الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اضطرابات في الدورة في وقت نزولها وفي كميتها، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة أبلغ من العمر 14سنة، أتتني الدورة في بداية رمضان واستمرت 9 أيام، ثم أتتني في 24 رمضان بعد السحور نقاط قليلة جدا من الدم، ولكن لونها أحمر، وفي اليوم التالي قبل الإفطار تقريبا بساعه أتتني دماء كثيرة نوعا ما لونها أحمر، وبعد السحور في اليوم التالي أتتني كدرة كبيرة جدا، وكثير من الدماء ذات لون أحمر غليظ، ومن بعدها أصبحت تأتيني هذه الدماء يوميا إلى الآن، هل هذه دورة أم لا؟! وهل أصوم وأصلي أم لا؟!

مع العلم أن لدي اضطرابات بعض الأحيان في الدورة، وأنا بدينة إذ إن وزني 75، أمارس الرياضة يوميا حتى أنحف ولو قليلا، وفي الأصل كان وزني 80، هل هي بسبب الرياضة؟!

ساعدوني جزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حفظك الله ورعاك -يا ابنتي- الدورة الشهرية بعد دورة البلوغ تكون دورة بدون تبويض، والذي يتحكم فيها هرمون واحد هو: هرمون الإستروجين؛ وبالتالي تأتي الدورة كيفما شاءت في السنوات الثلاث الأولى بعد البلوغ، مثلا: من عمر ال 13 وحتى عمر ال 16، فلا تنزعجي من عدم انتظام الدورة في هذه الفترة.

والدورة بعد مرور فترة السنوات الثلاث الأولى: تكون دورة فيها تبويض، ويتحكم فيها نوعان من الهرمونات، تفرز من جراب البويضة بعد خروجها، وهما: هرمون الإستروجين الذي يزيد في النصف الأول من الدورة، وهرمون البروجيستيرون الذي يزيد في النصف الثاني من الدورة، وهو المسؤول عن تراكم وزيادة أنسجة بطانة الرحم، وعند موت البويضة وجرابها تقل كمية هذه الهرمونات، وتبدأ بطانة الرحم في التساقط ويتكرر ذلك شهريا.

والمشكلة لديك فقط: في زيادة الوزن والسمنة، فهي تؤثر تأثيرا مباشرا في: انتظام الدورة الشهرية، وفي مستوى هرمون الإنسولين، وهرمون الذكورة، وهرمون الحليب، وهذه الاضطرابات في مستوى هذه الهرمونات تؤدي إلى خلل في الدورة، وإلى زيادة نمو الشعر والحبوب في الجسم، وزيادة الوزن أكثر فأكثر.

ولذلك يجب الحرص تماما على إنقاص الوزن في الفترة القادمة حتى تصلي إلى الوزن القياسي، وليكن لك برنامج شهري حتى لو 2 كجم في الشهر، فهذا يكفي جدا مع البعد عن الحلويات والشوكولاتة، والمحاشي والدهون والمقليات، والإكثار من الخضروات الطازجة والمسلوقة، والأعشاب الخضراء، والدجاج والسمك المشوي، مع الاستمرار في ممارسة الرياضة.

وبخصوص الأحكام الشرعية المترتبة فسيتم عرض الاستشارة على المستشار الشرعي لبيان حكم الصوم والصلاة في مثل هذه الحالات.

وفقك الله لما فيه الخير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم مستشارة طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

ما دامت الفترة التي تفصل بين الدمين ثلاثة عشر يومًا وأكثر فإن الدم الثاني يعتبر حيضًا إذا استمر يومًا وليلة ولو متقطعًا، فاحسبي زمن الدماء –أي زمن نزول الدم وزمن بقاء أثره في الفرج، إذ السيلان ليس شرطًا لجميع الوقت– فانقطاع سيلان الدم مع وجود أثر في الفرج بحيث لو أدخلت المرأة قطنة أو نحوها خرجت ملوثة بالدم؛ فإن هذا الدم يُحسب في الزمن كأنه موجودا يسيل.

وبهذا تعلمين حكم الدماء الأخيرة هذه، هل هي حيض أو لا، فإنه إذا بلغ مجموعها أربعة وعشرين ساعة به يتبين أنه حيض جديد غير الحيض الأول.

أما الكدرة التي وصفتها: فإن كنت تقصدين بها اللون الأسود فإن اللون الأسود من ألوان دم الحيض، فهو دم كالأحمر، أما إن كنت تقصدين سائلاً بُنيًّا كلون الماء حين يُخلط به التراب: هذه الكدرة إذا كانت في زمن العادة فهي حيض أيضًا تعاملينها معاملة الدم الأحمر، أو كانت متصلة بالدم –أي لم يفصل بينها وبين الدم طُهر تام، جفاف تام– أو رؤية القصة البيضاء؛ فإذا كانت هذه الكدرة متصلة بالدم فإنها تأخذ حكم الدم الأحمر، وبهذا يتبين لك كيف تحكمين على هذه الدماء، فإذا كان مجموعها يومًا وليلة فقد تبين أنه حيض، فإذا انقطع فعليك الاغتسال منه، وإذا كنت قد صمت في زمنه فإن الصوم فاسد لا يصح، وعليك قضاء تلك الأيام، وأما الصلوات فإنها لا تُقضى كما هو معلوم.

نسأل الله تعالى أن يفقهك في دينه، وأن ييسر لك أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً