الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنشئ بيتا قائما على تعاليم الدين الإسلامي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب مقبل على الزواج، وزواجي - إن شاء الله - بعد شهر رمضان، وكنت أريد أن أقيم هذا البيت على الصفات الإسلامية، فكيف أتعامل مع الزوجة؟ وما هي الكتب التي تنصحونني بقراءتها؟ أو الدروس والخطب التي تنصحونني بالاستماع إليها؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص الذي دفعك للسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يجمع بينك وبين أهلك على خير، وأن يعينكم على تأسيس بيت يُطاع فيه ربنا فلا يُعصى، ويُذكر فيه ربنا فلا يُنسى، ويُشكر فيه ربنا فلا يُكفر سبحانه وتعالى.

وأرجو أن تعلم أن تأسيس البيت الصالح أمنية كبيرة، وأن صلاح الولد أمنية غالية لعباد الله المرسلين، قال الله على لسان خليله إبراهيم: { رب هب لي من الصالحين }، وعلى لسان عبده ونبيه زكريا – عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه -: { رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء }، وتردد هتاف الأخيار في كتاب ربنا فقال العظيم: { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا }.

ولا شك أن الأب والأم لهم دور كبير في صيانة الفطرة، فما من مولود إلا ويولد على الفطرة، ومَا الذي يحصل بعد ذلك؟ ( فأبواه يهودانه أو يُنصّرانه أو يُمجّسانه ) لم يقل: " أو يدخلانه الإسلام " لأن الإسلام هو الفطرة، ولذلك نتمنى أن تكون هذه الأسس واضحة منذ البداية، وأن تعقدوا نية صالحة، وأن يكون لكم أهداف، ومنها:

- أن يكون هذا اللقاء على كتاب الله وعلى سنة النبي - عليه صلاة الله وسلامه – وأن تقيموا شريعة الله في البيت، فتشفق على الزوجة، وهي تقدرك وتحترمك، لأن البيئة المستقرة هي التي تُخرج الأولاد الناجحين، والبنات الفالحات المفلحات، ولذلك نتمنى أن تنتبهوا لهذه المسألة.

- ثم لا بد كذلك من أن تكونوا قدوة صالحة للأبناء والبنات، فإن الأبناء والبنات يتأثرون بصلاح آبائهم والأمهات.

- كذلك عليكم أيضًا أن تعمروا البيت بالذكر، والتلاوة، والإنابة، والسجود، والركوع، فالطفل الذي يفتح عينيه؛ فيجد أبا راكعا لله، وأما تسجد لله، لا بد أن يسير في هذا الدرب - بإذن الله تبارك وتعالى -.

- ثم عليكم بعد ذلك بالقراءة التربوية، والتفهم للمراحل العمرية التي يمر بها الطفل، ولا شك أن المؤلفات في هذا الميدان كبيرة، لذلك ننصحك بقراءة كتاب:

- (مسؤولية الآباء في تنشئة أبنائهم)، وهذا الكتاب مهم جدا في المراحل الأولى.

- كذلك بقراءة كتاب ( سنن التربية الإسلامية ) للأستاذ/ محمد سعيد مرسي.

- ثم عليك بقراءة الكتب التي تتكلم عن هذه المسألة، خاصة المسألة التي فيها المقارنة بين الرجل والمرأة ( التفاهم بين الزوجين ) للأستاذ مأمون مبيض، ونحو ذلك من الكتب التي تبين لك طبيعة الشريك، وكيفية التعامل معه.

- ثم كذلك ننصحك بقراءة الكتب التي تتكلم عن هدي النبي - صلى الله عليه وسلم – في التعامل مع الأطفال، مثل كتاب: ( التربية النبوية ) لـ (سويد).

- كذلك أيضًا ننصحك أيضًا بسماع المحاضرات الخاصة للأستاذ (محمد إسماعيل المقدم)، وأيضًا هناك تسجيل في موقع إسلام ويب بعنوان ( قواعد السعادة الأسرية ) تناول ما يتعلق بالزوجين وبعض القواعد الأساسية في تربية الأبناء والأمهات.

عمومًا هذه الأشياء وافرة في هذا الجانب، والمؤلفات كثيرة - ولله الحمد -، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، ونتمنى أيضًا تركزوا على الجانب العملي، فإن التربية ليست مجرد قراءة، ولكن نحتاج بعد القراءة إلى تطبيق ما قرأناه، وسوف نكون سعداء إذا تواصلتم مع الموقع منذ المرحلة الأولى؛ حتى تأخذ توجيهات مفصلة مناسبة للمراحل التي تمر بها الأسرة.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق مجهول

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً