الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع إمامة الناس بسبب الارتباك والتلعثم، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أواجه صعوبة في إمامة الناس، بحيث أني أرتبك ولا ينطلق لساني، وتزيد دقات قلبي، ويضيق صدري ونَفَسي.

أصبحت أتلعثم وأخطئ في الآيات، رغم أني أحفظها جيداً، حتى قصار السور كـ الشرح والنصر والإخلاص، أجد نفسي توهمني بأني سأخطئ فيها! وبالفعل يحدث ذلك مرات.

لكن حينما أصلي وحدي كقيام الليل، لا يحدث شيء من ذلك، مع العلم بأني في صلاة الليل أجهر في صلاتي.

أصبحت لا أأم المصلين رغم حبي لذلك، وأتنحى للآخرين، وأرفض بشدة إذا ما قدموني عليهم.

حصل ذلك حينما قرأت في إحدى المرات شيئاً من الآيات التي أحفظها، فقال لي أحد المأمومين بعد الصلاة (وهو صغير السن -14 سنة-) أنت تفعل ذلك رياءً! يقصد أني أقرأ آيات عذبة، وليست سوراً قصيرة -كما يريد هو لتنتهي الصلاة بسرعة- من أجل أن أري المأمومين أني أحفظ شيئاً من الآيات. مع العلم بأني لا أحفظ القران كاملاً.

أرشدوني جزاكم الله خيراً بخطوات أعيد الثقة لنفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك على اهتمامك بدينك وتطلعك لإمامة الناس، ومن كانت هذه رغبته ونيته فستتحقق إن شاء الله، والنية والقصد أمر جوهري في حياتنا كلها.

هذه العثرات التي تواجهها أعتقد أنها دعوة صريحة لك للإتقان والإجادة، وأن تتوسع في تعلم الدين، وهي فرصة عظيمة أرجو الاستفادة منها.

ما تعانيه من تخوف من الصلاة بالناس فيه شيء مما نسميه بالرهبة الاجتماعية، والرهبة الاجتماعية دائما تعطي الإنسان مشاعر سلبية حول أدائه أمام الآخرين، ويأتيه الشعور بأنه سيفقد السيطرة، وأنه مراقب من الآخرين، وأن ما يحس به أمر داخلي من خوف، وتسارع في ضربات القلب، أو شعور بعدم الاتزان هو ملاحظ ومكشوف لمن خلفه من الناس، هذا ليس صحيحاً، من لا يقلق ولا يأتيه شيء من الخوف المحفز في بداية الصلاة بالناس هذا غير موجود.

قد سألت الكثير من الأئمة ممن يصلون بالناس لسنوات طويلة فقالوا أنه يأتيهم شيء لا أقول شيء من الرهبة أو القلق، ولكن يأتيه شيء من الدفع التحفيزي، ويدركون أن ما يقومون به ليس أمراً روتيناً مكرراً.

هذه الفكرة أي فكرة التحفيز الإيجابي قد يفهمها البعض كنوع من القلق، أو قد تزداد لديه مما يسبب بعض الإشكالات لبعض الناس.

أيها الفاضل الكريم، أرجو أن تستوعب هذا الجانب المعرفي تماماً، وتحقر الخوف، وتعرف أنك مقتدر، وأن ما تعاني منه من تلعثم هو أمر ظاهري، ليس واضحاً للآخرين، وإن وجد منه شيء فليس بالحجم والكيفية التي تتخيلها.

حادثة الشاب الذي قام بتنبيهك، وقعت عليك هذه الحادثة بشيء من السلبية العنيفة، والتي أثرت على ذاتك، لكن يجب أن تتجاوزها، هذا الشاب يأتي للمسجد ويصلي، وحتى وإن تجرأ، وقال لك ما قاله، فيجب أن لا نعتبره كله سلبياً وسيئاً حتى وإن كان ما قاله ليس صحيحاً أبداَ، فأرجو أن تتجاوز هذا الذي تتذكره عن هذه الحادثة.

يجب أن تستمر بالصلاة بالناس ما دمت ترى أنك الأجدر والأحفظ والأعلم، وتهيأ لذلك نفسياً وسلوكياً، وحتى في صلاة الليل، تصور أنت تصلي بالناس، ونحن ننصح بعض من يعاني من ذلك بأن يصلي النوافل في البيت، ويقوم بتصوير نفسه بالفيديو أو الجوال، ثم يشاهد أداءه من خلال استرجاعه للصور، ومعظم الناس يجدون أداءهم كان حسناً، وهذا نسميه بالتعرض في الخيال، ولكنه تعرض في الحقيقة أصلاً، وهو نوع من التدريب الممتاز.

يمكنك أن تستعين ببعض أقاربك، وتصلي بهم وتقول لهم قصداً، أنا أريد أن أصلي بكم؛ لأني أريد أن أكون أماماً بارعاً، هذا أمر طيب، فادعو بعض أصحابك للتهجد وصل بهم.

لا بأس بتناول أحد الأدوية التي تزيل الخوف الاجتماعي، الدواء لا أراه مطلوبا 100% في حالتك، لكني على قناعة أنه سيعطيك جرعة تحفيزية قوية لتطبق ما ذكرته لك من إرشاد.

الدواء الأفضل والذي يعرف باسم لسترال ويسمى باسم سيرترلاين بجرعة نصف حبة فقط تناولها ليلاً لمدة 10 أيام، بعد ذلك حبة كاملة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن الدواء.

لا بأس من أن تدعم هذا الدواء بدواء آخر، والذي يعرف باسم اندرال، وجرعته 10 مليجرام فقط تناولها صباحاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن الدواء.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارة الآتية 260852.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر عبد الله

    بارك الله فيك وحفظك ورعاك


بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً