذا يتطلب: النوم المبكر، تجنب النوم النهاري، التنظيم الغذائي، الحرص على العبادات في وقتها، الترفيه عن النفس، وكما ذكرنا أيضًا ممارسة الرياضة، والقراءة، هذه كلها أمور هامة جدًّا ليعيش الإنسان حياة هانئة وراشدة إن شاء الله تعالى.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً