الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نقص الكالسيوم وما سببه لي من أعراضٍ نفسية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أحب أن أشكركم على مجهوداتكم, جزاكم الله كل خير، وجعله في ميزان حسناتكم بإذن الله.

أنا شابٌ أبلغ من العمر 20 عاماً، بدأت مشاكلي منذ عامٍ مع نقص الكالسيوم بالدم؛ حيث حدث لي تنميلٌ مفاجئ بالجسم كله، ولم أكن أعلم حينها أنه نقص كالسيوم.

ذهبت لأقرب مستشفى، وعملت رسم قلب، وتحاليل أخرى, بعد ذلك كان جسمي به تنميلٌ شديد، وزاد التنميلُ جداً جداً، بعدها حدث لي تشنجٌ في اليدين والفم, فأعطوني حقنة باليد، واختفى التشنج بعد دقائق.

ذهبتُ لدكتورٍ نفسي، وشخص الأعراض على أنها حالة رعب أو فزع، وأعطاني دواء سيروكسات، وريستولام، فلم أتحسن على العلاج، فذهبت لدكتورٍ نفسي آخر، وطلب تحليل كالسيوم، والنسبة كانت قليلة 4.7 تقريباً، وأخذت -الفا وان -وتعالجت.

بعد ذلك حدث لي شيءٌ غريبٌ، وهو صعوبةٌ في البلع، استمرت معي تقريباً ثلاثة أشهر، واختفت، ولا أعلم السبب, لكنها زادت من حالة الرعب لدي، وكل المشاكل النفسية بدأت منذ لحظة التشنج، وأصبحت أخاف جداً من أن يحدث التشنج مرةً أخرى، واستمررت بتحريك يدي خوفاً من حدوث ذلك مرةً أخرى، وإلى الآن وأنا أحرك يدي وقدمي ورأسي، وكل منطقة بجسمي بصفةٍ مستمرة؛ خوفاً من حدوث التشنج مرةً أخرى، ولأطمئن نفسي أن كل شيء بخير، مع أن كثرة التحريك هذه تُصيبني بآلامٍ ومشاكل كثيرة بجسدي، ولكن لا أستطيع التوقف.

أصبحت المسألة أسوأ من الوسواس القهرى، لكني أُشغل نفسي لفترةٍ قصيرة حتى أنسى، ولكني أعود!

لا أستطيع الجلوس ثابتاً, ولم أعد كالماضى أبداً, فما العمل؟ ساعدوني.
شكــراً، وبانتظار الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حالة التشنج التي حدثت لك، وما صاحبها من أعراضٍ وتنميلٍ شديدٍ في الجسم، هي بالفعل ناتجة من نقص الكالسيوم، وهذه الحالة الطبية تُعرف باسم (TETANY)، وهي وإن كانت ليست خطيرة، لكن قطعًا مفزعة، وبعد أن حدث لك هذا العرض العضوي أصبحت تأتيك بعض الهواجس النفسية التي نتجت من هذه التجربة، ويعرف تمامًا أن كثيرًا من الحالات العضوية قد تنشأ منها حالات نفسية، والعكس صحيح، بمعنى أن النفس تؤثر على الجسد، والجسد يؤثر على النفس.

أنت الآن لديك بعض الهواجس، ولديك بعضُ القلق ذي الطابع الوسواسي، والإنسان عندما ينشغل حول صحته هذا لا بأس به، لكن أيضًا يجب أن يكون عندك درجة من القناعة الذاتية أنك بخير، وإن شاء الله سوف تظل على خير.

أنا حقيقة أنصحك بأن تراجع طبيب الغدد؛ للتأكد من سبب نقص الكالسيوم لديك، ولابد أن يتم فحص الغدة الـ(جار الدرقية) فهي مسؤولةٌ عن تنظيم الكالسيوم في جسم الإنسان، وإن كانت هناك أي أسباب لهذا النقص فسوف يستدركها الأطباء -إن شاء الله تعالى- ويقومون بعلاج الحالة، وهذا قطعًا سوف يزيل عنك المخاوف المرضية، واختفاء التشنجات والتنميل، وهذا من وجهة نظري سوف يعود عليك بفائدةٍ كبيرة.

هذه هي الخطوة الأولى والمهمة، والخطوة الثانية هي: يجب أن تحاول أن تمارس نوعًا من التمارين الرياضية التي تُناسب حالتك؛ فالرياضة باستمرارٍ مطلوبةٌ في هذه الحالات، وأنصحك أيضًا بأن تطبق تمارين الاسترخاء؛ فهي ذات فائدة عظيمة وكبيرة، وموقعنا وضع استشارةً يوضح فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، وهي برقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وتحاول أن تستفيد من التطبيقات الموجودة بها.

ونصيحتي لك مهما كانت الأعراض ونوعيتها: يجب أن لا تعطل حياتك أبدًا، ويجب أن تعيش حياةً مفعمةً بالأنشطة، وبالأمل، وبالرجاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق عمار ابراهيم

    السلام عليكم يا اخي ادعيلك الله يشافيك ويلعدعنك الوسواس لانةاساس المرض وكل بلاء الله يعوذنة منةوحاول تطمئن كلبك بالذكرالكريمتلكة فيه اطمئنانك ومشافات نفسيتك انشاءالرحمن وختامالك مني السلام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً