الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة النسيان والسرحان وعلاجها

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة وهي كثرة النسيان، أنسى بشكل كبير جدا، فأحيانا التلفون يكون بيدي وأضعه على الكرسي، وبعد دقيقة أنسى أين وضعته، ليس التلفون فقط، بل معظم الأشياء، وأحيانا أنسى أنه بيدي، وفي المحاضرات بالجامعة أنسى بعد المحاضرة ما قيل من الدكتور، بالرغم من تأكدي داخل الصف أنني فاهم بعض الأمور، حتى عندما أدرس وأضع القلم جانبا، بعد دقيقة أنسى أين وضعته!! أعاني من هذه المشكلة، وأنا الآن في سن ٢٢، وأخشى أن تسوء الحالة أكثر مع مرور السنين.

أيضا أعاني من مشكلة كثرة السرحان، ففي المحاضرة معظم الوقت أكون سرحانا بأمور أخرى، وأحاول أن أركز، لكن ذهني يتشتت، وحتى عندما أشاهد التلفاز أو أتابع مباراة، أفكر بأمور أخرى، وأيضا أعاني من الخوف بسرعة من الضغوطات والشك، مع العلم أنني أرتكب العادة السرية وأنا كثير الجلوس على الإنترنت، وأستخدم التلفون للألعاب وبرامج أخرى كثيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كثرة السرحان وضعف التركيز قد تكون ناتجة من القلق أو الإجهاد النفسي، أو عدم تنظيم الوقت، أو عدم استشعار أهمية الأمور التي يفكر فيها الإنسان في تلك اللحظة، ولا شك أن ممارسة العادة السرية بالصورة التي ذكرتها، وجلوسك على النت واستخدامك للألعاب كثيرا، لا شك أن ذلك يخل بتركيزك.

العادة السرية يعرف أنها تؤدي إلى القلق الداخلي وإلى الاضمحلال في التفكير؛ لأن الإنسان تشرد به خيالاته خاصة الجنسية منها، وكثرة الجلوس على النت تحصر إمكانيات الإنسان الفكرية في أمور معينة، وتحرمه من أشياء أخرى، مما يجعل تفكيره وتركيزه منصبا في اتجاه واحد، وهذا قد يؤدي إلى ضعف التركيز، وكذلك استخدام التلفون في الألعاب، فمن المهم أن تتكون وسطيا في التعامل مع النت وموضوع الألعاب، وأما العادة السرية فيجب أن تتوقف عنها أيها الفاضل، وأنت هنا محتاج لعلاج حالتك من خلال إزالة الأسباب، أضف إلى ذلك أن تنظيم الوقت مهم جدا، فيجب أن تضع خارطة زمنية تنظم من خلالها وقتك، ويجب أن تكثر من الرياضة، وينبغي عليك تطبيق تمارين الاسترخاء، وهي موجودة في موقع إسلام ويب في استشارة برقم 2136015.

يجب أن تنظم غذاءك، الغذاء يجب أن يكون متوازنا، ويحتوي على كل مكونات الطعام، والنوم المبكر يفيدك في تنظيم خلايا الدماغ، وفيه راحة للجسم، فقم مبكرا لصلاة الفجر، وهذا هو الوقت الذي أنصحك أن تدرس فيه، والتركيز والاستيعاب فيه أفضل وهذا مجرب ومعروف.

يمكن أن تقوم ببعض التمارين البسيطة التي تقوي ذاكرتك، مثل إلقاء موضوع معين موضوع قصير، أقرأه أكثر من مرة، وحاول أن تستذكره أكثر من مرة، وقم بوضع أشياء معينة، مثلا ضع المفتاح في مكان معين، وانظر إليه وكرر وقل أنا وضعت المفتاح على الطاولة، ثم قم بعد ربع ساعة، وحاول أن تتذكر مكانه، وستجد أن ذلك أمرا سهلا.

وقد لوحظ أن قراءة القرآن بتدبر يحسن من ذاكرة الإنسان، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} فكن حريصا على ذلك.

شرب القهوة بكميات معقولة يحسن من التركيز، وبالنسبة للمحاضرات يجب أن تقدم عليها وأنت في حالة من الاسترخاء، وفي حالة من الجدية الشديدة، وأن تستدرك أهمية العلم وأهمية أن تركز، والإنسان الذي يسرح يكون ذهنه مشتتا؛ لأنه تدخل عليه أفكار لا داعي لها، وربما يسرح في أحلام يقظة؛ لأنه لم يبدي رغبة أو شعورا بالأهمية حيال ما يسمعه محاضرة كانت أو درسا، أو أي نشاط من هذا القبيل.

وإن كنت تحس بقلق حقيقي، تناول أحد الأدوية البسيطة والتي تزيل القلق مثل عقار دوجماتيل والذي يعرف باسم سلبرايد، تناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلا وقوة الكبسولة 50 مليجرام، تناوله لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله، ومن الجميل والمجدي -بل من المطلوب- أن تجري فحوصات عامة للتأكد من وظائف الدم والكبد والدهنيات والغدة الدرقية.

وقد يكون من المفيد أن تتناول مركب أوميجا 3، فقد يكون فيه فائدة في تجديد النشاط الذهني والجسدي، وتحسين التركيز، فإن أردت تناول هذا المركب فلا بأس به، وتناوله لمدة شهرين إلى 6 أشهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب عبد الله لموالدة

    أرجوا من الله تبارك وتعالى أن يجزل لكم المثوبة ويرضى عنكم وجميع المسلمين آمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً