الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أساعد صديقتي مع مشاكل بيتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

صديقتي عندها مشاكل في البيت بين أهلها، فهل أقدر أن أساعدها بأن أدعو لها؟ وهل ينفع أن أنشئ لها حساباً بمواقع التواصل الاجتماعي صدقة عنها؟ لأني سمعت بقول (داووا مرضاكم بالصدقة)، وفي بعض الأحيان لما أفعل الخير أنوي أنه صدقة عنها، فهل هذا الفعل صحيحا؟ وكيف أقدر أن أساعدها؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امينه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك هذا الاهتمام لأمر الصديقة، ونسأل الله أن يصلح لنا ولها الأحوال، وأن يعيننا جميعًا على طاعة الكبير المتعال، ونتمنى أن تجد منك التشجيع والتوجيه والنصح والإرشاد، وعليها أن تصبر، وأرجو أن يعلم الجميع أنه لا يخلو بيت من مشاكل، وليس هذا هو الإشكال، ولكن المطلوب هو الكيفية التي نتعامل بها مع المشكلات، والنجاح يبدأ بوضع المشكلة في إطارها الزماني والمكاني، وإعطائها الحجم الذي تستحقه، فإن في هذا خيرا كثيرا، وبذلك يستطيع الناس أن يحصروا المشكلة وألا تأخذ أكبر من حجمها.

وعليك أن تشجعيها على حفظ العلاقات الأسرية، فينبغي أن تحترم من هو أكبر منها، وتُشفق على من هم أصغر منها، وتحرص على إرضاء والديها، وعلى الصبر عليهم، وعلى حسن الخدمة والبر لهم، هذه أمور هي تحتاج إلى أن تُنصح فيها، لأن بعض الأبناء إذا حصلت مشاكل فإنهم قد يخاصمون الوالد أو الوالدة، وهذا ما لا ترضاه شريعة الله تبارك وتعالى، فإن الوالد يظل والدًا، والوالدة كذلك، سواء أكانوا طيبين أو غير ذلك، مريرين أو قاسين، رحيمين أو شديدين علينا، فإنهم في كل الأحوال هم آباء وأمهات لهم حقهم، وحظهم من التكريم والاحترام، والتقدير والإحسان، والمكانة التي ينبغي أن تكون لائقة بهم.

ومن هنا ينبغي أن توصي هذه الأخت أولاً بمثل هذه النصائح، ثم بعد ذلك لا مانع من أن تُكثري لها من الدعاء والصدقة، وأن تتخذي كل الوسائل التي يمكن أن تكون خيرًا لها، فإن الصدقة والدعاء فيهما خير كثير، وتذكيرها بأن تُكثر من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلب الوالد وقلوب الإخوان وقلوب الناس جميعًا بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء.

كم أرجو أن تبيني لها، أن الإنسان ينبغي أن يتذكر أن هذه الحياة أصلاً لا تخلو من مشاكل، كما قال الشاعر:

جُبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوًا من الأكدار والأقذاء
ومكلف الأيام فوق طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار

وإذا عرفت هذه الحقائق، واجتهدت في تفادي ما يُصعد المشاكل ويُعقدها، فإنها بذلك -إن شاء الله تعالى– تصل إلى الحق والصواب، ويكتب الله لك الأجر والثواب لمجهوداتك وعونك لها على الخير، ونكرر شكرنا لك على هذه المشاعر النبيلة، نسأل الله أن يُكثر من أمثالك، وأن يُلهم أبناءنا والبنات السداد والرشاد، ونحن سعداء ببناتنا بمثل هذا النضج لقيامهنَّ بالواجب، وحرصهنَّ على الإصلاح بين الأسر، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا بنت ااجنوب

    مشكوره على مساعدتك لصديثتك

  • الجزائر مايا

    شكرا لكم على هده الجابة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً