الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيقة في الصدر مصحوبا بالغثيان.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سعادة الدكتور/ محمد عبد العليم حفظه الله.

نشكركم جزيل الشكر على استشاراتكم، وعلى موقعكم المبارك جعل الله ذلك في موازين حسناتكم.

أقدم لكم استشارتي لعلي أحظى منكم بالتشخيص، وبـإجابة كافية ووافية.

أنا شاب أعزب لا أعاني من أية أمراض، وأمارس حياتي بشكل طبيعي، أصوم وأشهد صلاة الجماعة في المساجد، وأقرأ القرآن -ولله الحمد-.

في الفترة الأخيرة بدأت أعاني من أعراض تسبب لي الإزعاج وعدم الاستمتاع بيومي، تلك الأعراض تظهر في الأسبوع يوما واحدا، وتبدأ بضيق في الصدر (ليست بضيق نفس) والشعور بعدم الراحة، وغثيان مع كحة بدون بلغم، وتلك الأعراض تسبب لي الشعور والإحساس بدنو الأجل؛ علماً بأنها تزداد وقت التعب والإجهاد والسهر.

بعد زوال تلك الأعراض أشعر بأن قلبي يكون مقبوضا؛ وبسبب ذلك تتملكني المخاوف والتوتر، وفي حقيقة الأمر لا أجد مبرراً لها، كالخوف من السفر بالسيارة لأماكن بعيدة حتى لو كان لغرض التنزه، أو المبيت خارج المنزل لفترة طويلة، والخوف من الأمراض، والخوف من العمل لساعات طويلة، وتفكير سلبي لقادم الأيام والمستقبل.

وكل همي وتفكيري الآن متى ستزول تلك الحالة؟ وأعود لممارسة حياتي والاستمتاع بيومي!! لأني لا أريد إهمال تلك الحالة حتى لا تطول.

علماً بأني لا أعاني من أي مشاكل أو اضطراب في النوم، أو في شهيتي للطعام.

ما تشخيص سعادتكم لحالتي؟ هل بالإمكان شرحه لي للاطمئنان؟ وهل يوجد لحالتي علاج دوائي يعود عليّ بالنفع والشفاء -بعد الله-؟ وما هو العلاج السلوكي الأمثل؟

جزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنة وشكر الله سعيكم، ووفقكم لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة التي تظهر عليك وهي: الضيق في الصدر والشعور بعدم الراحة، والغثيان مع الكحة بدون بلغم، وينتج عن هذه الأعراض شعور وإحساس بدنو الأجل، وهذه الأعراض تزداد عند التعب والإجهاد والسهر.

السعال أو الحكة إذا كان ببلغم أو بدونه ليس عرضًا مألوفًا في القلق النفسي، القلق النفسي بالفعل قد يسبب ضيقًا في الصدر وشعور بعدم الارتياح، لكن السعال ليس عرضًا مألوفًا، وأعتقد أنه العرض الوحيد الذي نتوقف عنده قليلاً؛ لأن بقية الأعراض التي ذكرتها كلها تدل على أنك تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من قلق المخاوف.

والذي أراه أفضل في حالتك هو: أن تذهب إلى الطبيب –الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة أو طبيب عمومي ذو خبرة– ليقوم بفحصك، يفحص الصدر، ويفضل أن تُجرى أشعة للصدر، ومن الأفضل أن تقوم أيضًا بتخطيط للقلب، وبعض فحوصات الدم الروتينية المعروفة.

هذا الذي نطلبه منك يجب ألا يزعجك أبدًا، احتمالية أن تكون هنالك حالة عضوية هو احتمال ضعيف جدًّا، لكن الطمأنينة لا تأتي إلا إذا قام الإنسان بالفحوصات العضوية المبدئية، والجسد والنفس كثيرًا ما تكون عللهما متداخلة، يعني مثلاً: الإصابات الفيروسية البسيطة التي تسبب السعال، أو نزلات البرد كثيرًا ما يكون معها شعور بالقلق والتوتر، والبعض يُصاب بما يعرف باكتئاب ما بعد الأنفلونزا.

الذي أريد أن أصل إليه أنه ربما يكون لديك بعض الحساسية في الصدر، أو التهاب بسيط، أو أي نوع من الالتهابات الفيروسية، وفي ذات الوقت لديك حالة القلق والتوتر والمخاوف، وهذه يعرف عنها تمامًا أنها تؤدي لكل الأعراض التي ذكرتها.

فنحن هنا نواجه مشكلة طبية بسيطة، وهي غالبًا تكون (نفسوجسدية) الإجراءات الطبية يجب أن تسير مسارها، وتُكتمل من حيث الفحص والفحوصات التي ذكرناها، وبعد أن تطمئن على صحتك تمامًا أعتقد أنه بعد ذلك يمكن أن تبدأ في التطبيقات النفسية السلوكية، والتي تتمثل في:

ممارسة الرياضة، الرياضة علاج سلوكي -نعم- ولا شك في ذلك، البعض قد يستغرب حين نقول للناس (تريضوا) كيف تعتبر علاجًا سلوكيًا؟ هي سلوكي؛ لأن فيها تعديل للسلوك، يتخلى الإنسان عن الكسل، عن التهاون، أن يكون منضبطًا، أن يحرك جسده بصورة فاعلة، يجعل أجهزته الجسدية كلها في وضع تحفز وإيجابية، فإذن هي علاج سلوكي.

تمارين الاسترخاء أيضًا هي علاج سلوكي ممتاز جدًّا خاصة لحالات الضيق في الصدر، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كل ما هو مطلوب حول كيفية تطبيق الاسترخاء.

يأتي بعد ذلك أنك تحتاج لئن تتناول أحد الأدوية التي تُزيل القلق والمخاوف، وأنت فيما مضى كنت تتناول الـ (جنبريد GenPrid) والذي يعرف بـ (سلبرايد) وهو دواء جيد جدًّا، جرعته هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساء، تتناوله لمدة شهرين، ويمكن أيضًا أن تدعمه بأحد الأدوية المضادة للقلق وللتوترات مثل: عقار (فافرين) والذي يعرف علميًا باسم (فلوكسمين) أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً