الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخوتي متهاونون في الصلاة.. كيف نتعامل معهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي -هداهم الله- متهاونون جدا في الصلاة، فهم يصلون فرضا في اليوم، وغالبا لا يصلون أبداً، ووالدي مريض -الله يشفيه- فهو غير قادر على الحركة، ومريض كليا، ومع ذلك دائم النصح لهم.

والدتي قامت باستخدام جميع الطرق من نصح، وغضب، وبكاء، وتذكير بالموت، وتخبرهم بحرمة تضييع الصلاة، ودائمة الدعاء لهم في جوف الليل، ولكن لا يوجد أي استجابة منهم، فأصبحوا يكذبون، فإذا سألت الواحد منهم هل صليت؟ يقول: نعم، وإذا أمرناهم بالصلاة! قالوا: صلينا، وإذا أمرناهم بالذهاب لصلاة الجماعة يذهبون ويمشون في الشوارع، ثم يعودون للبيت من غير صلاة.

والله إن قلبي يتقطع عليهم، وأخبرهم بذلك، وأنصحهم ولكن لا أدري ما العمل معهم، والله إني دائما أضم أسماءهم إلى دعائي راجية رب العالمين الإجابة، والله أشفق على والديّ منهم، فأمي مريضه أيضا بارتفاع الضغط، وأحيانا يغمى عليها من شدة القهر والغضب عليهم، فصارت والدتي تأمرهم بالصلاة فقط وتذهب، وإذا قالوا صلينا تقول: أعلم أنكم تكذبون، ولكن صلاتكم لكم، ورب العالمين سيحاسبكم، وإذا سألتها لماذا أصبحت هكذا تقول لي: والله تعبت منهم، وأيضا تعلمين أن علي أن أرعى والدك المريض، مع العلم أن أعمار إخوتي 13 و 18.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ جمانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذه الروح التي حملتك على الرغبة في نصح الإخوان، وهكذا ينبغي أن تكون الأخوات، فإن ترك الصلاة هي جريمة الجرائم، ولا خير في مَن يترك الصلاة، العهد الذي بيننا وبينهم (الكفار) الصلاة، فمن تركها فقد كفر، من حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة يوم القيامة، وحُشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأُبيّ بن خلف.

نسأل الله أن يُكثَّر من أمثالك، وأن يقر أعينكم بصلاح الأبناء والبنات والإخوة والأخوات، وأتمنى كذلك أن يستمر الوالد في نصحه ودعائه، وكذلك الوالدة تستمر في النصح والدعاء، أما أنت فأرجو منك أن تقتربي من إخوانك، وتحاولي أن تختاري الأوقات المناسبة، وتذكريهم بالله، وتذكريهم بمرض الوالدين، ذكريهم بضرورة أن يدعو لهم في السجود لله تبارك وتعالى، ذكريهم بعواقب ترك الصلاة، ذكّريهم بما عندهم من إيجابيات، وذكّريهم بما فيهم من أشياء طيبة هي هبات من الوهاب الذي ينبغي أن نسجد له ونركع ونخضع له ونتقرب إليه سبحانه وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

نحن لا نريد اليأس، ونتمنى من الوالدة دائمًا - إذا قالوا (صلينا) – أن تدعو لهم، وأن تقول (هكذا أفرح بكم ومنكم يا أبنائي) بدلاً من أن تقول (أنتم تكذبون) لأنهم في هذه الحالة سيصلون إلى الإحباط، (ولن تصدقنا فلماذا نصلي؟) لكن إذا قالوا (صلينا) - حتى وإن كانتْ تشك - تدعو لهم بالثبات والهداية، وتبين لهم فضل الصلاة، وتقول: (بالصلاة تنالون رضا الله ثم رضانا) ونحو هذا الكلام الجميل؛ لأن هذا يعطيهم ثقة تجعلهم يندفعون إلى الاستجابة لداعي الله، ونسأل الله أن يعين الوالدين على كثرة الدعاء لهم، فإن الدعاء له أثر كبير.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأكرر حرصي على ضرورة الاستمرار في النصح، دون إظهار اليأس والقنوط، فإن الإنسان لا يدري متى تكون لحظة الهداية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً