الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج لتكيس المبايض غير جراحي ولا يؤلم المعدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خير الجزاء على الموقع الرائع والمفيد جداً، -وإن شاء الله- في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاماً، وغير متزوجة، عندي أكثر من مشكلة:

المشكلة الأولى:

في سنة 2011 شعرت بألم بالجانب الأيسر في البطن السفلي، وذهبت إلى الطبيبة، واتضح أنه كيس دهني طوله 3 سم، وأعطتني دواء منع الحمل لمدة 3 أشهر، ونزل مع العادة الشهرية –والحمد لله-، لكن بعد 3 أشهر أخرى شعرت بالألم نفسه، وذهبت لطبيبة أخرى، وشخصته بكيس دهني طوله 3.5 سم، وأعطتني الدواء نفسه لمدة 3 أشهر، ونزل مع العادة الشهرية كما حدث في المرة الأولى.

وبعد 6 أشهر تقريباً شعرت بالألم نفسه، وذهبت إلى طبيب هذه المرة، وقال: كيس دهني طوله 4.5 سم، ولم يعطني دواء، وإنما طلب مني فحوصات لا أذكر ما نوعها، لكن أذكر أنه فحص كامل والنتيجة سليمة، وأخبرني أنه إذا لم ينزل سأحتاج لعملية، لكن نزل مع العادة الشهرية كما حدث في كل المرات، لكن هذه المرة لم يذهب الألم، وتابع معي حالتي دون دواء حتى ذهب الألم –والحمد لله-، وحدث بعدها بمدة نزيف بعد العادة الشهرية، واستمرت 25 يوماً، وأعطاني دواء لوقف النزيف اسمه (Blara) بلارا، ولم أستطع إكماله بسبب ألم معدتي منه، فلم تتحمله بتاتاً فأوقفته، ووقف النزيف -بحمد الله-.

*ملاحظة:

كان في كل المرات التي جاء فيها الكيس، تنزل إفرازات بيضاء بكثرة، مرات لها رائحة غريبة تزعجني، ومرات ليس لها رائحة، وكان الطبيب يخبرني أن المشكلة أنني فتاة غير متزوجة، لذلك لا يوجد حل جذري لإزالة الكيس الدهني إلا بعملية، لكن سمعت أنه حتى لو أجريت عملية فسيعود، لا أعلم أصحيحة أم خاطئة المعلومة؟ والآن أشعر بألم في المكان نفسه، وأشعر أنه كيس دهني كما في كل المرات، وتنزل عليّ الإفرازات نفسها، ولا أريد الذهاب إلى الطبيب لأني أعرف ما سيقول، أرجوكم أريد حلاً، لقد تعبت والآن أتألم كثيراً، عندما يأتي هذا الكيس أشعر بألمه قبل العادة الشهرية بأسبوع أو أسبوعين.

وبالنسبة للإفرازات كتبت مشكلتي لكن ليست كاملة في أحد المنتديات، وكتبت لي طبيبة وصفة وهي:عسل وحبة البركة وثوم مخلوطين معاً، 3 مرات في اليوم، آكلها الصبح على الريق وقبل الأكل بنصف ساعة، وقبل النوم، لمدة أسبوعين، حيث أنها شخصت حالتي أنها التهابات، -والحمد لله والشكر له- أنني صرت في أحسن حال، لكن الآن عادت الإفرازات من جديد، وأظن أنه بسبب الكيس والله أعلم.

المشكلة الثانية:

بالنسبة لمعدتي، أشعر بانتفاخ وغازات بين الحين والآخر، الغازات تكون داخل المعدة، بتوضيح أكثر تكون الغازات لها صوت في المعدة، وصوتها مخجل صراحة، وفم المعدة يؤلمني كثيراً عندما آكل شيئاً، وعندما تكون المعدة فارغة لا أشعر بأي تعب، لكن عندما أركب المواصلات للذهاب إلى الجامعة، أشعر بالغثيان إذا كنت قد أكلت أي شيء، وأمسك نفسي بصعوبة، لذلك قررت عندما أخرج وأركب مواصلات، أن لا آكل أي شيء حتى لا أستفرغ، لكن هذا لم ينفع حيث أني أشعر بالغثيان أيضاً، لكن لا أستفرغ بسبب عدم وجود شيء في معدتي، مع أني كنت أركبها ولا يحدث شيء، لماذا تغيرت؟

للعلم معدتي تؤلمني منذ أكثر من سنتين، في هذا الشهر كنت دائماً أشرب علبة لبن بارد، فأشعر بأنه يبرد معدتي، لكن للأسف أنه يسكن الألم لمدة نصف ساعة تقريباً، ولم أحاول الذهاب إلى الطبيب لأني كما قلت في مشكلتي الأولى، أن أقراص الدواء عندما أتناولها تؤلم معدتي كثيراً، ولا أتحملها أبدا لدرجة البكاء، أشعر وكأن معدتي تتقطع من أقراص الدواء.

أرجوكم رجاء ساعدوني، اكتبوا لي أقراص دواء، فوربي أتعب كثيراً، لم أخبر أمي لأنها ستأخذني غصباً للطبيب، وأنا لا أريد، سامحوني لأني أطلت عليكم كثيراً، فقط لأساعدكم في تشخيص حالتي.

ربي ينور دروبكم، ويحفظكم ويرضى عنكم، ويرزقكم الشهادة في سبيله، ورؤية وجهه الكريم، آمين يا رب العالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الشيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى دائماً.

من خلال ما جاء في رسالتك، يتبين لي بأن الكيس الذي ظهر على المبيض عندك ليس كيساً بسيطاً أو وظيفاً، بمعنى أنه ليس ناجماً عن تضخم ونمو البويضات نفسها، بل هو كيس مرضي، نجم إما عن تجمع دموي في المبيض، أو عن ورم دهني، أو ورم من نوع آخر، لذلك فهو لن يختفي من تلقاء نفسه، ولن يستجيب لحبوب منع الحمل، بل تجب إزالته جراحياً، وإزالته تعتبر أمراً ضرورياً في مثل حالتك لسببين: الأول: الكيس يسبب لك أعراضاً واضحة منها الألم، وهذه علامة هامة، فالألم يعني بأن الكيس يكبر ويضغط على ما حوله، وقد يتعرض للتمزق في لحظة، أو قد يسبب التواء والتفافاً في المبيض، ويجب عدم الانتظار إلى أن تحدث مثل هذه المشاكل الخطرة للقيام باستئصاله، فتكون الحالة عندها إسعافية، بل يجب الاستفادة من كون الحالة مستقرة الآن، واستئصاله بشكل وقائي.

السبب الثاني: الاستئصال سيزودنا بعينة من نسيج الورم أو الكيس، وهنا يمكن عمل الفحص النسجي لهذه العينة، وتحديد طبيعة الكيس أو الورم بدقة، ومن خلال هذه المعلومات يمكن تقدير تطور أو احتمال انتكاس الحالة، أي عودتها ثانية، فبدون معرفة طبيعة الكيس النسيجية، لا يمكن لأحد معرفة احتمالية الانتكاس، أو عودة الكيس ثانية ، وبالطبع هذا الكلام يجب ألا يولد عندك الخوف، فإزالة الكيس يمكن أن تتم عبر المنظار، وليس بالضرورة أن يتم بعملية فتح للبطن، والمنظار عملية بسيطة جداً إن تمت بيد طبيبة ذات خبرة.

ولا علاقة بين وجود الكيس والإفرازات المهبلية التي كنت تلاحظينها، وما حدث من زيادة للإفرازات قد تكون بسبب وجود التهاب كان ينشط في تلك الفترة، وبما أنك تلاحظين رائحة سيئة لهذه الإفرازات، فالأفضل أن تجربي العلاج بالطريقة التالية:

1- تناولي حبوب تسمى كلينداميسين clindamycin عيار 300 ملغ، حبة صباحا وحبة مساء لمدة أسبوع.
2- بعد الأسبوع تناولي حبة واحدة فقط من دواء يسمى دفلوكان deflucan150 ملغ.

بالنسبة لألم المعدة، فمن الواضح بأن لديك مشكلة فيها، قد تكون التهاباً مزمناً، أو قرحة معدية، أو فتقاً حجابياً أو غير ذلك، ومن خلال الأعراض التي ذكرتيها، فاني أرى ضرورة أن يتم عمل تنظير للمعدة من قبل أخصائية أمراض هضمية، من أجل وضع التشخيص الصحيح، وبالتالي تطبيق العلاج الصحيح.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الشيماء موسى

    بارك الله في حسناتك دكتورتي الغالية وحفظك الله من كل شر ورعاكِ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً