الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مدى فاعلية الرقية الشرعية في علاج المس؟

السؤال

السلام وعليكم

شكراً على مساعدتي في رسالة سابقة، أنا نجحت في دراستي والحمد الله، وتخرجت من المدرسة، وكان توجيهكم في أن أذهب إلى الشيخ للرقية علي، وقد كلمت أخي أني مصابة بمس، ولكنه لا يصدق، ويقول هاتي دليلاً على أن عندك مساً؟!

كيف آتي بدليل، وأنا ليس عندي شيء يثبت على مس الجن لي؟! هل أستمر في علاج نفسي بالرقية، دون الذهاب إلى شيخ؟ لأن معاملة أهلي هكذا لي، فهل لديكم حل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رابعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك إلى كل خير، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يزيدك توفيقًا وسدادًا وقبولاً، كما نسأله تبارك وتعالى أن يُذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإنا نحمد الله تبارك وتعالى أن وفقك وانتهيت من دراستك على خير، كما نسأله تبارك وتعالى أيضًا أن يوفقك في بقية أمور حياتك، فيما يتعلق بقضية المس فمما لا شك فيه أنه يصعب على الإنسان أن يُثبت أنه ممسوس؛ لأنه لا بد من رؤية الحالة عند القراءة، فكلام أخيك فيه نوع من التعجيز وعدم الاقتناع بكلامك.

لذلك من الممكن أن تقولي له: (لو أردت أن تتأكد بنفسك فأنت ستذهب معي، تعال معي واجلس معي عند الشيخ، وهو يقرأ عليَّ وسوف تتأكد هل أنا ممسوسة أم لستُ كذلك) لأن إثبات حالات المس أو غيرها لا تكون غالبًا إلا عند القراءة أو الرقية الشرعية؛ لأنه ليست كل حالات المس أو العين أو الحسد أو السحر لها مظاهر وأعراض خارجية، بعضها نعم له ذلك، وبعضها ليس له ذلك، ولا يحس به إلا صاحبه، خاصة إذا كان الأمر يزداد ويشتد في حالات الخلوة والبُعد عن الناس.

عمومًا إذا وافق أخوك على ذلك أو لم يوافق، فأنا أقول: عليك أن تواصلي رقية نفسك بنفسك، لأن هذا ومما لا شك فيه قد لعب دورًا كبيرًا في استقرار حالتك إلى الآن، وأثر تأثيرًا واضحًا في عدم مضاعفة أعراض وآثار المس؛ لأن أي قراءة يقرأها الإنسان فإن الله تبارك وتعالى ينفعه بها، ولكن قد تكون الطريقة التي تستعملينها ليست دقيقة، فأنا أتمنى أن تدخلي إلى موقع البحث (جوجل) وأن تعيدي النظر أيضًا في طريقة إجراء الرقية وعملها، والآيات (أيضًا) التي تستعملينها، وكذلك الأحاديث، لعلك (مثلاً) تقرئين مرة واحدة والأمر قد يحتاج إلى قراءة تكرار الآيات، أربع مرات، خمس مرات، ولذلك أتمنى أن تراجعي، ثم بعد ذلك تنظري في كيفية تعديل هذه الطريقة التي أنت عليها، لاحتمال أنك لو تحسنت طريقتك أن تكوني أحسن - بإذن الله تعالى -.

حاولي - بارك الله فيك – تكرار الآيات أكثر من مرة، أو القراءة في وقت من هذه الأوقات، أو ممكن أن تقرئي على نفسك وعلى الماء، وتستعملي الماء للشرب وللاغتسال، أو تقرئين على زيت الزيتون أو حبة البركة، وكذلك أيضًا تستعملين ذلك في دهن جسدك كاملاً، لعل ذلك أن يكون هو المطلوب، كذلك من الممكن أن تستعملي آيات أخرى أو أحاديث نبوية.

أنصحك - بارك الله فيك – بضرورة المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة، كذلك المحافظة على أذكار الصباح وأذكار المساء، فهي في غاية الأهمية، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحاً ومثلها ليلاً، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحاً ومثلها ليلاً، وكذلك أيضًا التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساء.

كذلك أيضًا أنصحك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يشفيك، وأن يعافيك، وأن يصرف عنك هذا المس، كذلك أيضًا الإكثار من الاستعاذة، وأن تجتهدي في أن تكوني على طهارة معظم الوقت، ولا تنامي إلا على وضوء مع قراءة أذكار النوم، كذلك الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – بنية الشفاء، هذه كلها عوامل - بإذن الله تعالى – من الممكن أن تفيدك.

هناك أيضًا مسألة أحب أن أضيفها وهي: لو كتبت في موقع البحث جوجل (رقية الشيخ محمد جبريل) فسوف تخرج تسجيلات صوتية لرقية الشيخ محمد جبريل القارئ المصري، وهي مفيدة جدًّا، من الممكن أن تستمعي إليها في الأوقات التي تكون مناسبة عندك، وأنا واثق من أن الله تبارك وتعالى سوف يمُنَّ عليك بالشفاء من عنده، ولعلك بذلك لا تكونين في حاجة إلى مراجعة راقٍ أو غيره، وأسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب محمد

    بارك الله فيك.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً