الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتوب من ترك الصلاة وأحافظ عليها؟

السؤال

السلام عليكم.

باختصار شديد: أنا تارك صلاة ونصحني الكثير بالعودة للصلاة، والمشكلة الأكبر أني أعرف جيداً عقوبات تارك الصلاة، ومع ذلك لا أصلي، ولا أعرف ماذا أفعل؟!

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، ويقيك شر نفسك.

أمر الصلاة أيها الحبيب عظيم وشأنها كبير، وتركها من أكبر الكبائر، بل أجمع المسلمون أن إثم تركها أعظم من قتل النفس والزنا، وأكبر من شرب الخمر، والسرقة وأكل الربا، بل قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم تركها كفراً في أحاديث عديدة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه النسائي والترمذي وغيرها، وفي صحيح مسلم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة).

كونك أيها الحبيب تعلم هذه العقوبات وتعلم ما أعد الله تعالى من العذاب لمضيعي الصلاة فإنه قال: {ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}، وقال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوق يلقون غياً إلا من تاب}.

خير ما ينفعك للإقلاع عن هذا الذنب العظيم أن تتذكر وقوفك بين يدي الله تعالى، وتتذكر أهوال القيامة، وأهوال القبور، فأنت بحاجة إلى سماع المواعظ التي تذكرك بتلك الشدائد، كما قال سبحانه وتعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}، ننصحك أن تستمع المواعظ البليغة للوعاظ الذين يحسنون ترقيق القلوب، ولا تستسلم لدعوات الشيطان أنك تعرف ذلك، وأنك لن تتأثر فإن الموعظة ستفعل فعلها، بإذن الله تعالى فيك.

من أكبر أسباب الإعانة أن تكثر من مجالسة الصالحين والرفقة الصالحة، فابحث عنهم وحاول أن تدخل نفسك في زمرتهم، وتشاركهم في برامجهم، وتستعين بهم على تنشيطك وإعانتك على هذه الفريضة، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، ونحن على ثقة من أنك إذا جالست الصالحين ستتأثر بهم.

من الأسباب المعينة الإكثار من دعاء الله تعالى، وهناك أدعية شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحث عليها، فيها الدعاء بأن يجنبنا الله شر أنفسنا، كقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي)، وكقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، فأكثر من دعائه تعالى، ومن استغفاره، فإن الحسنة تدعو إلى الحسنة بعدها، ولا تصدق نفسك أيها الحبيب، ولا تركن إلى خداع الشيطان بأنك لا تقدر على المواظبة على هذه الصلاة، وابدأ مستعينا بالله تعالى فإذا علم الله تعالى منك الصدق، فإنه سيتولى عونك.

نسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبك شرور نفسك، وأن يلهمك رشدك ويأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أحمد السيد

    الله يفتح عليك علي الكلام الطيب وجزاك الله كل خير

  • أمريكا قيام الليل

    أنصحك أخي الكريم أن تقرر الآن بأن تقوم للصلاة متى سمعت النداء و أن تذهب للصلاة في المسجد فإنك ستشعر بحلاوة الطاعة و اللهم اهدينا جميعا

  • روسيا الإتحادية ذكر ربي في دقات قلبي

    نصيحتي لك بانك تداوم على الصلاة أربعين يوم في وقتها وبدون تأخير وبعد الأربعين يوم تلاقي نفسك تصلي كل الصلوات بدون تأخير وبوقت الصلاة حتى اذا تأخرت دقيقه تضل قلق الى ان تصلي جرب وتشوف وانشأ الله تداوم على الصلاة في وقتها وربنا يهديك ويهدينا

  • السعودية عبدالله محمد - اجدة

    اخي في الله انصحك بالمحافظة على اقامة الصلوات الخمس وليس اداءها فقط لان الصلاة الحقيقية تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن الفحشاء والمنكر ترك الصلاة اثابك الله .

  • مصر ahlam ahlam

    ما اجمل الافادة من هذة المواعظ الجميلة

  • الجزائر abdo

    اللهم اعنا علي شكرك وذكرك وحسن طاعتك ..
    سبحانك اللهم اني كنت من الضالمين فاغفر لي

  • ألمانيا محمد

    الله اكبر ماشاء الله

  • اليمن ايمن العريقي

    نشكرك على هذه الفائده واتمنى ان ننفع بها امة محمد اجمعين

  • جنوب أفريقيا Ahmed l'azawadien

    اللهم اجعلنا من المصلين الذين هم على صلاتهم يحافظون

  • الكويت

    اللهم ابعد عن عبادك كل شر وكل شيطان وكل مصيبةً وهـمً ....

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً