الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بالرهاب الاجتماعي وأريد تغيير الدواء، فانصحوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

- الجنسية مصري.
- أبلغ من العمر 29 عاما.
- الوزن 95 الطول 183.
- قليل الكلام والمزاح، أتعامل مع معظم الأمور بجدية، وأحيانا أعطيها أكبر من حجمها.
- مدخن.
- أتناول دواء لارتفاع ضغط الدم (كوتارج 12.5\80) منذ 14 شهر تقريبا.

لم أكن أعرف أني مصاب بالرهاب الاجتماعي إلا بعد نزولي للحياة العملية؛ وخصوصا أن مجال عملي يتطلب منى أن أعطي محاضرات تدريبية، مما يصيبني باحمرار في الوجه، وزيادة في ضربات القلب، وتغير في نبرة صوتي لاحظه بعض زملائي.

عندما ذكرت ما سبق للطبيب الذى يعالجني من الضغط المرتفع وصف لي دواء (كنكور 2.5 مجم) وبدأت حالتي في التحسن، ولكن بعد فترة سافرت للعمل في الخارج، وقابلت دكتور لآخر لأتابع معه حالتي، وشرحت له ما ذكرته بالأعلى فقال لي: لا داعى لاستخدام الكنكور، وبالفعل قمت تدريجيا بالتوقف عنه، ولكن حالتي تراجعت، كما سبق ونصحني بأن أتناول (زناكس) قبل المواقف التي تصيبني بالرهاب بساعة على الأقل؛ وخصوصا أنها تحدث لي فقط في مواقف معينة؛ ألا وهي: إلقاء المحاضرات التدريبية، ولكنى قرأت في موقعكم الهائل أن أفضل دواء لحالتي هو: (سيروكسات سى ار) وبالفعل قمت بشراء الدواء؛ ولكنى قلق بشأن استخدامه من تلقاء نفسى، ولذلك قمت بالكتابة لحضراتكم.

أرجو النصيحة، وشكرا جزيلا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على رسالتك الطيبة والواضحة، وأنا أبشرك أن درجة الرهاب التي لديك هي درجة بسيطة -إن شاء الله تعالى– والمطلوب منك بالفعل هو: ألا تلتقط هذه الأعراض، بمعنى: ألا تركز عليها، أن تتجاهلها، وألا تبحث عنها، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أريدك أن تغيّر مفاهيمك حول المخاوف، ما تحس به أنت تجربة داخلية شخصية لا يطلع عليها أي شخص آخر، أذكر لك هذه النقطة؛ لأن الكثير من الذين يعانون من الخوف الاجتماعي تجدهم دائمًا لديهم تصور أنهم سوف يخفقون أمام الآخرين، وأنهم سوف يكونون محط الاستهزاء والاستخفاف أو الاستصغار، ويأتينا من يقول: (إنني أتلعثم أمام الآخرين وأرتجف، ووجهي يحمر، وأنا أتعرق) هذه الأعراض إن حدثت تكون بسيطة جدًّا، وتكون داخلية فقط ولا يلاحظها الآخرون، فأرجو أن تركز على هذه النقطة.

النقطة الثالثة هي: أن نتعامل مع الناس باحترام، وليس هنالك أحد أفضل من أحد إلا بالتقوى بالطبع، الشعور بالدونية من جانبنا في بعض الأحيان يجعلنا نتحسس ونتخوف من الآخرين، لا، الإنسان هو الإنسان، المشتركات بين الناس معروفة، ينامون، يأكلون، يقضون حاجتهم، يمرضون، يموتون... فالتفكير على هذا المستوى سوف يبني عندك قاعدة من الثبات النفسي، والثبات النفسي مطلوب.

النقطة الرابعة: يجب أن تثق في مقدراتك، فأنت -الحمد لله تعالى– مؤهل، لديك فرصة عظيمة جدًّا للتواصل الاجتماعي، فلا تتوقف عنها، واصل محاضراتك، واصل أنشطتك، أحرص على الرياضة مع بعض أصدقائك، الصلاة يجب أن تكون دائمًا في الصف الأول... هذه كلها دوافع وبواعث إيجابية جدًّا.

النقطة الخامسة: تمارين الاسترخاء وُجد أنها ذات قيمة كبيرة جدًّا في علاج الرهاب الاجتماعي؛ لأن الرهاب الاجتماعي النواة القلقية فيه قوية وثابتة جدًّا، ولا يمكن تفكيكها إلا من خلال الاسترخاء.

لذا أرجو أن ترجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وسوف تجد فيها بعض النقاط التي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وعليك بالتطبيق بدقة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أن الـ (سيروكسات Seroxat) هو من أفضل الأدوية التي تعالج هذه الحالات، وابدأ في تناوله، توكل على الله، أنت -إن شاءَ الله تعالى- سوف تنتفع به كثيرًا، هو دواء سليم، ابدأ بـ (12,5 مليجرام) فقط، تناولها يوميًا لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خفضها إلى (12,5 مليجرام) يوميًا لمدة شهرين، ثم نفس الجرعة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بالنسبة لموضوع ارتفاع الضغط: كثيرًا من الذين يعانون من القلق ربما يأتيهم ارتفاعًا في ضغط الدم، البعض يسميه (الضغط العصبي) لكن هذا الموضوع لا نريد الناس أن تنساق وراء فكرة أن الضغط ناتج من التوتر، هذا الكلام أيضًا قد يكون فيه بعض المضار؛ لأن الكثير من الذين هم في الأصل لديهم قابلية لارتفاع ضغط الدم الطبيعي هم الذين يستجيبون للقلق استجابات سلبية، ثم يجعل الضغط يرتفع عندهم.

إذن مراقبة الضغط، والحرص على تناول الدواء الذي وصفه لك الطبيب، واتباع الإرشادات المعروفة من ممارسة للرياضة، تخفيف الوزن، تجنب الدهنيات... هذه كلها -إن شاء الله تعالى– تجعلك تعيش حياتك بصوة صحية جدًّا ولن تحدث لك من ارتفاع الضغط.

عقار (كنكور concor) لا شك أنه دواء ممتاز (نعم) ويخفض الضغط، وفي ذات الوقت لديه خاصية أنه يكبح الأعراض الفسيولوجية التي تصاحب قلق المخاوف والرهاب، وهذه هي الأعراض الفسيولوجية هي: سرعة ضربات القلب، زيادة تدفق الدم مما يؤدي إلى الاحمرار، وكذلك الرعشة التي قد تحدث، لكن الزيروكسات -إن شاء الله تعالى– يكون معوضًا ممتاز جدًّا، وسوف يغطي لك الجانب الدوائي تغطية كاملة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً