الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي ثقب في القلب، هل يمكن علاجه؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيراً كثيراً على ما تقدمونه.

عمري 28 سنة، ومنذ عامين اكتشفت أني مصابة بارتفاع في ضغط الشريان الرئوي، وقد شخص في ذلك الوقت أنه أولي ودون أسباب، وكنت آخذ علاجات هي (السيلدنافيل والوارفرين) وقد تحسنت حالتي كثيراً، والحمد لله.

تقدم لي كذا شخص في تلك الفترة للزواج، ولكنني رفضت، لأنني عندما سألت الطبيب قال: إنني سأكون ممنوعة من الإنجاب لخطورته علي وعلى الجنين، فلم أرض أن أظلم أحداً معي، بالإضافة أنني لا أطيق فكرة أن لا يكون لدي أطفال، مررت بفترة صعبة جداً، ولكن بفضل الله استطعت أن أتجاوزها، وحمدت الله على ما قدره لي، ولكن منذ شهرين تقريباً وأثناء إجرائي فحوصات للاطمئنان تم اكتشاف ثقب بين الأذينين، وقيل إنه السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الشريان الرئوي، ولكن الحمد لله، قال الطبيب: إن حالتي مستقرة، وعضلة القلب سليمة، وإنه يمكن علاج الثقب بعملية قسطرة، وطمأنني أنه بعد العملية يمكن أن أمارس حياتي بشكل طبيعي، وأن أتزوج وأنجب.

هل بعد إجراء العملية يمكن أن يرجع القلب لحالته الطبيعية؟ وهل سيزول ارتفاع الضغط؟ وهل التأخر في إجرائها يمكن أن يؤثر سلباً على القلب، ويزيد من الضغط الرئوي؟ وهل يمكنني أن أمارس حياتي بشكل طبيعي بعد العملية؟

علماً أنني أرفض كل من يتقدم لي حتى لا أشعر بالذنب تجاهه، بالإضافة إلى أنني فقدت الرغبة في الارتباط تماماً، وأنا راضية جداً، والحمد لله على ما كتبه وقدره الله لي، وأعلم تماماً أن المؤمن مصاب.

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م. م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لابد وأن الفتحة بين الأذنيين كانت صغيرة وليست كبيرة، وطالما أن الطبيب قد طمأنك عن عودة الضغط في الشريان الرئوي بعد العملية، فهذا يعني أن الفتحة صغيرة أيضاً.

بالنسبة لسؤالك عن التأخر عن إجراء الإغلاق فهذا صحيح، فهناك حالات نادرة من ارتفاع الضغط الرئوي، والتي تكون فيها الفتحة كبيرة وتم إهمالها فترة طويلة، فإن ارتفاع الضغط في الشريان الرئوي قد يسبب تضرراً في الرئتين، وقد لا يتحسن ارتفاع الضغط الرئوي، وهذه الحالات تسمى: Eisenmenger syndrome إلا أنه كما قلت: طالما أن الطبيب قد طمأنك فهذا يعني أن الفتحة صغيرة، وبإذن الله ينزل الضغط بعد إجراء العملية إلى الوضع الذي يسمح لك بالحياة بشكل طبيعي، بالارتباط والزواج والإنجاب.

لذا لا تقنطي من فضل الله، فقد يسر لك أن تذهبي لهذا الطبيب، وأن تكون الأمور بهذا الشكل، وأنت -ولله الحمد- في سن الإنجاب، وأثناء العملية، فإن الطبيب قد يقوم بإجراء بعض الاختبارات لمعرفة مدى إمكانية عودة الضغط الرئوي للطبيعي.

نرجو من الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً