الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل القلق النفسي يسبب تسارعا في ضربات القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

منذ سنة تقريبا وأنا أعاني من تسارع ضربات وألم في القلب, وبعدها ذهبت إلى طبيب القلب, عملت رسما للقلب, والحمد لله وجدته سليما, وقال لي سبب هذا التسارع ناتج من القلق والإرهاق النفسي, ووصف لي دواء فيتامين, تناولته لمدة شهر ولم يحدث أي تحسن.

انقطعت عن ممارسة كرة القدم رغم حبي لها, وأيضا عن ممارسة كمال الأجسام, وصعود الدرج, أشعر أن قلبي سيتوقف بسبب الإجهاد البسيط, علما أن الإجهاد لا يتعدى خمس دقائق.

حدث لي شيء غريب في أول يوم من شهر رمضان المبارك من هذا العام, ضربات قلب قوية, وجفاف في الفم, علما أني لم أفعل أي مجهود ذلك اليوم, مع العلم أنني لم أكن هكذا قبل سنتين, ولم أكن مريضا بالقلق والخوف النفسي.

أرجو الإجابة في أقرب وقت ممكن, وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تسارع ضربات القلب في بعض الأحيان عدم انتظامها هي شكوى عامة نشاهدها في عيادات القلب، في عيادات الأمراض الباطنية، أمراض الغدد، وكذلك في الطب النفسي، والقلق النفسي من أكبر المسببات لتسارع ضربات القلب، وأنت الحمد لله تعالى قمت بالإجراءات الطبية السليمة، وهي إجراء الفحوصات العضوية والتي نعتقد أنها كلها على ما يُرام.

إذًا الذي تبقى الآن هو أننا أصبحنا على درجة عالية جدًّا من اليقين أن هذه الضربات منشؤها القلق النفسي، وما أسميته بألم في القلب هو تقلصات في عضلات الصدر، وليس ألمًا في القلب في حد ذاته، القلق النفسي يؤدي إلى هذه التوترات والتقلصات العضلية مما يعطي الشعور بالألم والوخز، والإنسان في مثل هذه الحالة تأتيه مخاوف أنه ربما أصيب بمرض في القلب، وهذا ليس حقيقة.

طريقة العلاج إن شاء الله سهلة جدًّا.

أولاً: تفهم أن حالتك هي قلق نفسي.

ثانيًا: مارس الرياضة بانتظام.

ثالثًا: طبق تمارين الاسترخاء، ويمكنك أن ترجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015).

رابعا: تناول أحد الأدوية المضادة للقلق سيكون من الجيد لك جدًّا، وعقار (سلبرايد) الذي يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) هو من الأدوية الجيدة، والجرعة المطلوبة هي خمسون مليجرامًا (كبسولة واحدة) تناولها صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة في المساء يتم تناولها لمدة شهر آخر.

أما الدواء الذي أراه أيضًا مطلوبًا في حالتك، بل هو العلاج الأساسي، حيث إنه يزيل القلق والتوتر، وفي ذات الوقت يساعدك في المخاوف والخجل الاجتماعي, الدواء هو (سيرترالين/ زولفت/لسترال) والجرعة المطلوبة هي نصف حبة، يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أرجو أيضًا أن تتجنب تناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة، وكذلك تجنب الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، ونظم حياتك، وكن فعّالاً وإيجابيًا، وعليك بالدعاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر salim tati

    جزاك الله خيرا

  • المملكة المتحدة عبدالإله

    نبضات القلب السريعة سببها نقص حاد في فيتامين دال

  • الجزائر يوسف

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً