الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من التأتأة...وأنا في سن متأخر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في 15 من عمري، أعاني من التأتأة في بعض الحروف، كالألف والباء والميم والواو، التي تكون في بداية الكلمات، وما يثير غضبي أنه حتى ولو لم تكن الكلمة تبدأ بأحد الحروف التي أتأتئ فيها أضيف هذا الحرف إلى بداية الكلمة، مما يسبب لي الإحراج في كل مكان، لدرجة أنني كنت أخاف أن أرد على الهاتف حتى لا أحرج.

طلب أهلي من الأخصائية النفسية التي في مدرستي أن أجلس معها، وأن تدربني حتى أتحسن، وكانت التدريبات أن أقول آآه ، أووه ، إيي, وأمد فيهم حتى أتعلم أن آخذ نفسا طويلا، وكانت دائما ما تقول لي تكلمي بهدوء، ولكن هذا لم ينفعني.

ذهبت إلى دكتورة لأجل ذلك، وكنت أتحدث معها، وتنبهني أن أتكلم بهدوء، وأثناء تحدثي معها كنت أتكلم دون تأتأة، فكانت تراني لا يوجد بي شيء تقريبا، وتبشرني بالتحسن دائما، وفور عودتي إلى المنزل حيث أتكلم بحريتي؛ أبدأ بالتأتأة مرة أخرى، ومع كل من أشعر معهم بالراحة.

مع العلم أنني لم أكن كذلك منذ بداية تعلمي للكلام، فكانت أمي تقول لي أنني بدأت بالتأتأة بعد أن رأتني جارتنا، وأنا أتحدث قبل سن التحدث بطلاقة، وأروي لهم القصص، وكان لها ولدا في نفس عمري فقالت متحسرة: إن ابنتك تتكلم بحرية وطلاقة، وأنا ولدي لا يستطيع حتى أن ينطق كلمة أمي، وبعدها بأسبوع أصبحت أتكلكم بتأتأة، مع العلم أنني لا يوجد لدي أي مشكلات مع أهلي، ولا أغار من إخوتي، ولا أعاني من أي شيء عضوي.

ساعدوني حتى أتخلص من هذه المشكلة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك التواصل معنا، والكتابة إلينا.

لصعوبات النطق أو لفظ بعض الأحرف بالشكل الطبيعي عدة أسباب جسدية ونفسية، وأنا أفترض أنك متأكدة من عدم وجود مشكلة عضوية تفسر صعوبة التلفظ التي عندك ببعض الأحرف، وكما ذكرت مع أحرف الألف والباء والميم والواو التي في بداية الكلمات.

وللتعود على نطق الأحرف بالشكل السليم فعلينا أولا أن نكون قد تعلمنا نطق هذه الأحرف بالشكل المناسب، وهنا يأتي دور التدريب والاعتياد من خلال التكرار.

وقد يفيد محاولة التلفظ بهذه الأحرف بصوت مرتفع وأنت بمفردك في غرفتك، أو أمام البحر، وبحيث لا يسمعك أحد.

ومما يعين كذلك حفظ ما تستطيعين من القرآن الكريم، وتعلم أحكام التلاوة، فالتلاوة الصحيحة لكتاب الله يعني إخراج الأحرف من مخارجها الطبيعية والصحيحة، ويمكن أن تعينك هنا إحدى السيدات الفاضلات في مراكز تحفيظ القرآن للفتيات والسيدات والمنتشرة في البلاد العربية.

وكذلك يفيد حفظ الشعر، والأمثال القديمة وتكرارها قدر ما تستطيعين، فمثل هذه الأبيات والجمل والعبارات ستحسّن النطق أولا، وثانيا ستعينك على إخفاء صعوبات نطق بعض الحروف من خلال التلفظ بهذه الأبيات والأمثال اللغوية، لأنها ستعطيك جملا مفيدة تتكلمين بها في بعض المواقف الاجتماعية.

وفي الحالات الصعبة جدا يمكن أن ننصح بمراجعة أخصائية في علاج النطق مرة ثانية، حيث هناك بعض الطرق والمهارات في تعلم النطق السليم.

وقد تكون صعوبة النطق ببعض الحروف عندك مرتبطة ببعض الخجل الاجتماعي أمام الآخرين، وخاصة أنك في عمر المراهقة (15) حيث تمرّين في مرحلة النمو النفسي والاجتماعي الخاص بالمراهقة، وهناك في هذا الموقع الكثير من الأسئلة والأجوبة عن الخجل أو الرهاب الاجتماعي، فعليك بها.

وفقك الله، وأطلق لسانك بالشكل الذي تتمنين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن سلامه الزرقان

    جزاك الله خير

  • مصر ابنة الاسلام

    اشكرررررررررررررررررررررركم على هذا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً