الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف من أشياء كثيرة وأهمها الخوف من مواجهة الناس والحديث معهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمى محمد، عمري 24.5 سنة، أشعر بخوف من أشياء كثيرة ومنها: إذا كان بجواري كلب، أو تم إطلاق نيران بجانبي، والأكثر من ذلك أنني لا أحب المواجهة؛ كنت إذا سألت سؤالا أحس برعشة وضربات قلب سريعة، واهتزاز في كل أنحاء جسمي، وضغط الأسنان بعضها على بعض.

عملت كشف باطنية وقال لي الدكتور: إن عندي أنيميا، فأخذت الدواء وتحسنت من الأنيميا في التحليل اللاحق، أما فيما أعانيه من الخوف لم أتحسن، وكشفت مرة أخرى باطنية وقال لي الدكتور: إن عندي قولونا عصبيا، ومعدة عصبية، وانتفاخا، وأعطاني (دوجماتيل فورت) لمدة شهر، توقفت عنه فأنا الآن أحس بالتوتر ولكنه بسيط، ولكنني إذا سمعت صوت الهاتف لا أريد أن أرد خوفا من عدم الرد بأسلوب لائق، ومن عدم معرفتي بالرد جيدا.

أيضا عندي صعوبة في البلع، وأسناني تضغط بعضها على بعض، وأحس بهواء في الحلق وجفاف، وهناك آلام في الكتفين والرقبة والعمود الفقري جهة القفص الصدري؛ أي أنه عند منطقة آخر القفص الصدري من الأمام، وما يقابلها في الخلف، وهناك صعوبة في التنفس، واختناقا في الزور (الحلق).

أريد أن أتقدم لبنت لطلبها للزواج، ولكني أخاف من المواجهات -كما أوضحت من قبل- فهل أذهب إلى طبيب أمراض الصدر؟ علما بأن دكتور الباطنية قال لي: إن ما يسبب صعوبة التنفس هو: الغازات والقولون العصبي، أرجو الرد من فضلك يا دكتور.

وسؤال آخر: هل (السبراليكس) مفيد لحالتي؟ وما الجرعة التي آخذها؟ مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل الذي بك هو قلق المخاوف، ولديك مخاوف ذات طابع اجتماعي، حيث إنك تحس بصعوبات نفسية وجسدية عند المواجهات.

موضوعك يجب أن تعتبره بسيطًا، خاصة أنك -وبفضل من الله تعالى- لديك تفكير إيجابي، ومن الواضح أن لديك مشاريع مستقبلية، تريد الزواج، تريد أن تتخلص من كل هذه الأعراض، وهذا في حد ذاته نعتبره أمرًا إيجابيًا، لكن عليك أن تكون على مستوى الجدية التي يتطلبها الإنجاز الإيجابي والفعلي لما تريد أن تصل إليه.

أيها الفاضل الكريم: لا أعتقد أنك في حاجة إلى أن تذهب إلى طبيب في الأمراض الصدرية، الذي تحتاج إليه بالفعل هو: أن تذهب إلى طبيب نفسي، ومصر عامرة جدًّا بالأطباء الممتازين.

كل الذي تحتاجه هو أن تتناول أحد مضادات المخاوف الأساسية، وعقار (مودابكس) -أو أي دواء آخر يختاره الطبيب- أعتقد أنه سيكون مناسبًا جدًّا لك.

الدوجماتيل: يفضل أن تستمر عليه بجرعة كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه؛ لأن الدوجماتيل أيضًا يعتبر داعمًا وممتازًا لعقار مثل الموادبكس الذي اقترحناه، وإن كان القرار النهائي يجب أن يكون عند طبيبك.

أيها الفاضل الكريم: كنصائح عامة يجب أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأفضل أنواع التواصل الجميلة والطيبة هي: الحرص على صلاة الجماعة، ممارسة الرياضة، زيارة المرضى والأرحام، الانخراط في أي عمل اجتماعي جماعي خيري أو دعوي أو ثقافي.

خذ بهذه الأربعة التي ذكرتها لك، وأنا على ثقة تامة أنه سوف يحدث تقدمًا إيجابيًا كبيرًا في حالتك.

من المهم ومن الضروري ومما أُثبت أنه مفيد بالفعل هو: أن تكثر من المواجهات الاجتماعية، لا تتجنبها أبدًا، في الصلاة في جماعة كن في الصف الأول، وفي المناسبات كن دائمًا بشوشًا تستقبل الناس وتبدأ بالتحية وتحيي من حيّاك بتحية أحسن منها، وهكذا، هذا نوع من البروز أو الفعالية الاجتماعية.

من الضروري أيضًا أن تُصحح مفاهيمك حول ما تتعرض له من تغيرات فسيولوجية عند المواجهة، تسارع ضربات القلب: ما هو إلا نوع من التحفيز للجسم ليواجه مصدر خوفه؛ لأن الإنسان إذا واجه مصدر خوف: إما أن يقاتل، وإما أن يهرب، وكلاهما يتطلب إفراز مادة الأدرينالين؛ إذًا هذه خاصية طبيعية جدًّا يستطيع الإنسان أن يتطبع إيجابيًا من خلال المواجهات، وسوف تختفي هذه الظاهرة أيها الفاضل الكريم.

حاجتك لممارسة الرياضة ماسة جدًّا، وكذلك تمارين الاسترخاء؛ لأن تمارين الاسترخاء هي الأصل، تُزيل الانقباضات العضلية، ومشكلة البلع التي لديك قطعًا هي: ناتجة من التوترات العضلية الثانوية للقلق النفسي، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطلع عليها وتسترشد بها من أجل التطبيق الصحيح لهذه التمارين.

موضوع صعوبة التنفس والغازات والقولون العصبي: هذه هي أمهات القلق النفسي، المكونات الرئيسية جدًّا للقلق النفسي، وإن اتبعت ما ذكرناه لك وطبقته بصورة صحيحة إن شاء الله تعالى سوف تجد أن كل الأعراض التي تعاني منها قد انتهت تمامًا، وأصبحت أكثر إيجابية في تفكيرك وإدارة حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مروان محمد

    ان اشكركم جزير الشكر علي كل هذه المعلومات القيمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً