الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحساسك بمسئوليتك الزوجية وواجباتك الأخرى سببت لك الضغوط المؤدية لتقلب مزاجك.

السؤال

السلام عليكم.

أود شكركم أولا، وأتمنى أن يكون عملكم هذا في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة متزوجة منذ فترة لا تتعدى السنة، عمري 19 عاما، ومرتاحة -ولله الحمد- في زواجي.
مشكلتي هي: تقلبات متكررة في شخصيتي، ويحدث ذلك بشكل سلبي وسيء، يعني فجأة لفترة ما من الزمن أصير عصبية، وقد أتلفظ على من أحب بشيء لم أكن أقوله لهم سابقا في موقف كهذا، وقد بدأت هذه المشكلة في السنوات الأربع الماضية-تقريبا-.

إحدى صديقاتي المقربات جدا من النوع الذي يخبرني بكل ما أفعله، يعني تنبهني أنن تغيرت، وقد تعاتبني على عدة تصرفات بدرت مني.

أيضا في محيط عائلتي، أنفعل بسرعة كبيرة، أشعر أن لأمي وأبي سببا في ذلك، فهما من النوع الحار، ولكن هذا ليس بعذر لي على هذه الانفعالات على أتفه المواقف، والزعل لأتفه الأسباب.

صديقتي هذه عندما تقول لي: إنني لم أعد كما كنت، أحاول التماس العذر منها؛ لأنني فعلا لا أدري عن نفسي أبدا، وكلامها لي هو ما نبهني لما أنا فيه، فأبدا وأحاول أن أصلح من نفسي وأنجح، وبعد فترة طويلة أخرى أنقلب مرة أخرى، وتعود نفس الحكاية، عتاب و.. و.. إلخ.

الآن وبعد زواجي، صديقتي ملّت مني (هي غير متزوجة) يعني ضجرت من أن تعاتبني أكثر من مرة وأنها لم تعد تحتمل، وأنا لا أدري بم أرد عليها؛ لأنني لا أشعر بما تقوله لي أني أفعله، لا أدري ولا أستوعب ما تقوله لدرجة أنني أشعر أنها تبالغ، ولأن الكلام الذي سأقوله لها، هو ذاته الذي قلته في المرات السابقة.

لا أظن أبدا أن للزواج علاقة بذلك؛ لأن ما يحصل الآن حصل في السابق، ربما الضغوط لكن ماذا أفعل؟ أين أرمي بهذه الضغوط لكي لا تنقلب علي؟

ضغوطي من النوع العادي الذي يحدث بسبب الأعمال اليومية من: الدراسة، وأعمال المنزل، والزوج، والمجتمع، وأيضا في الفترة الأخيرة أصبحت كتومة، لست مثلما كنت عليه قبل 4 أو 5 سنوات سابقة، حيث كنت أخرج كل ما في نفسي لصديقتي وبكل أريحية، أما الآن فأنا أتكتم وأحاول أن أقول شيئا، وعندما أحاول أحس أنني مجبورة على ذلك.

أنا تائهة فعلا، لم أعد أعرف من أنا؟ مللت من كثرة التخبطات والتقلبات، وأريد أن أعود لما كنت عليه، تعبت كثيرا من المحاولات، مارست هواياتي التي كنت أمارسها قبل زواجي، أشعر بنفس الشعور وأحنُ لنفسي بشكل كبير.

والآن عندما أرد على أحد الرسائل في برنامج الوات سب مثلا: أفكر (كيف سأرد عليها كما لو كنت في السابق؟) هذا متعب متعب جدا.

في الآونة الأخيرة فعلا وصلت لأن أتمنى كوني شجرة، لعلي أن أرتاح من أمراض البشر وأتعابهم، علاقتي الآن بصديقتي هذه جدا سيئة، الوضع متوتر أكثر من السابق لأنها تقول: "غير معقول ما يحصل لك" وأنا لا أستطيع تحمله.

أرجو أن تفيدوني بما أمرُ فيه، وأن تساعدوني بما تستطيعون، فحالتي أشعر أنها صعبة ونفذ صبري لأتحمل ملاحظات الناس عني، وأنا ليس بيدي حيلة لأصلح الوضع.

وأيضا بمناسبة فرصة كتابتي لهذه الاستشارة، لدي مشكلة بدأت بعد ارتباطي (زواجي) وهي النسيان وقلة التركيز، مشكلتان تعبت منهما كثيرا وتسببتا لي بعدة إحراجات.

شكرا، والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالانتقال من مرحلة حياتية إلى أخرى؛ خاصة إذا كان الانتقال انتقالاً كبيرًا مثل الزواج؛ قد تنشأ منه بعض التغيرات التي يلاحظها الإنسان في نفسه، وقد يلاحظها من حوله أيضًا، لكن ليس من الضروري أن تكون هذه التغيرات تغيرات سلبية.

أنا أعتقد أنك الآن ونسبة لإحساسك بالمسؤولية الزوجية وواجباتك الأخرى نحو الدراسة، وبقية أعضاء الأسرة قد تكون الأمور سببت لك بعض الضغوطات، لذا أصبح يأتيك نوع من تقلبات المزاج، وأصبح ليس لديك القدرة لإدارة انفعالاتك بصورة سويّة وصحيحة، وربما تكونين أيضًا حساسة حول تقييمك لبعض الأمور، مثلاً: علاقتك بصديقتك.

أنا لا أرى أنك مريضة نفسيًا، وهذا الذي بك هو مجرد ظواهر يمكن احتواؤها من خلال:
أولاً: لا بد أن تكوني إيجابية في تفكيرك، أنت -الحمد لله تعالى- الآن متزوجة، وسعيدة في زواجك، فلابد أن تستشعري هذا.

ثانيًا: لا تكتمي ما بداخل وجدانك، وحاولي أن تعبري عن ذاتك أولا بأول؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية شديدة، والاحتقانات النفسية لا شك أنها تسبب الإحباط وتزيد من حساسية الشخصية.

ثالثًا: ضعي برامج فعالة جدًّا لإدارة وقتك والاستفادة منها.

رابعًا: حاولي أن تتواصلي اجتماعيًا، وبالنسبة لصديقتك لا بد أن تُصلحي ذات البين، وأن تكوني أنت المبادرة مهما كانت العلاقة سيئة الآن، لكن إذا بدأت أنت بمبادرات إيجابية قطعًا سوف تكون هنالك استجابة إيجابية من صديقتك هذه.

خامسًا: من المهم جدًّا ألا تفكري في السلبيات أبدًا، قطعًا الإنسان لا يستطيع أن يتجاهلها، لكن الإنسان الذي يضخم ويجسم السلبيات تُنسيه كل إيجابياته.

سادسا: من الضروري أن تمارسي بعض التمارين الرياضية التي تناسبك.

سابعا: أرجو أن تطلعي على بعض الكتب الجيدة فيما يخص تحسين وتثبيت المزاج وإزالة القلق، ومن هذه الكتب الكتاب الذي كتبه (ديل كارنيجي) ويسمى (تخلص من القلق وابدأ الحياة) أيضًا كتاب الشيخ عائض القرني (لا تحزن) قطعًا من الكتب القيمة جدًّا، وهناك كتاب أيضًا للدكتور (بشير الرشيدي) يتكلم عن كيفية التعامل مع الذات، هذا أيضًا يمكن أن تستفيدي منه كثيرًا.

إذن هذا هو المطلوب منك، ولا أرى أنك في حاجة لأي نوع من العلاجات الدوائية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا بتول

    ان كل هذه تفيد في حيات الانسان الاصغار و الاكبار

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً