الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تساقط شعري ونفرت من أصدقائي والمدرسة وشخصت حالتي بأنها مس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:

أنا شاب في ال 20 من العمر من بلد المغرب.

قصتي: بدأت منذ 5 سنين، لقد أنعم الله علي بصحة جيدة وجمال الوجه، وأعوذ بالله أن أتكبر عليكم، وإني أحمد الله على نعمه، ولكن منذ 5 سنوات بدأت حياتي في التغير بعد أن كنت بشوش الوجه وجميل الهندام ولدي علاقات اجتماعية وأصدقاء كثر؛ تبدلت حياتي إلى الأسوأ حيث بدأ الأمر بفقداني لشعري بحيث سقط تقريبا بالكامل، وأصبحت أحب أن أبقى في المنزل لأوقات طويلة، والنوم الكثير ونفرت من أصدقائي، وكرهت المدرسة وعوارض كثيرة.

في الأول لم أعلم ما أصابني ولكن بعد ما بحثت في النت وقارنت ما يحدث لي وجدت أن بي عينا وحسدا ومس عاشقا.

فأرجو أن تنصحوني بشفاء لروحي ونفسي وجسمي، أرجوكم؛ إن حياتي تحولت إلى جحيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ el mehdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد في رسالتك –ابني الفاضل مهدي– فإنه ومما لا شك فيه أن هذه المظاهر والأعراض التي تتحدث عنها تدل على أن هناك شيئًا غير طبيعي قد حدث لك، خاصة وأنك كنت تتمتع بحيوية وصحة وجمال في الهندام وبشاشة في الوجه، وعلاقات اجتماعية متميزة وكثيرة، وفجأة تغيرت حالتك هذه إلى الحالة التي أشرت إليها وذكرتها في رسالتك، وهذا مما لا شك فيه يدعو الإنسان إلى أن يقف متأملاً باحثًا عن السبب.

ولا يلزم أن يكون السبب بسبب العين أو المس أو الحسد، فقد يكون بسبب هذه الأشياء، وقد يكون بغيرها، ولذلك الذي أنصحك به بداية أن تتوجه إلى أحد الرقاة الشرعيين ليقوم بعمل رقية شرعية لك لاكتشاف هذا الأمر، فقد يكون سببه أحد هذه الأشياء التي ذكرتها، وقد يكون سببه غير ذلك.

إن استطعت أن تقوم برقية نفسك فاصنع، وإذا لم تستطع فأتمنى أن تذهب إلى أحد الإخوة الرقاة الثقات المشهورين بسلامة العقيدة والمنهج الصحيح ليقوم برقيتك مرة أو أكثر حتى تتبين الحقيقة، واعلم أن الرقية ليست بأمر خاص، وإنما هي مجموعة آيات من كلام الله تعالى، وأحاديث من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم– تتم قراءتها بصورة مكررة أحيانًا أو مفردة أحيانًا، ويترتب عليها الشفاء –بإذن الله عز وجل– وهي في العموم إذا لم تنفع فهي قطعًا لن تضر.

ولذلك عليك بالرقية الشرعية أولاً، فإن تم شفاؤك وعافاك الله تبارك وتعالى من هذه الأمور فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا قدر الله أنك ذهبت إلى راقٍ أو أكثر من راقٍ؛ لأنه لا مانع ولا حرج أن تذهب إلى أكثر من واحد، لاحتمال أن هناك راقٍ لم يوفق في علاجك، ولكن الآخر قد يُيسر الله تعالى العلاج على يده، فإذا قدر الله أنك ذهبت لأكثر من راقٍ ولم تتحسن حالتك فإنك في هذه الحالة تذهب إلى الأطباء لاحتمال أن يكون هذا الأمر مرضًا نفسيًا أو شيئًا آخر من الأشياء العضوية، والنبي –صلى الله عليه وسلم– بيّن لنا بقوله: (تداووا عباد الله، فإن الله ما خلق داءً إلا خلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله) فعليك بالعلاج –بارك الله فيك– في أسرع وقت، وأبشر بفرج من الله قريب.

وأسألك أيضًا كذلك أن تجتهد في الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك الله، وأن تطلب من والديك الدعاء لك، وأن تطلب من الصالحين، وأن تُكثر من الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم– مع الإكثار من الاستغفار، وأبشر بفرج من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً