الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وخوف دائم وأتوقع الأسوأ دائماً، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 23 سنة، أعاني من قلق وخوف دائم، وأتوقع الأسوأ دائماً، وغالباً هو الموت مثلاً لو أحد سافر معناها بالتأكيد سوف يموت أو لو جرس الهاتف (رن) فأكيد خبر سيء وموت شخص ما.

أحياناً أستطيع التغلب على القلق أو أتعود عليه بمعنى آخر، لكن بعد كل فترة وفترة يشتد، ولا أستطيع أن أتحكم فيه. من نحو 8 سنوات، تعبت فترة ليست طويلة، وكنت أحس دائماً أني سوف أموت في هذه اللحظة، وكان عندي وسواس.

مرة أخرى تعبت من 3 سنوات تقريباً، وذهبت لدكتور قال لي إن هذا شيء بسيط وسببه هو بعدي عن أهلي، وانا كنت أدرس في جامعة في منطقة أخرى بعيدة، وقال: أيضاً من الأسباب أني حساسة وأعطاني (سيبراليكس) لمدة 3 أسابيع فقط، وما طلب أن أراجعه.

أيضاً عندي القولون العصبي، وأيضاً من صفات شخصيتي أني أبغي أكون مثالية في كل شيء، وهذا أكيد يسبب لي مزيداً من التوتر والقلق، وغالباً بعد كل موقف اجتماعي أمر به أراجع الكلمات التي قلتها، وحتى الحركات مراراً وتكراراً خوفاً من الغلط أو أني أضايق شخصاً ما بكلامي.

كيف أستطيع أن أتغلب على الخوف والقلق؟ وهل من المفترض أن آخذ سيبراليكس كلما يشتد القلق أم هناك علاج آخر غير الأدوية؟ لأني أخاف أن أتعود على الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mariem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كما تفضلت وذكرت، فإن شخصيتك تحمل سمات التدقيق والانضباط والحساسية والوساوسية، ويعرف أن هذه الشخصيات تكون أكثر ميولاً لحدوث المخاوف، وازدياد القلق، وحين يأتي القلق يكون هنالك نوع من التحليل والتفكير السلبي والتشاؤمي، حتى بالنسبة للأحداث الحياتية العادية جداً.

هذه الحالات لا نعتبرها حالات مرضية حقيقية، فهي مجرد ظواهر وسمات تمثل التكوين والأبعاد الرئيسية للشخصية، لكن في ذات الوقت نعترف تماماً أن الإنسان الذي هو على هذه الشاكلة يكون أكثر عرضة للتوتر والقلق والمخاوف والوساوس، فأريدك تفهم وضعك بدقة، وهو حسب ما شرحت لك، وأرجو أن لا تعتبري أن هذه حالة مرضية، وإنما هي نوع من النسق أو الصفات التي تلازم شخصيتك.

من المهم جداً أنه من حيث النواحي العلاجية أن لا تؤولي القلق والخوف تأويلاً سلبياً، فعندما تأتيك المخاوف عن الموت تذكري أن الأعمار بيد الله، والخوف من الموت لا يزيد من عمر الإنسان ولا ينقصه، وتذكري أن هذا الخوف هو خوف مرضي، وليس خوفاً طبيعياً، ويعني أن تواجهي الفكرة بالفكرة، وهذا النوع من الأفكار هو الذي ندعو الناس لمناقشته ومحاورته، فليست مثل الوساوس القهرية التي نحث الناس على عدم مناقشتها؛ لأن مناقشتها وتحليلها يزيد من شدتها وتهييجها، أما هذا النوع من الفكر فيجب مناقشته، وأن نضع أفكاراً وآليات لمقاومته.

من المهم الحرص على الأذكار صباحاً ومساءً، وحين يقولها الإنسان بتدبر وخشوع وإيمان يحس أنه قد زود نفسه بشحنات عظيمة من الشجاعة والطمأنينة واليقين والتوكل بأنه لن يصيبه شيء، هذا منهج يجب الحرص عليه.

الأمر الثاني: يجب تحقير الوساوس والمخاوف، وأن لا يدع الإنسان لها مجالا، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، والانشغال بما هو مفيد، وصرف الانتباه عنها.

ثالثا: الرتابة والتكرار والنمطية دائما تعطي الوساوس فرصة للسيطرة عليها؛ لأن الوسواس بطبيعته نمطي، ومتكرر، وروتيني، وحين تدخلي أنماطا جديدة لحياتك كأن تطوري هواية معينة لم تكوني تهتمين بها فيما مضى، وأن تقرري أن تحفظي نصف جزء من القرآن شهريا، أو تقومي مثلا بالانخراط في أي عمل خيري أو دعوي، هذا يجعلك تتفاعلين مع الحياة بصورة ايجابية وتحسين بقيمة ذاتك.

رابعا: يجب التعبير عن المشاعر، وعدم كتمانها أيا كانت هذه المشاعر؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات وتراكمات نفسية سلبية، والتعبير عما بداخلنا من خواطر، خاصة حين تكون مشاعرنا سلبية حيال الآخرين، وطبعا الإنسان سوف يلتزم بضوابط الأدب والذوق حين يتحدث عن مواضيع كهذه.

خامسا: أريد أن تجتهدي في تمارين الاسترخاء وتطبيقها وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، كما أن الرياضة المناسبة للفتاة المسلمة دائما جيدة وفيها فائدة كبيرة.

سادسا: أعتقد أن عقار زولفت ويعرف باسم سيرترلين سيكون مناسبا لك، ولا تترددي في تناوله، ابدئي بنصف حبة 25 مليجرام ليلا لمدة عشر أيام، ثم اجعليها حبة واحدة لمدة 3 أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا التدرج في البداية التمهيدية، ثم الانتقال للجرعة العلاجية، ثم التوقف التدريجي يعتبر هو الأفضل والأكثر علمية، ولن يؤدي أبداً لظهور أي آثار جانبية من الدواء.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء، وأرجو أن تأخذي بهذه الرزمة العلاجية المتكاملة، أي الجوانب النفسية الاجتماعية والسلوكية والدينية، وتناول الدواء، كلها يجب أن تؤخذ ككتلة واحدة، حتى تعود عليك بالنفع.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر وردة الله المحبوبة

    جزاكم الله خير يا نشار الخير مشكورين بااذن الله



    شكرا عضيم يا احباب الله

  • الأردن roaa

    الله يجزيك الخير

  • احلام

    شكرا لكم و جزاكم الله 1000 خير

  • الأردن شهد

    الله يجزيكم الخير

  • زينب حسن محمد

    اشكركم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً