الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي ارتفاع في الغدة ومخاوف مختلفة، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 28 سنة، متزوج، لدي بنت -والحمد لله- نشيط وناجح في عملي، ومعظم من حولي يستشيرونني في معظم أمورهم، محبوب - بفضل الله -.

بداية شعرت في (2006) بضيق نفس شديد ليلاً، ولم أستطع النوم، وكأني أموت، ذهبت إلى المستشفى، ولم يجدوا شيئا وأعطوني منوما، عشت ثلاثة شهور في رعب وخوف متواصل، وبكاء وضيق نفس.

أجريت فحوصات قلب وأمراض صدرية وباطنة، ولم يجدوا شيئا أيضا، إلا أن الله شفاني بعدها -والحمد لله- ثم عادت لي منذ 8 شهور مضت وما زالت معي، شعرت مساء بضيق نفس شديد، ثم ضربات قلب تزداد بسرعة، ثم حالة توتر وخوف شديد، ذهبت ثانية إلى المستشفى، ولم يجدوا شيئا يذكر.

عرضت نفسي على أطباء كثر، ولم يعرف أحد منهم سببا بعينه، مرة قيل لي عندك قولون عصبي، ومرة قرحة في المعدة، ومرة ارتجاع في المريء، إلا أنني قرأت في موقعكم المبارك عن إجراء فحوصات غدة درقية، فوجدت النسب عالية (تفرز بزيادة).

ذهبت إلى طبيب غدد وأعطاني (كاربيمازول - أندرال 40)، استمريت على الأول 6 أقراص، لكن الثاني تركته لأنه يسبب لي هبوطا، ثم أجريت أشعة تليفزيونية ومسحا ذريا، وكانت النتيجة وجود نتوء صغير في الفص الأيسر، قال دكتور الجراحة ودكتور الغدد: إننا لسنا في حاجة لاستئصاله الآن، وإننا بالمتابعة سوف نعرف ما يحب علينا فعله، إن كان يكبر أو يصغر أو يثبت على الحجم!

أجريت تحاليل أخرى بعد أخذي للعلاج بـ 3 شهور، والنتائج كلها طبيعية -والحمد لله- وأنا الآن مستمر على الكاربيمازول، إلا أنني منذ الـ 8 شهور وأنا أعاني من خوف شديد، ضربات قلب سريعة، رعشة، حلقي يضيق حتى لا أستطيع أن أبلع ريقي، لا أستطيع لمس حلقي من الأسفل، أحس باختناق، وهذا يزيد من حاله فزعي، لا أستطيع النوم ولا حتى الذهاب إلى عملي، حتى أني خسرت عملي الإضافي، قلت عدد الهجمات إلا أنها ما زالت موجودة.

أفزع بشدة من أي شيء، حتى من رنين الهاتف بجواري، أو أن يوقظني أحد، ومن أي صوت عال، أخاف من كل شيء وبالذات ليلاً، حتى إنني لا أريد الليل أن يأتي، وأراقب النهار كل يوم وهو ينقضي.

لا أستطيع أن أنام وسط أولادي، أنتظر كل يوم الموت، أو أن يأتيني الفرج بأن أنام من كثرة التفكير وأنا جالس أو متكئ، لا أستطيع الذهاب لسريري لأنام مثل أي شخص طبيعي، تنتابني الهجمة لتقتل كل أحلامي وأفكاري، وحتي تنغص حياتي وجلوسي أو خروجي مع أولادي، لا أستطيع أن أمارس أيا من نشاطاتي بشكل طبيعي.

أعطاني الدكتور منوم (كالميبان) وأنا لا أخذه، خفت أن أتعود عليه، ولا أريد أن أنام طول الوقت، قرأت أيضا في هذا الموقع المبارك عن أخذ السبرالكس، أنا لا أعرف الجرعة المناسبة، ووجدت ثمنه غاليا (إن كان هو الحل سوف أشتريه - إن شاء الله- ).

بالله ساعدني في الأخذ بأسباب الشفاء، وبإذن الله، الله سيشفيني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله تعالى أنك قد اكتشفت زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، وبعد اكتشافه -إن شاء الله تعالى- وسائل العلاج سهلة وكلها متوفرة، فقط عليك بالمتابعة مع أطبائك.

حالة الخوف التي تعتريك لا شك أنها مرتبطة بالقلق، والعلاقة ما بين زيادة إفراز الغدة الدرقية ونوبات الهرع هذه والفزع هي علاقة غير واضحة المعالم، فهنالك من يرى أن السببية موجودة، وهناك يرى أن الأمر فقط من قبيل المصادفة، وهنالك من يرى أن مجرد معرفة أنه يوجد إفراز زائد في الغدة الدرقية يُصاب الإنسان بالقلق والتوتر (وهكذا).

الشيء الثابت الذي نستطيع أن نقوله أن العلاقة السببية موجودة، بمعنى أن زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر والفزع، وحتى بعد أن ترجع الغدة الدرقية إلى وضعها الطبيعي ربما تظل أعراض الخوف والقلق موجودة، وذلك من خلال ما يسمى بالارتباط الشرطي، حيث إن هذه الأعراض قد حدثت في وقت سابق حين كان إفراز الغدة مرتفعًا، وتم بعد ذلك تخزين وتشفير هذه الأعراض، وأصبحت تُجسد وتمثل حالة نفسية يستعيدها الإنسان من وقت لآخر.

أيها الفاضل الكريم: أؤيدك جدًّا في تناول أحد الأدوية المضادة للقلق وللمخاوف، لكن أفضل أن يكون هذا الأمر تحت إشراف طبيبك – طبيب الغدة – لا بد أن يكون له علم ودراية بهذه العلاجات، وعقار سبرالكس عقار جيد ومفيد، لكن - كما ذكرت وتفضلت – قد يكون مكلفًا، وفي هذه الحالة أقول لك أن عقار (مودابكس) والذي هو متوفر في مصر، وأعتقد أن سعره معقول، واسمه العلمي (سيرترالين)، سوف يكون بديلاً جيدًا ومناسبًا، وجرعته هي أن تبدأ بنصف حبة –تناولها ليلاً– لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وكما ذكرت لك - أخي الفاضل الكريم – أن يكون طبيبك في الصورة، وعلى إلمام بما تناوله من أدوية يعتبر ضروريًا ومهمًّا جدًّا.

عقار فلوناكسول والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) أيضًا مطلوب في مثل حالتك، وهو مضاد وسهل ولطيف جدًّا للقلق، والجرعة المطلوبة هي نصف مليجرام – أي حبة واحدة – تناولها في الصباح لمدة شهرين.

كذلك أنت محتاج لممارسة أي نوع من الرياضة الخفيفة، ولا بد من أن تُكثر من تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة وضرورية جدًّا في حالتك، وإذا قام الطبيب بتدريبك عليها فهذا جيد، وإن لم يحدث ذلك فموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجع إليها وتتطلع على تفاصيلها وتحاول تطبيقها، وأسأل الله تعالى لك فيها الخير بإذنه تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً