الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتكلم مع نفسي وأسرح كثيراً مما سبب لي حرجاً اجتماعياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلة منذ فترة البلوغ وما زالت مستمرة، أتكلم مع نفسي كثيراً عندما أكون بمفردي، وفي وجود الآخرين قد أسرح قليلاً وأحرك يدي، وتتغير تعابير وجهي، وأنسج قصة من خيالي ليس لها علاقة بالواقع، وأتفاعل معها بالحديث مع نفسي كأنها حقيقة، وبمجرد أن أشعر بوجود أحد حولي، أتوقف عن هذا الأمر، وأشعر بالخجل من نفسي، حاولت كثيراً أن أتوقف عن هذا الأمر، إلا أنه خرج عن سيطرتي، وبدأت أشعر بأني أستحق لقب مجنونة، مع العلم أني فتاة تتمتع بالذكاء وسرعة البديهة، وأنهيت دراسة بكالوريوس رياضيات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maysoon حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا في موقع الشبكة الإسلامية.

كيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال وحديث النفس؟ فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد كما يقولون، ولكن وككل شيء آخر، ما زاد عن حدة انقلب إلى ضده، فكيف نستعمل هذا الخيال وحديث النفس هذا، وبالحد المعقول فلا يزيد عما هو "طبيعي"؟ وأن نستعمله أيضاً بالشكل "الطبيعي"؟

وهناك من الناس من هو صاحب خيال خصب أكثر من الآخرين، وقد يجد الواحد من هؤلاء نفسه يتحدث مع نفسه وهو يفكر في أمر من الأمور، وكما يقال يفكر بصوت مرتفع، فنجده يتحدث وكأن هناك شخص معه، وليس هذا بالأمر غير الطبيعي، وإن كان ربما غير مألوف عند الكثيرين، وهذا يختلف عن الذي يتحدث مع نفسه بشكل مرضي، حيث يمكن أن يسمع جواباً أو صوتاً من مكان خارج نفسه، ونسمي عادة هذه الحالة بالهلوسات السمعية، إن كان يسمع صوتا لشخص غير موجود معه، أو هلوسات بصرية إن رأى شيئاً لا وجود له أمامه، وهذا قطعاً مرضي، ويحتاج لعلاج في معظم الحالات، لكن ما ورد في سؤالك يبدو مختلف عن هذا الشيء المرضي، وهو أقرب للتفكير بصوت مرتفع.

لا أنصح بأن تضعي لنفسك هدفاً هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، وعن التفكير بصوت مسموع، فالأمر ربما يصعب أولاً، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت، لأنك اعتدت عليه، مما قد يؤثر سلبياً عليك وعلى نفسيتك، من الواضح أنك قد انتبهت لمحاذير هذا السلوك، ولذلك كتبت لنا، وقد بدأت من نفسك تحاولين الخروج أو التخفيف من هذا السلوك، وهذه بداية حسنة، وهو بفضل جهودك الخاصة، فاستمري عليه.

طبعاً وكما هو واضح من سؤالك، أن الأمر قد أصبح مصدر حرج اجتماعيّ لك، وربما يدفعك هذا للاستمرار في تغيير هذا السلوك، ولاشك أنه سلوك مكتسب مُتعلم، وهذا يعني أنك تستطيعين تغيير هذا السلوك، وتتعلمين بدلاً عنه سلوكاً أكثر قبولاً اجتماعي، نعم ليس سهلاً، إلا أنه ممكن.

حفظك الله ورعاك ووفقك لكل خير، ومبروك شهادة الرياضيات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً