الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت ابنة عمي وكنا ننام في نفس الغرفة دون فعل شيء، فهل ذلك خطأ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهنئكم على هذا الموقع الرائع, وبعد.

أنا شاب عمري 22 سنة، وقد خطبت فتاة، والفتاة قد توفيت بحادث مروري -رحمها الله-.

وسؤالي هو: أننا كنا نعيش بنفس الشقة وذلك بموافقة من والدها (عمي)، والفتاة (ابنة عمي)، فهل الذي كنا نعمله حرام أو لا؟ مع العلم أننا لم نكن نفعل أي شيء، بل وكان سريري يبتعد عن سريرها 4أمتار، فما رأيك -يا شيخ- هل هذا حرام أو لا؟ وفي حالة إن كان العمل حراما ما هي كفارته؟

أفيدوني أفادكم الله إخواني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك رفيع أدبك لتهنئتنا، ونسأل الله تعالى أن نكون عند حسن ظنك، وأن يُجري الخير على أيدينا ويدك.

ما فعلته -أيها الولد الحبيب- مع هذه الفتاة من الاختلاء بها أمر محرم كما دلت على ذلك نصوص الشريعة وإجماع العلماء، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وغيره: (لا يخلونّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) وخلوة الرجل بالمرأة الأجنبية محرم بإجماع العلماء كما قاله غير واحد من أهل العلم، ومن ثم تعلم أن هذا الفعل الذي وقعت فيه خطأ والواجب التوبة منه، وإذا تبت أيها الحبيب فإن الله عز وجل يمحو ذنبك بتوبتك، فإن التوبة تجُبُّ وتمحو ما قبلها كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

والتوبة تتحقق بأمور ثلاثة:
الأول: أن تندم على فعل المعصية.
والثاني: أن تُقلع عنها في الحال.
والثالث: أن تعزم على عدم الرجوع إليها في المستقبل.

فإذا فعلت هذا فإن الله عز وجل سيتقبل توبتك بفضله وكرمه، وقد قال عن نفسه سبحانه وتعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}.

ولا كفّارة لهذا الذنب غير التوبة، لكن يستحب للإنسان أن يُكثر من الأعمال الصالحة بعد ذنوبه، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، كما أخبر الله تعالى في كتابه الكريم.

وهذه الفتاة نسأل الله تعالى أن يتغمدها برحمته وأن يعاملها بعفوه وإحسانه، ولو دعوت لها وأمرت أو طلبت والدها أن يدعوَ لها فإن ذلك شيء حسن، فإن الدعاء ينفع الميت بإجماع العلماء.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً