الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يعيش طقوسا وسواسية مزعجة... فهل هي تهيؤات؟

السؤال

السلام عليكم

ابني يبلغ من العمر 14 سنة, يعاني من رؤية مربع فيه ألوان تتلون حسب الحالة التي هو فيها, ويرى دائما أنه يلبس نظارة سوداء.

ذهبنا به إلى الرقاة, وذهبنا به إلى الطبيب النفسي, ووصف له علاجا لم ينفع معه, وأيضا ذهبنا به إلى طبيب العيون, ولم يجد عنده أي مشكلة تذكر, وهذا المرض يعاني منه منذ سنة ونصف, فما هو هذا المرض؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الإجراء الصحيح هو أن يتم فحص هذا الابن بواسطة طبيب العيون، وقد قمتُم بذلك، لكن أفضل أن يُعرض على طبيب عيون آخر، وذلك من أجل التأكد، لأن أخذ رأيين في هذه الحالات هو أمر جيد.

الجانب النفسي قد يكون متواجدًا، لا ننكر ذلك أبدًا، لأن بعض صغار السن ربما تأتيهم بعض التهيؤات والإيحاءات النفسية التي تكون لديهم مثل هذه الظواهر, ربما يكون هنالك نوع من محاولة شد الانتباه من جانبه، لكن هذا ليس تصنعًا، هذه الأمور كلها تكون على مستوى العقل الباطني, ربما تكون له تجربة سابقة حول تكون مثل هذا المربع من موضوع قد سمع عنه أو قرأ عنه أو اطلع عنه، أو شيء من هذا القبيل.

أيضًا التأثر ببعض ما يشاهده الأطفال في التلفزيون وخلافه ينعكس أحيانًا على أفكارهم ومعتقداتهم وطريقة تصرفهم، وقد يحدث ما نسميه بـ (التأثير الإيحائي) وهذا ينتج عنه نوع من الوسوسة، مثلاً هذا الابن –حفظه الله– رؤيته لهذا المربع من الواضح أنها مرتبطة بظروف معينة، وهذه الظروف هي ظروف نفسية، وأنت ذكرتَ حسب الحالة التي هو فيها، ويرى دائمًا أن شخصيته تلبس نظارة سوداء، هذا نوع من الرؤية الوسواسية، والرؤية الوسواسية يؤثر فيها الإيحاء، أي ما يعتقده الشخص أو تأثر به سابقًا.

العلاج يتم من خلال -كما ذكرت لك- عرضه على الطبيب حتى ولو لمرة واحدة -وهذا أمر مفيد– من أجل أن يطمئن.

ثانيًا: يدخل في علاجات نفسية، وأهم علاج نفسي هو: التجاهل، يجب أن يتجاهل هذه الأعراض، لا تهتموا بها كثيرًا، قولوا له (أنت بخير، ويجب أن تتناسى هذا الأمر) بل يجب أن تصرفوا انتباهه إلى نشاطات أخرى حين يتحدث عن هذا الأمر، دعوه يذهب ويقرأ أو يلعب أو يرفه عن نفسه بأي شيء، أو يخرج مع زملائه... هذا نوع من التأثير الإيحائي المهم جدًّا، لأن صرف الانتباه والتجاهل هي من العلاجات النفسية الضرورية والمهمة جدًّا.

إذا أُثبت أن الموضوع هو ميول وسواسي –وهذا هو الذي أميل إليه– هنا قد يتطلب هذا الابن تناول دواء بسيط مثل عقار (فافرين) أو عقار (بروزاك) لمدة شهرين أو ثلاثة، وسوف ينتهي هذا الأمر إن شاء الله تعالى.

هذا هو الذي أنصح به، لكن قطعًا يجب أن لا يتناول أي دواء إلا تحت إشراف الطبيب النفسي، وهذا الطفل أعتقد أنه سوف يستفيد كثيرًا أيضًا من تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، وتمارين قبض وفك العضلات، لأن استرخاء النفس دائمًا يزيل الظواهر الوسواسية والقلقية والهيسترية التي في الأصل مكونها الرئيس هو القلق.

دعونا أيضًا نهتم بهذا الابن، نشعره بأنه إنسان جيد ومتميز، ونعطيه بعض المهام، ونجعله يشارك في الأنشطة الأسرية، وتتاح له فرصة أن يلعب مع زملائه من الشباب الصالحين، نساعده في تنظيم وقته، الحرص على الدراسة، أن نقول له مثلاً: (أنا أراك أنك سوف تكون مهندسًا معماريًا ممتازًا، أو أنك سوف تكون داعية عظيمًا، أو أنك سوف تكون طبيبًا متفوقًا).

كذلك من المهم مراقبة الأوقات التي يكون فيها وحده وتحصل له فيها هذه الحالة، فنجنبه هذه الأوقات بالقيام بأنشطة معينة، أو المساعدة في أمور البيت، حتى لا يجد وقتا لهذه التهيؤات، هذا أيضًا نوع من الإسقاط الإيحائي الذي يؤثر بصورة إيجابية جدًّا على عقول الشباب واليافعين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية رعدالشعيبي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نسال من الله تعالئ ان يجزي كل من قام على هذا الموقع خير الجزا ويكتب لهم الاجر انشا الله

  • السعودية خالد

    اعتقد انه يتبغي زيارة طبيب المخ والأعصاب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً